قلسطين لنا، من البحر إلى النهر، ومن رفح وجنى رأس الناقورة، ولينبح عباس كما يشاء، هو لا يمثّل إلا نفسه فقط، هو من صفد أيضاً لكن صفد بريئة منه، فلو تنازل عن بيته، ومدينته، وتناسى تاريخها ومآثرها، وداس على عظام أجداده فيها، فنحن لن ننسى، واسألوا (الصفديين) الذين فارقونا على حلم أن نحمل عظامهم ذات يوم إلى صفد.. اسألوا الدماء التي سقطت من أجل صفد ويافا وعكا وحيفا والناصرة والجليل، والبحر والنهر وما بينهما..؟
رحمك الله يا عبد الكريم عبد الرحيم (أبو مصباح) الشاعر الفلسطيني الكبير الذي أغمض عينيه على طيف بيته في صفد، ماذا أقول لك يا صديقي.؟
عندما كنا نقول هذا رجل عميل بامتياز خرج علينا بعض (الفتحاويين) المستفيدين من فساد السلطة الفلسطينية، يدافع عنه، ويضع مبررات ما أنزل الله بها من سلطان، فماذا بعد الآن.؟
أن يتعهّد عباس بالفم الملآن بأن لا تشتغل انتفاضة ثالثة ما دام في السلطة، وهو رئيسها.!؟
وأن يصرّح بالفم الملآن أنه الأخير الذي يمكن التفاوض معه، وتقديم تنازلات (سخيّة) للصهاينة، فهذا يعني أن لا أحد غيره من الفلسطينيين راضٍ عن سلوكه المشين هذا
لقد كنا نختلف مع الشهيد ياسر عرفات، لكننا لم ننكر يوماً أنه كان القائد (واخنيار) الفلسطينيين، ولم يفرّط في أهم نقطتين تخصان صراعنا مع الصهاينة: حق العودة، والقدس، ودفع حياته ثمناً لموقفه هذا، وكان يدرك بحنكته أيضاً أن لا أحد أبداً، حتى لو كان هو، ياسر عرفات، صاحب التاريخ الطويل من الكفاح والنضال والعمل السياسي، لا أحد يستطيع أن يفرّط بهذين الحقيّن البينين، (لا عباس ولا جد جده ولا اللي خلفوه وورثوه)، وعليهما، أي على بيان حق العودة، والتمسك بالقدس كقيمة دينية وأخلاقية ومكانية ورمزية أيضاً، يمكن للشعب الفلسطيني أن يواصل نضاله وحتى تحرير كل التراب الفلسطيني، فهل يأتي هذا (القزم) ليفرّط.؟ وهل يتصوّر أن الشعب الفلسطيني سيسكت عن جرائمه ويتسكين.؟
ما يحزّ في نفسي حقاً أنني لم أسمع حتى الآن من أكبر وأهم تنظيماتنا الفلسطينية الفاعلة على الأرض وفي السياسة أي تعليق رافض وغاضب على تصريحاته المخجلة بحق الشعب الفلطسيني، وكرامته ووجوده..
أين أنتم يا تنظيماتنا الفلسطينية الأشاوس من كل ذلك.؟
ع.ك