الدعاء
الدعاء لغة دعيت الرجل اي صحت به وناديته وشرعاً هو "معنى الدعاء استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ. وحقيقته: إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرُّؤ من الحول والقوّة، وهو سمةُ العبودية، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عزَّ وجلَّ،الدعاء امره خطير في الاسلام

اداب الدعاء
البدء بحمدلله والصلاة على النبي والتذلل بين يدي الله والاكثار من الدعاء في وقت الرخاء حتى يستجاب في وقت اللشدة وعدم التحجير في الدعاء كان يدعو اللهم ارحمني انا وابي فقط او يقول اللهم ارزقني لوبيت صغير اسكن فيه وعائلتي اللهم يسر لي ولو مصدرا صغيرا للرزق فيستحب الاكثار فانما يسال كريما كما في الحديث واذا سبق الدعاء صدقة ققلما يرد هذا الدعاء ويجب على العبد الاصرار على الدعاء حتى يعلم الله انه مصر ومضطر كما قال الله تعالي "امن يجيب المضطر اذا عاه ويكشف السوء" فان الله لايستحيب من قلب غافل لاه كماقال عليه الصلاة والسلام ويجب عليه ان يكون موقنا بالاجابة ولايمل الدعاء ققد قال عليه الصلاة والسلام "لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم".
كما يستحب التماس اوقات الاجابة كالدعاء بين الاذان والاقامة وفي الثلث الاخير من الليل وبعد الصلاة ودعاء الوالد لولده وقبل الافطار وعند السجود وساعة العصر يوم الجمعة

الدعاء في حياة الانبياء :
قال تعالى( وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ) وقال عزمن قائل( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِر)ٍ
و هذا أيوبُ عليه السلام ):وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ(. فماذا كانتَ النتيجة ؟(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ).
وهذا يونس عليه السلام ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين )فماذا كانتَ النتيجة( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
وهذا زكريا عليه السلام "وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ. ماذا كانت النتيجة ؟
) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ.( الذين يشكون العقم وقلة الولد
يعـقوبُ عليه السلام قال:"(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، انظروا لليقين، انظروا للمعرفة برب العالميننقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيوَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)، فاستجاب اللهُ دعائَه وشكواه وردَ عليه يوسفَ وأخاه.
وهذا يوسف ابتلي بكيد النساء ( وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُن ا فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العليمْ )
إبراهيم : (( وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ )) [الشعراء:84] .. الاجابة ((وتركنا عليه في الآخرين ( * ) سلام على إبراهيم(( الصافات 108-109 (
وأخبر الله عن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه فقال تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ). استغاثة لجاءة إلى الله، شكوى وصلة بالله سبحانه

[SIZE=4]الدعاء في القران[/SIZE]
- قد يكون سبب امتحان الله لامة او لعبد هو سماع شكوى العبد ودفع الامة الى اللجوء الى الله "ولقد اخذناهم بالعذاب فمااستكانو لربهم ومايتضرعون "
- الدعاء سبب لرفع العقاب من الله
وماكان الله معذبهم وانت فيهم وماكان الله معذبهم وهم يستغفرون ولا شك ان استغار الله من الدعاء
- قال تعالي " وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" فسمى الدعاء عبادة
- قال تعالي " امن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء "

[COLOR="#FF0000"]الدعاء في الاحاديث[/COLOR]
في الحديث الشريف " من لم يسأل الله يغضب عليه "
سل الله ماعنده ولاتسال الناس ماعندهم
ولا تبتغي من سواه الغنى وكن عبده لاتكن عبدهم
في الحديث القدسي " ياعبادي كلكم ضال الا من هديته , فاستهدوني اهدكم "
في الحدثث "ان اعجز الناس من عجز عن الدعاء وابخل الناس من بخل بالسلام "
في الحديث " لايغني حذر من قدر ,والدعاء ينفع فيما نزل وممالم ينزل وان البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان الى يوم القيامة"

[U]اياك ودعوة المظلوم [/U]
Uفي الحديث " دعوة المظلوم مستجابة وان كان فاجرا ففجوره على نفسه"
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r(ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لا شَكَّ فِيهِنَّ : دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ)
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ لما أرسله إلى اليمن: "واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب". دعاء الظالم لا ُيستجاب.
قال تعالى : ( وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلاَلٍ ) [الرعد : 14]
وهذا أصل فى دعاء الظالم أنه لا يُستجاب فيمن دعا عليه ، وإنما يرتفع إلى الله تعالى من الدعاء ما وافق الحق وسبيل الصدّق .


[U]الدعاء على أعداء الله[/U]
الدعاء على الذين يحاربون الله ورسوله بالموت مشروع إذا أصروا على كفرهم وعنادهم، لورود ذلك في القرآن والسنة، وفي كلام سلف الأمة، مثل قول الله تبارك وتعالى: (وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ، قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) [يونس:88-89].
وقال تعالى: (وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) [نوح:26] قال الضحاك: ديارا واحداً. ا.هـ
قال القرطبي: دعا عليهم حين يئس من اتباعهم إياه. ا.هـ
ولا شك انه من اسلحة الدقة العالية في الحروب والمعارك قلقد كان رسول الله يقنص اعداءه قنصا بالدعاء فيوم يدر دعا على ائمة الكفر رسول الله قال ابن مسعود: فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة رفع صوته ثم دعا عليهم، وكان إذا دعا دعا ثلاثاً، وإذا سأل سأل ثلاثاً، ثم قال: "اللهم عليك بقريش" ثلاث مرات، فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته، ثم قال: "اللهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط" (وذكر السابع ولم أحفظه) فوالذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق لقد رأيت الذين سمّى صرعى يوم بدر، ثم سحبوا إلى القليب، قليب بدر.
ووالله لايغيب عن امر الدعاء الا كل امرء ناقص الحظ قد اصابة العجز والقنوت
كما قال الشافعي : اتهزأ بالدعاء وتزدريه ولا تدري ماصنع الدعاء
سهام الليل لاتخطي ولكن لها امد وللامد انقضاء
فرب دعوة مظلوم في جوف الليل ازالت دول كما قال المعتصم بن عماد لما صار في المغرب مسجونا يابني انما هي بدعوة مظلوم

حالنا اليوم
انحسر الدعاء في حياة المسلمين والبشر عموما اصبح طقوسا واحوالا يؤدونها لايفقهون معناها وخبت روح الدعاء منها وظن بعض الناس انها لاتقدم ولا تؤخر فهناك اصيبت الرابطة والصلة بين العباد وبارئهم وبين المكروبين وبين مفرج كروبهم وانقطعت المناجاة بي الناس وبين مليكهم اذ لم يرفعوا اليه حوائجهم ولم يبثوا اليه مصابهم حتى قال قائلهم > اللهم لانسالك رد القضاء ولكن نس\الك اللطف فيه <
وفي هذا العصرُ تعلقَ الناسُ بالناسِ، وشكا الناسُ إلى الناس، ولا بئسَ أن يُستعانُ بالناس في ما يقدرون عليه، لكن أن يكونَ المُعتمَدُ عليهم، والسؤال إليهم، والتعلقُ بهم فهذا هو الهلاكُ بعينه، فإن من تعلق بشيٍ وكلَ إليه.
[/U]أنت الملاذُ إذا ما أزمةٌ شملت……..وأنت ملجأُ من ضاقت بهِ الحيلُ
أنتَ المنادى به في كلِ حادثِةٍ…….أنت الإلهُ وأنت الذخرُ والأملُ
أنت الرجاءُ لمن سُدت مذاهبهُ……أنت الدليلُ لمن ضلت بهِ السبلُ

لا تسألن بني آدم حاجة وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب