تراتيل الضحى


لملمت من ألق الحسان شموسا
وحفظت من همساتهن دروسا
حتى غدا شعري لهن جدائلا
وغدت حروفي للهوى قاموسا
كم خضت في حب العيون معامعا
وأثرت في عشق الظباء بسوسا
أنا قد هُزمت بكل حرب جميلة
كانت حروبي في العيون ضروسا
مزقت عند لقائهن دفاتري
ورميت قوسي وانتضيت تروسا
وملأت من عبق الحسان محابري
وزرعت في آفاقهن شموسا
وسقيت بستان الهوى من جدولي
وهذيت أن السبت صار خميسا
قلبي إذا ما رمش ظبي مسه
يغدو كمن أكل الربا ممسوسا
متخبطا في عشقه لا يرعوي
والعشق دق بنبضه ناقوسا
يا حلوة الشفتين ما ذقت الهوى
إلا بخصرك ناسكا وطقوسا
وسقيت إذ عصف الغرام بيادري
من نبع حرفي للحسان كؤوسا
وغزلت من حرفي جميع بيانه
ليكون عقدا كالشروق نفسيا
في شعرك الغجري صغت قصائدي
فرسمن في أفق الجمال عروسا
لو قلت حبك في ربيع سحائبي
مطر سيحيي في هواك تعيسا
يا من نسجت وشاحها من أنجمي
لا تتركيني في لظاك يؤوسا
أنا لست يوسف كي يقد قميصه
عصرا ولست على السقاية موسى
لا تمكري إني بحبك مدنف
وكفى يهوذا إذ وشيتٍ بعيسى
فتشت عن قلبي بعين حبيبتي
وأضأت في طرق الهوى فانوسا
فوجدت أني والسراب توحدا
ووجدت من رسم الخطى إبليسا
بئس العواطف أن تكون لظبية
أحلى مناها أن تُرى متعوسا
في كل أنثى آية تجتاحني
لأرى بصنعة خالقي ناموسا
فإذا نظرت مسبحا لجميلة
أغدو بحسن عيونها قديسا
متعبدا من صاغها من لطفه
وأعيش في نهر الهيام حبيسا
وغدوت أركض في الفلاة لألتقي
ظبي الحلا ويُرى الجميع جلوسا
عجبا لمن لجمال قدك ناظر
من ثَمّ لا يغدو به مهووسا
ما مثل حظي في الغرام نصيبه
منحوسة قد غازلت منحوسا