خروف العيد..................محمد محضار

استيقظنا هذا الصباح كانت أمي تبتسم..وكانت جدتي تبتسم وكنت أنا ابتسم..وكانت الفرحة تقفز من عيوننا...وكان ثغاء الخروف ينبعث من فناء الدار كلحن موسيقي جميل نطرب له أنا وأختي ميمونة..قال أبي لأمي: سأذهب لأداء صلاة العيد..قدمت له أمي الإفطار فتناوله مستعجلا ثم أسرع إلى المصلى...أمسكت بتلابيب جلبابه ومنعته من الخروج...قلت بصوت عال:لن تذهب دوني..قالت جدتي :أنت لم تفطر بعد..والصلاة قد تقام في أي وقت دع أباك يذهب..لكنني تمسكت برأيي وظللت اصرخ ملء صوتي...أمسك ابي بيدي ..وقال هيا لنسرع.خرجنا مهرولين...كنا نقابل بعض المعارف فيسلمون علينا بحرارة..كنت أحسني أسعد طفل في العالم ..كان والدي يهرول وكنت اسايره في هرولته ..رغم إحساسي بالعياء..عند وصولنا الى المصلى وجدنا كثيرا من المصلين قد سبقونا الى اخد أماكنهم..جلسنا في مكان قريب من الإمام..سمعنا خطبة العيد ثم صلينا وقفلنا عائدين ...صادفنا جزارا في الطريق ..فدعاه ابي ليقوم بنحر خروفنا..في البيت كانت امي قد اعدت العدة..وهيأت المائدة وسطول الماء...ذبح الجزار الخروف وسلخه..شعرت بالحزن أنا وأختي لموت الخروف ..وقد فرت من عيني دمعة أسرعت أمسحها...أشعلت جدتي النار في مجمر الشواء فتصاعد اللهب ..ثم بعده الدخان ...بعد اكل قطع الكبد الملفوفة في الشحم حمدنا الله وشكرناه..........محضار 2008