| أوربان الثاني كاهن الحروب الصليبيه |

نتيجه للضربات القويه التي كانت توجهها دولة سلاجقه الروم للبيزنطيين أضطر الإمبراطور البيزنطي الكسيوس كومنين الاستنجاد بـ بابا الكنسيه الرومانيه الغربيه الكاثولوكيه ضد السلاجقة، و لم يكن هذا الاستنجاد في الحقيقة الأول من نوعه بل سبقه استنجاد الأمبراطور (ميخائيل السابع) بالبابا (جريجوري السابع) عقب موقعه ملاذكرد 463هـ الخالدة ، فالمعروف أن الحرب على الترك كان من الأغراض التي تنطوي عليها الدعوة البيزنطية، فالأناضول يعتبر أكثر أهمية من بيت المقدس عند الدولة البيزنطية ، ولذلك لما أصبحت عاصمة البيزنطيين مهددة من قبل السلاجقة كان لزاماً على الأمبراطور أن يستنجد بالغرب في مقابل اتحاد الكنيستين الشرقية والغربية وأرسل وفدًا جديدًا إلى إيطاليا في مارس سنة 487هـ 1095م لمقابلة البابا أوربان الثاني، وتجديد طلب المساعدة منه ...

ولكن من هو أوربان الثاني ؟

تولى الكرسي البابوي في روما في سنة 480هـ 1088م رجل من الرجال المهمين في الكنيسة الغربية، وكان لولايته الأثر في تغيير عدة صفحات متتالية من التاريخ، بل ولعل الآثار التي أحدثها هذا الرجل ما زالت موجودة إلى الآن وكان هو الآخذ لقرار الحروب الصليبية على المشرق الإسلامي
وكان رجلاً ذكيًّا سياسيًّا لبقًا، وكان خطيبًا مفوَّهًا، وكان أيضًا جريئًا حاسمًا، وكان مطلعًا على أحوال العالم المعاصر له، وفوق كل ذلك كان يُكِنُّ حقدًا كبيرًا على المسلمين، سواء في بلاد المشرق حيث يحكمون أرض المسيح ، أو في الأندلس حيث يحكمون قطعة أوربية مهمَّة على مدار أربعة قرون متتالية حتى زمان تولِّيه البابوية. ثم إنه كان رجلاً ذا طموح كبير، وأحلام واسعة بأن يكون هو الزعيم الأكبر والأوحد للمسيحيين جميعًا في العالم، وذلك بتوحيد الكنيستين الغربية في الفاتيكان والشرقية في القسطنطينيه .....


فكر البابا أوربان الثاني في الأمر، ووجد أنه لو استغل هذه الفرصة واستجاب لطلب الإمبراطور البيزنطي، وعلى نطاق واسع، فسوف يحقِّق عدة أهداف كثيره من أهمها سيعيد إبراز دور الكنيسة في حياة الأوربيين و سيقوم البابا بحملة عسكرية تشمل التنسيق بين ممالك وإمارات أوربا المختلفة، وسيحتفظ بالقيادة في يده، فهو بذلك سيستعيد سلطان الكنيسة العسكري والسياسي على كامل أوربا و الثروات التي ستأتي من فلسطين والشام، ستحل المشاكل الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها أوربا والتي يعاني منها بنجدة آلاف الفقراء الذين يموتون في أوربا سنويًّا نتيجة الجوع والمرض والبرد....

ومن اهداف البابا ايضا المهمه انه سيتاح للبابا الكاثوليكي الفرصة الذهبية ليضم الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية إلى كنيسته الكاثوليكية، وذلك تحت سيطرته هو، فهو الذي جاء من أقصى البلاد لينقذ النصارى الشرقيين من المسلمين. فالبابا سيحقق كل المكاسب باستغلال هذه الفرصة، ولن يخسر شيئًا لو حدث مكروه للجيوش؛ لأنه في النهاية يحارب من أجل أهداف نبيلة فيما يبدو للناس. ومن هنا فإن البابا تحمَّس كثيرًا للطلب الذي طلبه الوفد البيزنطي الأرثوذكسي، بل إنه جعل الوفد يقابل المجمع الكنسي المجتمع في إيطاليا آنذاك؛ ليعرض صورة الوضع في الشرق، وذلك يكون أبلغ في التأثير في القساوسة، وينفي عن البابا شبهة التخطيط المنفرد للحملة ودون سبب واضح. وقد تحمس الحضور للفكرة، وتكلم البابا مؤيدًا لكلام الوفد البيزنطي، وقرر أن يُعِدَّ العدة لأخذ التدابير اللازمة لغزو الشرق الإسلامي.

بعد كل هذه الاسباب بقي علي أوربان الثاني ان يفعل شيئا واحدا وهذا ما سنعرفه في المشاركات القادمه إن شاء الله ....


[ المصادر : قصة الحروب الصليبيه السرجاني و دولة السلاجقه الصلابي و سلسلة الحروب الصلييبيه للدعيج ]


___________________

صورة : البابا أوربان الثاني .


* ع *






نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي