هل هو العيد، هذا الذي أطلّ خجولاً.!!؟

كم كنت أتمنى أن أخرج من عباءة أمي وأصرخ بأعلى صوتي: كل عيد وأنتم بخير، أرسل صرختي عبر المجرّات كي تصل حارّة إلى كل واحد منكم، في هذا المدى الذي يطلقون عليه "الوطن العربي الكبير"، لكنني لم أرَ في نبض عيونكم غير رعب وخوف.. وانتظار..
هذا فنجان قهوتي الرابع منذ أبكر الصباح يسامر سكون المكان، وحفيف سنّة قلمي على ورق أخرس أبى أن يستقبل من رجف أصابعي كلمة "عيدكم سعيد" ويكاد ينزف دماً.. يقول لكل أمّ تخرج لتزور قبر حبيب أو عزيز، أو قطعة من كبدها فارقتها بلا ثمن ولا معنى، تغصّ بدموعها، فتنساب حارّة على جغرافيا الوطن الكبير الذي كان يسمى "عربياً"، يقول لها: هل هي ولادتنا الجديدة.؟ أم هي نداءات أواخر الخريف.؟
امرأة تضع على رأسها وشاحاً أبيض، لم أعرف هل هي من شرق أم من غرب هذه الجغرافيا، من العراق أم هي من ليبيا.. من اليمن أم هي من مصر، من سورية من لبنان من تونس من البحرين من موريتانيا.. لم أعرف غير أنها تشبه أمي.. لمست كتفي بحنان، وقالت: كل عيد وأنت بخير يا بنيّ..
يااااه كم هو موجع هذا النزيف.!
أعذريني يا أمي، فقد طافت دموعي على الورق، ولم يعد صالحاً لأكتب أيّ حرف عليه..
ع.ك