نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


وشم الذقن أشهر أنواع الوشم في عالمنا العربي ولازالت النساء في القرى تتمسك به

الوشم فن على الجسد.. ولكن!


هامت البشرية بالوشوم على اختلاف العصور، وطرحت طرق مختلفة لإزالة الوشم ومنها الليزر، فما حقيقة ذلك ؟.

تعود أقدم الوشوم لـ 12000 سنة ق. م حين كانت بعض الشعوب القديمة تجري شقوقا على الجلد وتفركها بالرماد كطقس عزائي ليبقى شاهدا أبديا على الجسد إن نسيت النفس، أما الوشم التزيني فيعود لـ 8000 ق.م ويمكن القول إن الوشم وجد باختلاف المكان والزمان.

ولقد اختلفت النظرة للوشم باختلاف الحضارات فلقد خص الإغريق والرومان الوشم للعبيد والمجرمين، وتجنب الصينيون القدماء الوشم وخصوه للمجرمين إذ اعتبروا أن الجسد هدية من الأهل ويجب عدم الإساءة إليه، بينما اهتم اليابانيون بالوشم وخصوه لعلية القوم وكانوا يتباهون بجمال اللوحات المنقوشة على صدورهم العارية، وكذلك الأمر في جزر جنوب المحيط الهادىء. والوشم في الإسلام محرم فقد روي عن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم- أنه قال ( لعن الله الواشمة والمستوشمة ) كما منع الوشم في الكثير من الأوقات في المسيحية واليهودية.

ومع مطلع القرن العشرين انتشر الوشم وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وانكلترا وقد سهل ذلك ظهور أدوات الوشم الكهربائية وتعدد صبغات الوشم وألوانه وظهور مهارات فنية في نقش لوحات جميلة على الجسد حتى ظهر عند البعض ماسمي بجنون الوشم Tattoomania ويقدر أن 9 - 11 % من الذكور البالغين و1 % من النساء البالغات موشومون في أمريكا.

وحاليا تقام في بعض العواصم معارض للوحات الوشم على الأجساد، بل إنه يذكر أن البعض يقوم باستئصال الوشم من الأجساد الحية لتدبغ وتباع للأثرياء بمبالغ طائلة.

والوشم طريقة للفت النظر ومحاولة التمايز وتأكيد أهمية الأنا، ووسيلة لاحتضان الجمال واختزانه، كما يعتبر طريقة للتأكيد على الوطنية والوفاء والحب والانتماء وحتى التدين برسم رموزها لتبقى دائمة على الجسد، ويعتبر بعض أطباء النفس أن الألم الحاصل بالوشم مع متعة وجوده يشير إلى لون من المازوخية في نفوس الموشومين.

أنواع الوشم

ويمكن تقسيم الوشم في بلادنا إلى:

- الوشم التقليدي: ويجرى في الأرياف وعند البدو وهو أشيع عند النساء ويجرى بطريقة بدائية بإدخال الحبر أو الفحم بوساطة الوخز يدويا بالإبر ويجرى بشكل منمنمات حول الفم وعلى الأنف وبين الحاجبين وعلى ظهر اليدين.

- الوشم البدائي : وهو أشيع عند الذكور من صغار الشباب ويجرى بطريقة بدائية كما في الوشم السابق، ولكن بشكل رسوم ساذجة كقلب أو سهم أو كلمات أو حروف وغالبا مايندم هؤلاء الشباب لاحقا ويهرولون لمحاولة محو الخطيئة.

- الوشم التزييني : ويجرى عند المختصين بأدوات كهربائية وبألوان مختلفة وبشكل رسوم جميلة وهذا الوشم يلاقي رواجا في أوساط الشباب وخاصة الذكور الذين يحاولون التميز.

- الوشم التجميلي : ويجرى عند المختصين كمكياج دائم للنساء وذلك لتأطير حواف الأجفان باللون الأسود أو لتأطير حواف الشفاه أو صبغها كاملة بالأحمر أو لتحديد الحواجب أو رسمها أو لصبغ الوجنتين. ويعود أول وشم تجميلي لعام 1984 عندما نشر Angers أول محاولة لوشم حواف الأجفان بالأسود كمكياج دائم.

- الوشم الطبي: ويجرى عند مختصين لتغطية العيوب اللونية كوشم بقع البهاق (بقع بيض تظهر على الجسد) بألوان مشابهة للون الجلد الطبيعي أو لوشم ندبات خالية من الشعر بالأسود لتعطي انطباعا بوجود الشعر أو لتعيين نقاط خاصة بالعلاج الشعاعي لسرطان داخلي.

ويسمى النوعان الأوليان بوشم الهواة بينما تسمى الأنواع الثلاثة الأخيرة بوشم المحترفين.

وتستخدم مواد مختلفة للوشم منها مواد عضوية كالكربون للوشم بالأزرق وأكاسيد المعادن مثل أوكسيد الحديد للوشم باللون الأسود، وأزرق الأزور للوشم بالأزرق، وأكسيد الكروم وكرومات الرصاص للوشم بالأخضر وسلفيد الزئبق للوشم بالأحمر، أما سلفيد الكادميوم فللوشم بالأصفر.

وأول مايتم الوشم تتوضع المواد الملونة بشكل عناقيد بقطر 2 - 400 نانو متر ثم يتم اقتناصها من قبل العديد من الخلايا في البشرة والأدمة (الأدمة طبقة تحت البشرة) كالخلايا المقرنة والبالعة والأرومات الليفية والخلايا البدينة ولاحقا ينحصر وجود المواد الملونة في الأرومات الليفية والخلايا البالعة في الأدمة ومع الوقت تغوص هذه الخلايا للأسفل ومع انخفاضها يخفف اللون.

لعنة الوشم

يحمل الوشم في كثير من الحالات مخاطر صحية ولعل أهمها الأخماج الجرثومية والفيروسية بسبب عدم الاهتمام بتعقيم الإبر الواخزة التي تستخدم في الوشم، إذ يمكن أن تنقل الأمراض التي تنتشر، كما يمكن أيضًا أن ينتقل مسباتها الحيوية الدقيقة في الدم كالفيروسات التي تؤدي إلى التهاب كبد (بفيروس B,C,D) كما قد ينتقل السفلس والجذام والسل ولعل أخطرها الإيدز، ويمكن أن يحدث النزف عند المصابين باضطرابات دموية، ولاحقا قد تظهر ندبات ضخامية أوجدرات Keloids عند المستعدين (أورام قاسية في مواقع الوخز) وذكرت استجابات حبيبومية (أورام التهابية) وحساسية من مواد الوشم وحساسية ضيائية وخاصة من (سلفيد الكادميوم)

إذ يحدث احمرار بالتعرض للشمس في مكان الوشم ثم يتثخن الجلد بشكل ثؤلولي.

أما في الوشم التجميلي فيذكر أن الكثيرات لا يرضين عن أماكن الوشم في حواف الأجفان،كما يمكن أن يتغير لون الوشم فالأحمر قد يصبح برتقاليًا أو صدئًا، وقد تنتشر مادة الوشم خارج مواضعها كانتشار السواد بشكل مروحي على الجفن السفلي بعد وشمه، كما ذكر تنخر الجفن وتموته في بعض الحالات.

محو الخطيئة

وإذ كان اندفاع الشبان يدفع للوشم فإن التعقل الذي يحمله العمر يدفع لإزالة الوشم، وتذكر إحدى الدراسات أن متوسط أعمار إجراء الوشم 18 سنة ومتوسط أعمار محاولة إزالته 40 سنة، ويقدر أن 50 % من الموشومين يحاولون إزالته لاحقًا في أوربا، أما في بلادنا فغالبا مايندم أصحاب الوشم مع الوقت. وقد أجريت أولى محاولات إزالة الوشم على المومياء المصرية منذ 400 ق . م وأول وصف علمي لإزالة الوشم كان من قبل الطبيب اليوناني Aetuis عام 385 م بالكشط بالملح، وهناك طرق مختلفة لإزالة الوشم منها الكشط الميكانيكي بأدوات كهربائية كاشطة (السنفرة Dermabrasion) والاستئصال الجراحي والتقشير الكيماوي والتخريب الحراري (بالأشعة تحت الحمراء) والكي الكهربائي والكي بالتبريد.

وجميع الطرق السابقة قد تترك ندبات واضطرابات تصبغ وكان على الفرد الاختيار بين بقاء الوشم أو استبداله بندبات معيبة.

وحاليا مع تطور الليزرات وظهورها بطريقة Q-Switching ذات النبضات القصيرة والقوية بحيث تسخن جزيئات الصباغ لدرجة حرارة 300 م خلال نبضات قصيرة جدا مما يحد من إصابة الأنسجة المجاورة وكذلك بسبب امتصاص الطاقة نوعيا من المادة الصباغية وفق طول موجة الليزر، ويحدث تحطم ميكانيكي لجزيئات الصباغ وتغيرات كيماوية فيها (احتراق المواد العضوية ) ويحدث بعدها ابتلاع الخلايا البالعة لجزئيات الصباغ المشتتة كما يمكن أن تنطرح تلك المواد عبر البشرة أو تزال بالنزح اللمفي.

ومن الليزرات المستخدمة:

ليزر الياقوت :Ruby Laser طول موجته 694 نانو متر وهو يعالج الوشم الأسود والأزرق كما يفيد الليزر الأخضر ويمكن أن يؤدي لاضطرابات تصبغ - ليزر الألكسندريت Alexandrite Laser: طول موجته 755 نانو متر وهو يفيد الوشم الأسود والأزرق كما يفيد في الوشم الأخضر، و يمكن أن يؤدي لاضطرابات تصبغ.

- ليزر ن . د- ياغ Nd:YAG :Laser طول موجته 1064 نانو متر أقل امتصاصًا للميلانين (أقل إحداثا لنقص التصبغ) مما يسمح بتجنب نقص التصبغ، وهو الليزر الأفضل لإزالة اللون الأسود والأزرق. كما يفيد ليزر Nd:YAG بطول موجة أخرى (532 نانو متر) لإزالة الوشم الأحمر حيث يزال 75 % من اللون الأحمر بعد ثلاث جلسات.

ولايوجد ليزر مفيد لعلاج الوشم الأصفر والأبيض، وعموما فإن كل هذه الليزرات تحتاج إلى عدة جلسات حتى إزالة الوشم نهائيا بفاصل 3 - 4 أسابيع.ويعتمد عدد الجلسات للإزالة الكاملة للوشم على عدة عوامل منها نوع المادة الصابغة وتركيبها الكيماوي وعلى توضعها ولونها، ويعتبر وشم الهواة أسهل علاجا للإزالة من وشم الممتهنين، كما تعتمد فعالية العلاج على مكان الوشم فالوشم في الوجه أسهل علاجا كما تختلف النتائج من شخص لآخر. ويمكن أن تؤدي الليزرات Q-Switch لتغيرات لونية غير مستحبة عند الإزالة فأوكسيد الحديد وثاني أوكسيد التيتانيوم (للوشم بالأبيض) يمكن أن تسود عند العلاج. أما المعالجون بمركبات الذهب فعند العلاج بليزرات Q-Switch تحدث تغيرات زرقاء بنفسجية بسبب توضع الذهب في الأدمة.

كيف السبيلُ إلى شفاء صبابة الدهر أجمع ما يبلُّ صداهَا!!
وإلى نسائم جنة سحرية قرّحتُ أجفاني على مغناهَا!
قضيتُ أيامي أضمُّ خيالَها وأضعت أيامي أقول عساهَا



إبراهيم ناجي


أنور دندشلي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي