ما أخبار الغائبين عن البلاد ؟

هل ما زالوا يتذكرون أهليهم الذين أصبحوا كالغرباء قبل غير سفر ؟؟

,لقد ضاقت الأرض عليهم بآفاقها ولم تعد تتسع لهم

هل مازالوا يعلمون أن أهلهم لم يعودوا قادرين أن يخرجوا من بيوتهم إلا بعد التحصينات والتعويذات التي تتلوها الأم على أولادها وزوجها عند خروجهم؟؟؟.

من يدري؟!!
فقد يأتيهم تفجير أو رصاصة طائشه

والتي لم تعرف طريقا" إلا صدور الأبرياء !!

أيها المتغربين عن البلاد

لا تعودوا تتصلوا بنا بعد الآن..

فأنتم لا تتذكرونهم جيدا..

فقد انصرفتم لأعمالكم ولأصدقائكم

إن الأهل الكرام الآن لا يريدون إلا أن تطمئنوا اطمئنان المحب فقط

لا اطمئنان الواجب الذي لايسمن ولايغني من جوع...

لا تتركوهم في غربتهم وخوفهم

فهم لم يعودوا قادرين على تحمل الهم والحزن أكثر من ذلك

فقلبهم تعب من المآسي والأحزان والأخبار المؤلمة...

لقد امتلكنا الآن مناعة ضد ألم الفراق بالموت...

فالأمهات تزف أبناءها كل يوم

والشهداء عندنا كل يوم بالمئات

وإن أحدا" من كبار العمر توفي,يسأل هل توفي قتلا أم ميتة طبيعية؟؟

لم يعد لديناعزاء وإنما تقبل التعازي على الهاتف وكفى المؤمنين القتال!.

أمر مضحك بالفعل أن يصبح حالنا هكذا !!

فالتشييع بات دون موكب من السيارات الآن...
لأن الحواجز ستوقفهم وربما سيشيعوا شخصا آخر مع المتوفى!!.

لم يعد عندنا الصلاة على الميت في المسجد

إنما يصلى عليه في المنزل إن كان منزله موجود أصلا"أو كانوا قادرين أن يدخلوه الى بيته ..

على الأغلب سيصلى عليه صلاة الغائب

أما قبره فيكون.. إما قبرا" جماعيا" أو فوق أحد جسده مازال طريا" ندا

تستغربون !!

هذه قصة أفضل شخص ميت عندنا..........

فأنا لم أذكر لكم الأشخاص الذين لم تعرف هوياتهم والأشخاص الأشلاء ...

عن ماذا .. وماذا أحدثكم ..؟؟؟

وأنتم مازلتم تسألوننا: هل أنتم بخير ؟؟

لقد سمعنا أن عندكم انفجار اليوم وأن المنطقة الفلانيه تقصف طمئنونا!!

إن مثل هذه القصص أصبحت أمرا" عاديا عندنا

وإن لم نجد خبرا مؤلما جديدا...

نقول نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيالله يستر ماذا يحضرون لنا من مفاجآت) ؟؟

كل يوم ننام ونستيقظ على أصوات الإنفجارات والطائرات التي تقصف قرى ومناطق

أما أصحاب تلك البيوت فقد شردوا..

منهم من استأجر بأغلى الأسعار ..

ومنهم من يسكن عند أهله هو وأخوته

فقد أصبح في كل بيت عشرات الأشخاص !!

عداك عن الأشخاص الذين لم يجدوا مأوى سوى الحدائق و المخيمات ..

وعن ماذا أخبركم أيضا؟

عن خطف الكبير والصغير والمرأة والفديه المساوم على سعرها

وعن السرقه التي لم تعد تحتمل..

وعن المداهمات وعدم الأخذ بعين الاعتبار حرمة البيوت..

فلا تجد سوى أشخاص دخلوا عليك لا تعرف أصلهم ولا أي شيء عنهم سوى كل أذى

ويريدون أن يفتشوا بيتك لا أن يسرقوه !!

أخبرك عن الأهالي الذين سافروا الى أصقاع العالم هربا من الموت

وأنتم مازلتم تسألوننا ما أخباركم طمننونا عنكم!!

أتريدون المزيد من الاخبار أم اكتفيتم ؟!!!

لقد شوهت الشام..نعم لقد شوهت...

ولم يعد أحد يقطنها سوى من لاحيلة له في الخروج...

إننا في بلدنا التي عشنا فيها أحلى الذكريات وأجملها نعيشها اليوم غربااااااااااااء

نعم ..غرباء جدا..

أصبحت لا تستطيع الخروج إلا ومعك بطاقتك الشخصيه

لأنك في أي لحظة ستوقف وتسأل من أنت عرف عن نفسك وأعطني هويتك !!

ماذا أقول لهم ؟؟عرف أنت عن نفسك؟

و ما صفتك لتسألني عن هويتي ؟

من المتطفل ومن الحامي؟


أخبروني ماذا أقول لمثل هؤلاء الناس..لاأملك سوى بطاقتي وقلبي فخذهما...


أرجوكم لا تعودوا تسألوننا عن أخبارنا وحالنا يكفي ما حل بنا..

..لم نعد قادرين على الكلام
وخير الكلام ماقل ولم يذل...

من وحي: لميه النحاس



حرر 22/10/2012