القوة الجوية العراقية في الحرب العربية الصهيونية الثالثة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
مع إطلالة الذكرى التاسعة والثلاثين لحرب رمضان المجيدة، ونصر السادس من اكتوبر/ تشرين اول 1973، تنشر وجهات نظر هذا البحث للواء الطيار الركن علوان حسون العبوسي، أحد أبطال الجيش العراقي الميامين، الذين كان لهم شرف المشاركة بهذه الحرب العربية ضد العدو الصهيوني.





القوة الجوية العراقية في الحرب العربية الصهيونية الثالثة
6 تشرين الاول (اكتوبر) 1973

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
لواء طيار ركن
علوان حسون العبوسي
عندما بدأ القتال على الجبهة المصرية والسورية في 6 تشرين الاول (اكتوبر)1973 عبئت القوات العراقيةالمسلحه بنسبة 100% وأتخذ في مساء نفس اليوم القرار باسناد الجبهة السورية وعرضت القيادة السياسية العراقية على سوريا استعدادها للمشاركة .
وعلى الفور تم الايعاز لسربي المتصديات التاسع والحادي عشر ميج/ 21 التحرك صباح يوم 7 تشرين الاول الى سوريا واشتركت في القتال في نفس اليوم ...
استكملت الوحدات الجوية العراقية من طائرات المقاتلة القاذفة انتقالها الى سوريا في الساعه 1800 من يوم 8 تشرين الاول1973 وشاركت في القتال يوم 9 تشرين الاول حتى نهاية الحرب. اما على الجبهة المصرية فقد شارك السرب العراقي بطائراته(هوكر هنتر) اعتبارا ًمن يوم 6 تشرين الاول مع الضربة الجوية الشاملة المصرية ....
ولاهمية المشاركة العربية في هذه الحرب وجدت من الضروري تغطية الموضوع من كافة اطراف المشاركة كونه حدث عربي ولو بحدوده الدنيا واثبات الدور البطولي العراقي في هذه المشاركه التي كان لها ان تحدث تغيراً بالواقع الاقليمي والدولي لو أستُكمل دورها .
الضربة الجوية الشاملة المصرية . في الساعة 1300 يوم 6 تشرين الاول( اكتوبر) 1973 كانت القوات الجوية المصرية في قواعدها الجوية - من الغردقه جنوباً حتى الاسكندرية شمالاً في اقصى درجات الاستعداد- وفي التوقيتات المحددة للطائرات كلا حسب موقعه من الجبهة وضمن الخطه (كرانيت-1) انطلقت 200 طائرة مقاتلة قاذفة ومتصدية وقاصفة من الانواع ( سوخوي/ 7 ، هوكر هنتر عراقية ، ميج/ 17 ،ميج/ 21 ، 8 طائرة قاصفة تي-يو/16 حامله 2 صاروخ يطلق عن بعد )، لتعبر قناة السويس في الساعه 1400 بهدف تدمير القواعد والمطارات الاسرائيلية في سيناء ( المليز ، تمادا ، راس نصراني )و ثلاثة مراكز قيادة وسيطرة وعشرة مواقع صواريخ هوك ( ارض- جو) ومواقع للمدفعية (ارض- جو) ، ومركز قيادة رئيس ومركز تشويش ومركز إرسال لاسلكي في مناطق (أم خشيب ،أم مرجم ،أم مخسة ). وقد نجحت الضربة الجوية الشاملة الاولى في تحقيق الاهداف المحددة لها وعليه تم الغاء الضربة الجوية الشاملة الثانية المقررة في الخطة العامه لعدم الحاجه لها حسب تصور القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية .
القوات البرية قد تزامنت حركتها في المرحلة الابتدائية للحرب مع الضربة الجوية فهي كالاتي(الجيش الثاني الميداني – فرق المشاة 16، 2 ،18 في النسق الاول + الفرق المشاة الالي 21 ،23 +لواء مدرع مستقل +المجموعة 29 صاعقة +لواء دفاع أقليمي في النسق الثاني . والجيش الثالث الميداني – الفرق 19 ،7 واللواء 130 مشاة آلي اسطول في النسق الاول + الفرقة 4 المدرعة والفرقه 6 مشاة آلي ، بلاضافه الى فوج حرس حدود + لواء دفاع أقليمي +لواء مدرع مستقل + المجموعة 127 صاعقة + لواء صاعقة فلسطيني ، ثم قيادة قطاع بور سعيد تضم 2 لواء مشاة مستقل ، منطقة البحر الاحمر العسكرية التي تضم 2 لواء مشاة مستقل + المجموعه 139 / 132 صاعقه + كتيبة دبابات مستقلة ) .
الخطة المصرية (كرانيت1) .تضمنت الخطوط العريضه للخطة التعرضية المصرية ماياتي(تقوم خمس فرق مشاة +لواء مدرع +اعداد أضافية من صواريخ مالوتكا م دب اقتحام قناة السويس ،مهمتها تدمير خط بارليف وصد اي هجوم مضاد معادي ،مابين ساعة (س) ولغاية س+72 يكون كلا من الجيشين الثاني والثالث قد اتخذ مواقعه شرق القناة على مسافة 10 – 15 كلم .
الضربة الجوية الشاملة السورية . خطط للضربة الجوية الشاملة السورية لتكون أكثر تاثيراً في استهداف الاهداف الاسرائيلية لايقاع أكبر خسائر بالدفاعات الجوية والطائرات لتقليل رد الفعل الاسرائيلي على الهجوم السوري و على هذا الأساس وضعت خطة رئيسة تتضمن أهدافاً في العمق الاسرائيلي هي (المطارات و مقرات القيادة في رامات ديفيد ، مجيدو ، عين شيمر ، سان جين ، مرصد جبل الشيخ ، مقر القيادة في ميرون ، محطة رادار النبي يوشع ، و إلى جانب الخطة الرئيسة وضعت خطة بديلة يتم اللجوء إليها في حال تعذر تنفيذها و تتضمن الأهداف(مقرات القيادة في ميرون ، تل الفرس ، تل أبو الندى ، مرصد جبل الشيخ ، و نقاط تحشد القوات المدرعة في حرش مسعدة ، كفر نفاخ ، يرافق الضربة الجوية رشقات من صواريخ أرض-أرض توجه بشكل رئيسي إلى مطار رامات ديفيد جنوب شرق مدينة حيفا) خصص للضربة الجوية السورية 80 طائرة(سوخوي/ 7،سوخوي/20،ميج/ 17، ميج/ 21 ).
أما بالنسبة للدفاع الجوي فمن مجمل بطريات الصواريخ م/ط السورية تم نشر حوالي 30 بطرية على الشريط المحاذي لخط وقف إطلاق النار جنوبي العاصمة دمشق لتغطية القوات السورية التي تقاتل في الجولان بينما خصصت باقي البطريات للدفاع عن العاصمة دمشق و المشاريع الحيوية على المستوى العسكري و المدني ، كما تم تنفيذ مناورة بكتائب الصواريخ المضادة للطائرات قبل بداية الحرب بساعات لضمان تبدل أي معطيات قد تكون توفرت للجيش الإسرائيلي جراء أي عمليات استطلاع محتملة و بالتالي إضعاف قدرتها على توجيه أي ضربات لحائط الصواريخ السوري المضاد للطائرات .
في نفس توقيت الضربة الجوية الشاملة المصرية ووفقاً لموقع القواعد السورية انطلقت 80 طائره قتال لتكون فوق اهدافها بالساعه 1400 ، بدأت الأعمال القتالية بتنفيذ الخطة البديلة بسبب وجود نشاط جوي مكثف للعدو فوق مناطق شمال فلسطين المحتلة ، رافقتها توجيه ضربة صاروخية مركزة إلى مطار رامات ديفيد ، في نفس الوقت قامت أربع طائرات سمتية نوع (مي / 8)بإنزال جوي للقوات الخاصة السورية على قمة ملحاثا على جبل الشيخ لاحتلال المرصد الإسرائيلي هناك ، إلى جانب ذلك قامت المتصديات السورية بـ 148 طلعة قتالية ( مظلة جوية ) تغطية للقوات وفوق القواعد الجوية و المطارات السورية .

موقف القوات البرية السورية يوم 6 تشرين الاول 1973 كانت القوات البرية السورية تتألف من خمس فرق ،،ثلاث منها مشاة (5 و7و9 ) ،وكتيبة مظلين ومجموعة صاعقة شكلت فرق النسق الأول (وفقا للعقيدة السوفيتية) ،أما فرق النسق الثاني كانتا الفرقتان المدرعة الاولى والالية ألثالثه اللتين ستتخللان من النسق الأول لاحتلال الخط الدفاعي (آلون ) ولمهاجمة أهداف العمق الإسرائيلية ،في حين كانت 8 ألوية مشاة إضافة للواء الحرس الجمهوري السوري احتياط عام (معظمها من الدرجة الثانية) ،وقد نفذت مجموعة من القوات الخاصة محمولة بالطائرات السمتية أنزالا قبل الساعة الأولى للحرب على قمة جبل الشيخ ،فاحتلت (المرصد الإسرائيلي المهم ) بقتال سريع . وقد حقق السوريون بفرق النسق الأول (المشاة ) نجاحا كبيرا وسريعا في المواضع الإسرائيلية الأمامية ،وحسب الخطة المعدة تخللت فرقتي النسق الثاني المدرعة والالية عبر أهداف النسق الأول نحو عمق دفاعات الإسرائيليين هدفها الوصول الى نهر الاردن وتحرير الجولان ، كانت الخطة تقضي باحتلال كل مرتفعات الجولان بنهاية يوم 7 تشرين الاول ثم اعادة تنظيم الدفاع على طول نهر الاردن .


القوة الجوية العراقية في حرب تشرين الاول (اكتوبر) 1973 .
اجراءات القيادة السياسية العراقية .
في مساء 6 نشرين الاول 1973 اجتمعت القيادتين السياسية والعسكرية العراقية برئاسة رئيس الجمهورية احمد حسن البكر وبعد التشاور مع القيادة السورية أصدرت قرار المشاركة في الحرب وأوعزت للسربين التاسع والحادي عشر ميج/ 21 متصديات التوجه فورا إلى سوريا كما أوعزت إلى اسراب المقاتلات القاذفة (الأول والخامس والثامن سوخوي/ 7 و السابع ميج/ 17 ) التوجه تباعا إلى سوريا في ذات الوقت أنذرت ألفرقة المدرعة الثالثة بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين (ألويتها ل مدرع/ 12 بقياده المقدم الركن سليم شاكر الامامي ول مشاة ألي/ 8 بقيادة العقيد الركن محمود وهيب ول مدرع/ 6 بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر ) التهيىء للحركة باسبقية اولى الى سوريا والفرقة المدرعة السادسة بقيادة العميد الركن دخيل علي الهلالي (ألويتها ل مدرع /30 بقيادة المقدم الركن وليد محمود سيرت ول مدرع /16 بقيادة المقدم الركن عبد الفتاح امين المراياتي ول مشاة /25 بقيادة المقدم الركن طارق محمود شكري ) كاسبقية ثانية واللواء الآلي /20 من فرقة المشاة الاولى بقيادة العقيد الركن سلمان باقر واللواء المشاة الخامس من الفرقة المشاة الرابعة بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون، الفوج الثاني قوات خاصة بقيادة الرائد الركن قوات خاصة نزارالخزرجي بالاضافه الى صنوف الفرق الاخرى كالمغاويروالمدفعية والدفاع الجوي والهندسة العسكرية والصنوف الادارية والفنية . وكبادرة حسن النيه اعاد العراق العلاقات الدبلوماسية مع ايران ودعوتها الى حل المشاكل القائمة بين البلدين بالطرق السلمية وعن طريق المفاوضات ، وذلك لتامين الجبهة الشرقيه للعراق . وقد اصدر مجلس قيادة الثورة العراقي بيانا بهذا الصدد جاء فيه (ولما كان العراق يتحمل مسئولية قومية المعركة فانه يتوجه إلى الجارة إيران بالدعوة إلى اعادة علاقات حسن الجوار والتعاون وحل المشكلات القائمة وفق روح الجيرة وروح الروابط الاسلامية التي تجمع بين الشعبين العراقي والايراني ومصالحهما المشتركة) …. وقد اصدرت الحكومة العراقية في 7 تشرين اول (اكتوبر) قراراً بتاميم حصة امريكا في شركة نفط البصرة ، نظراً لموقفها المؤيد لاسرائيل .
يوم 9 تشرين الاول (اكتوبر) 1973 صدر الأمر للفرقة المدرعة الثالثة بالحركة السريعة إلى سوريا على محور بغداد – الرمادي – الحدود الدولية – أبو الشامات – دمشق لدعم القطاع الأوسط من الجبهة ،وحركة لواءين مشاة على الفور هما اللواء الخامس الجبلي بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون واللواء/ 20 بقيادة العقيد الركن سلمان باقر ، على محو الموصل – حلب – دمشق ،لدعم القطاع الشمالي من الجبهة السورية وهي في معظمها أراضي جبلية وشبه جبلية ،وبمسافة تنقل إستراتيجي تزيد عن 1000 كم ،وكانت أسبقيات التنقل لتشكيلات الفرقة المدرعة الثالثة : - الأسبقية الأولى إلى اللواء الآلي/ 8 بالتنقل المباشر على الطريق لعدم توفر ناقلات الدبابات بالعدد الكافي ولخفة حركة عجلاته المدرعة (تم الاستعانة بسرية ناقلات دبابات أردنية لنقل كتيبة الدبابات الثالثه من اللواء /8) يتداخل بالحركة معه محمولا على شاحنات النقل الثقيل اللواء المدرع /12 ،أما اللواء المدرع /6 في الأسبقية التالية .


موجز لمعارك القوات البرية العراقية
في صباح يوم 11/10 وصلت طلائع القوات المدرعة من الفرقة المدرعة الثالثة العراقية سوريا وكان توجيه القيادة العسكرية السورية دفع أية قوات عراقية تصل إلى محور دمشق – الصنمين – درعا إذ كانت هذه القيادة تتوقع قيام الإسرائيليون بحركة إحاطة واسعة على محور القنيطرة - غباغب –الكسوة – دمشق ،مع تثبيت القوات السورية على محور القنيطرة – سعسع / كناكر – الكسوة دمشق ،وخلال هذه الليلة وصل اللواء المدرع /12 من الفرقة الثالثة العراقية المحمول على العجلات إلى منطقة الغوطة جنوب دمشق ،إذ أجتاز منطقة اجتماع اللواء الالي / 8 الذي يصل تباعا لإعادة التزود بالوقود ثم تحرك سريعا نحو الجنوب إلى منطقة الصنمين ،وعندها أنزلت دبابات وعجلات قتال اللواء وهما كتيبتي دبابات المعتصم و قتيبة والفوج الآلي/ 3 ،مع كتيبة مدفعية وبطرية مقاومة طائرات ، ثم أنفتح هذا اللواء بتشكيل قتالي ضمن قاطع الفرقة الخامسة السورية في أنخل بعد عناء لضعف الدلالة والتنسيق،بعدها أوجز آمر اللواء إيجازا بسيطا قدم من قبل ضابط ارتباط سوري عن الموقف العام ، وكانت المفاجأة بالنسبه للعراقيين بأن الموقف قد أنقلب رأسا على عقب ،وأن القوات السورية قد لجأت إلى الدفاع ،بل إلى القتال التراجعي أمام تعرض مقابل أسرائيلي كبير بقوات مدرعة كبيرة وبإسناد جوي كثيف وفعال ،يقابل ذلك ،أن القوات العراقية لم ترتبط بمقر قيادة محدد.... شرع اللواء المدرع/ 12 العراقي للقيام بأول مهمة قتالية له وبحماسة عالية صباح يوم 12 تشرين اول(اكتوبر) ،دون أية استطلاعات ميدانية أو معلومات تفصيلية كما هو معتاد نحو الغرب على محور الصنمين – قيطة – كفر شمس – كفر ناسج – تل الشعار ، باحثا عن العدو وبعد تقدم 17 كم أصطدم بتشكيل مدرع إسرائيلي في معركة ملاقاة سريعة، فيفاجأ الإسرائيليون بما يزيد عن مائة دبابة وعجلة قتال مدرعة تهاجمهم بقوة وعنف وتكبدهم خسائر غير قليلة ، فيتراجع الإسرائيليون للخلف تاركين عددا من دباباتهم المدمرة والمعطوبة خلفهم ،ذات الوقت الذي وصل اللواء الالي/8 العراقي إلى منطقة كفر ناسج فشكل قاعدة دفاع بالمشاة خلف اللواء/ 12 (وفقا لعقيدة القتال العراقية، أي إسناد انطلاق الوحدات المدرعة بقاعدة قوية من المشاة )، لقد ايقن الجنرال الإسرائيلي (لانير ) الواقف على قمة (تل الشعار )في تلك الساعة ، أن القوات العراقية قد وصلت بوقت خارج توقعات استخباراتهم ،فأصدر أمراً لقواته بإيقاف التقدم نحو العاصمة دمشق على الفور لمواجهة القوات العراقية التي ستضرب مركز قواته مما يعرض قواته للعزل والخطر،(هنا يكمن الدور العراقي الرئيسي في هذه الحرب في منع الإسرائيليين من مهاجمة واحتلال دمشق .بالوقت الذي لا ننسى حكمة القرار السوري في زج القوات العراقية في هذا الاتجاه ). في هذه الليلة تكامل لوائي المشاة العراقيين/ 5و20 منفتحا للدفاع في القاطع الشمالي من جبهة القتال ، خلال يومي 13 و14 تشرين اول كثف الطيران الإسرائيلي هجماته على اللوائين العراقيين 8و12 اللذين كانا في اشتباك مستمر مع الدروع الإسرائيلية ،وكانا يعانيان من مشكلة سد النقص بالعتاد والوقود والتعويض عن الدروع المدمرة أو تصليح الإعطاب الكبيرة ، ألا أن الدروع الإسرائيلية قد تضاعف عددها من خلال تراجع القوات الإسرائيلية من المحور الشمالي من اتجاه دمشق ، لتغير اتجاهها إلى المحور المركزي لمواجهة التهديدات العراقية الجدية المفاجئة ،في ذات الوقت وصل الفوج الثاني قوات خاصه بقيادة الرائد الركن نزار الخزرجي الى منطقة قتال اللواء/ 12 و نظم اشتباكه ضمن هذا اللواء ضد القوات الاسرائيلية مكبداً اياها 12 دبابة مستعيناً باسلحة م/دب وباقي اسلحة الفوج ، في صباح يوم 15تشرين اول وبعد إعادة تنظيم سريع للوضع القتالي للوائي الفرقة المدرعة الثالثة العراقية ،تقرر استئناف الهجوم على القوات الإسرائيلية غرب تلول المال والعدسية على الرغم من أن نسبة التفوق كانت لصالح الإسرائيليين بنسبة 3 إلى 1 ،ناهيك عن تداعي منظومات الدفاع الجوي السورية وزيادة مطردة في الهجمات الجوية الإسرائيلية ،في هذه الاثناء تكامل للقوات العراقية 5 كتائب مدفعية عيار 122 ملم لإسناد الهجوم دون انتظار وصول اللواء المدرع /6 من الفرقة العراقية الثالثه الذي بات على مقربة من ميدان المعركة ،لكن حال ما شرعت هذه الفرقه هجومها جوبهت بهجوم إسرائيلي مدرع بثلاث شعب ،الشعبة الأولى بلواءين مدرعين على محور تل الشعار – تلول المال – كفر ناسج ، الشعبة الثانية من الهجوم توخي تل الحرة لضرب الجناح الأيسر للقوات العراقية ،والشعبة الثالثة من الهجوم الإسرائيلي بقوة لواء مدرع قام بإحاطة القوات العراقية من الجناح الأيمن محاولة في عزلها ويستهدف احتلال تل عنتر وكفر شمس باتجاه قيطة لتطويق القوات العراقية . في الساعة 1330 من نفس اليوم شنت عشرات الطائرات الإسرائيلية سلسلة من الهجمات الجوية المكثفة ،مكنت القوات الإسرائيلية من التقرب بسرعه نحو أهدافها والحقت الفوضى والخسائر الكبيرة بالدروع العراقية ،فدارت بين الجانبين معركة دروع عنيفة ومروعة وباشتباكات قريبة جدا إذ اختلطت الدروع بعضها ببعض في احيان عديدة ، وكما هو معروف فقد أظهر الدرع الإسرائيلي براعته المعهودة في القتال المدرع،لكن الدروع العراقية على الرغم من فداحة خسائرها وقلة أعدادها ،إذ صمدت بهذه المعركة بندية عالية ولم تسمح للدروع الإسرائيلين من تطويقها ،ألا أن الإسرائيليون قد نجحوا في دفع العراقيين إلى الشرق كثيرا بما يزيد عن 10 كم ،وتم لهم احتلال كفر ناسج وتل عنتر وتل الحارة ، ،لقد كانت ليلة ليلاء وقاسية جدا على الفرقة المدرعة الثالثه . في صباح يوم 16تشرين اول زج قائد الفرقة الثالثه اللواء المدرع/ 6 الواصل توا في المعركة وهو من الحركة ،محاولا استعادة (تل عنتر) فدارت معركة عنيفة تمكن هذا اللواء من احتلال الهدف بسرعة ،لكن هجوما إسرائيليا مقابلا مسندا بالطيران الحربي تمكن من دفعه إلى الخلف قليلا أسفل التل ودارت معركه شرسه بين الدرع العراقي والاسرائيلي تكبد الطرفان خسائر كبيرة بالدروع والاشخاص ، ليلة 18/19تشرين أول(اكتوبر) شنت الفرقة المدرعة الثالثة العراقية وهي بأقل من نصف قوتها لحجم خسائرها الكبيرة بالدروع في المعارك السابقة ،هجوما مقابلا على القوات الإسرائيلية (اللوائين المدرعين 19و20 ) على محور تل عنتر – كفر ناسج ،فدارت معركة كبيرة وعنيفة إذ تمكن مشاة اللواء /8 من استعادة تل عنتر بعد دفع الدروع الإسرائيلية إلى الخلف ،لكن الطيران الإسرائيلي ومنذ طلوع شمس يوم 19 تشرين اول هيمن على ساحة المعركة فدعم هجوما مقابلا للدروع الإسرائيلية وتمكن من دفع القوات العراقية خارج مكتسباتها مستعيدا احتلال تل عنتر مرة أخرى .
كانت هذه المعركة الفرصة الأخيرة للفرقة المدرعة الثالثة للقيام بالتعرض ،إذ خسرت 137 دبابة وعجلة قتال مدرعة مع 323 شهيدا وجريحا خلال أكثر من أسبوع من القتال المستمر والعنيف ، ذات الوقت الذي أنهك الطرف الإسرائيلي أيضا ،إذ تحول إلى الدفاع ولسد النقص بمواد تموين القتال ، بالوقت الذي وصلت طلائع الفرقة المدرعة السادسة العراقية إلى مسرح العمليات و باشر القادة والآمرون استطلاعاتهم الميدانية ،وعليه أصبح الموقف في القطاع الأوسط من مسرح العمليات مطمئنا نوعا ما . خلال 72 ساعة اللاحقة وهي مدة تكامل تشكيلات ووحدات الفرقة المدرعة السادسة وإعادة تنظيم الفرقة المدرعة الثالثة العراقيتين ركز الإسرائيليون في معركتهم على المدفعية والطيران فقط محاولين ألحاق أكبر ما يمكن من الخسائر بالقوات العراقية ،يوم 21/10 كانت هناك خطة مشتركة قد وضعتها القيادة السورية مع القيادة العراقية لشن تعرض مقابل كبير لدفع الإسرائيليين إلى حدود 5/10 على أن تنفذ هذه الخطة في الساعة 600 يوم 23/10 ،وقد اتخذت كافة الاستحضارات والإجراءات اللازمة للهجوم ،لكن ليلة التنفيذ بلغت القيادة العراقية بإلغاء الخطة لاضطرار القيادة السورية بالقبول بقرار وقف أطلاق النارالرقم 338 الصادر من مجلس الأمن الدولي في 22 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 ،والذي قبلت به مصر قبل ليلة واحدة ،(كي لا يسمح للقوات الإسرائيلية في تركيز جهدها على جبهة الجولان وتحقيق تفوقا ساحقا على القوات السورية ،كان هذا هو التبرير السياسي السوري للقبول بهذا القرار). ( الملحق ك القوات السورية والعراقية يوم11-12 اكتوبر 1973 ) .

دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 .
14.كان دور القوة الجوية العراقية عظيماً كعادته قوياً بارادته عصياً بعناده في انتزاع النصر من الاعداء وكل اعداء الامة العربية ، تجسد هذا الدورفي حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 باشتراكها من جمهورية مصر العربية ومن الجمهورية العربية السورية ، ساتناول ذلك في البحث تباعاً .
القوه الجوية العراقية في جمهورية مصر العربية . يبدو وجود اتفاق مسبق بين الحكومة المصرية والعراقية على استضافة سرب او سربين من طائرات (هوكر هنتر) في مصر كنوع من التعاون الجوي مابين الدولتين وهي بادرة جيدة كانت قيادة القوة الجوية العراقية تسعى اليها لكسب الخبرة والتعرف على ظروف الطيران الحربي لكلا البلدين وهذا في حقيقة الامر احد اهداف معاهدت الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي لجامعة الدول العربية تجنباً للمفاجآت الغير مرغوبة عندما يتطلب الامر اشراك قوات عربية مشتركة لمواجهة اي طارىء يهدد الامن القومي العربي . ففي اوائل آذار (مارس)1973 زار السيد رئيس جمهورية العراق أحمد حسن البكر ومعه وزير الدفاع حمادي شهاب وآمر قاعدة الحبانيه حميد شعبان السرب السادس المجهز بطائرات ( هوكر هنتر) وابلغ آمر السرب الرائد الطيار الركن يوسف رسول وطياري السرب قرار الحكومة العراقية ارسالهم مع السرب التاسع والعشرون المجهز بنفس نوع الطائرات الى جمهورية مصر العربية بناءً لطلب قائد القوة الجوية اللواء الطياراركان حرب حسني مبارك وذلك للتعرف على طبيعة عمل اسراب القوة الجوية المصرية واحتمال مشاركتهم باي مهمه قد توكل اليهم من قبل القيادة الجوية المصرية ، اتخذت اجراءات السفر الى مصر وحدد يوم الجمعة 6 نيسان ( إبريل) 1973موعد اقلاع طائرات السربين المذكورين باتباع خط الرحلة ( الحبانية – مطار النظائم الثانوي – قاعدة تبوك في السعودية – جزيرة النعمان – عبور البحر الاحمر- ميناء القصير – مطار الاقصر- مطار قويسنا ) ، اقلع التشكيل الاول المؤلف من ثمان طائرات في الساعه 1500 وفي الساعة1530 اقلع التشكيل الثاني المؤلف من ثمان طائرات أخرى وهبط الجميع في مطار النظائم الثانوي ، وفي اليوم التالي اكملت التشكيلات رحلتها الى مطار قويسنا في دلتا مصر واستقرالسربان فيه حتى عودتها الى ارض الوطن .
كانت الفترة مابين نيسان(ابريل)لغاية 6 تشرين الاول 1973 عبارة عن تدريب اعتيادي للطيارين وتعرف على طبيعة المهام المحتمل تكليفهم بها وقد اتضحت الصوره والغاية من قدومهم الى مصربعد حين وهو انتظاراً لليوم الموعود لاسترداد ارض سيناء التي اغتصبها العدو الاسرائيلي في حزيران 1967 بالمشاركه مع اخوانهم المصريين في الضربة الجوية الشاملة الاولى ضد الاهداف الاسرائيلية وفي الوقت الذي تحدده القيادة المصرية ، لقد اطلق تسمية السرب (66) على الجهد الجوي العراقي في مصر ، كما الحقت اربعة طائرات اخرى اثنان منها مزدوجة يمكن استخدامها في المهام القتاليه واصبح المجموع الكلي 20 طائره هنتر و20 طيار هم كلا من (الرائد الطيار الركن يوسف رسول آمر السرب ،الرائد الطيار ناطق محمد على ، النقيب الطيار عماد احمد عزت ، النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ،الملازمين الاوائل الطيارين كلا من سالم احمد ناجي ، باسم محمد كاظم ، سامي فاضل ، دريد عبد القادر ، عبد القادر خضر ، اسماعيل ابراهيم الهايس ، ابراهيم محمد علي ، هاشم القدو ،الملازمين الطيارين كلا من فهد عبد الباقي ، زهير عبد حسون ،ضياء صالح جواد ، صباح كشموله ، جبار حماد الدليمي ، ليث زاهد المدرس ، عامراحمد القيسي ) بالاضافه الى الضباط الفنيين والمسيطرين الجويين والاداريين واعداد من ضباط الصف الفنيين (100-120 فرد).
بعد استقرار السرب 66 وتعرفه على مناطق الطيران والقواعد الجوية في مصر واساليب التعاون مابين القوة الجوية والدفاع الجوي والكلمات الجفرية المحتمل استخدامها اثناء الحركات الفعلية ، أصبح جاهزاً لاي مهمه قد توكل اليه ، في آب (اغسطس) اطُلعت قيادة القوة الجوية آمر السرب على الاهداف المخصصة لسربه ضمن الضربة الجوية الشاملة ضد الكيان الصهيوني بسيناء في اي تعرض مقبل دون ذكر اية تفاصيل أخرى وهي اربعة اهداف تعالج ب 16 طائره هنتر( 1. موقع القياده والسيطره الاسرائيلي في الطاسه يعالج باربعة طائرات 2.موقع صواريخ ارض- جو هوك يعالج بثمان طائرات 3.مواقع مدفعية ذاتي الحركه 175 ملم يعلج باربعة طائرات ) ، وقد تم اعداد الخرائط وخطط الطيران الازمه لهذه الاهداف وتمت المصادقة عليها في قيادة القوات الجوية المصرية ثم جرى التدريب عليها باهداف مشابهة تقريباً ، بعد حين عُدٍلت الخطه واصبح التنفيذ ب12 طائره بدلا من 16 ولكن على نفس الاهداف السابقة . اثناء تواجد السرب بمطار قويسنا توالت زيارات المسؤولين في قيادة القوه الجوية المصرية للسرب ومنها زيارتين للسيد رئيس الجمهوريه انور السادات وكان لها اثراً معنوياً عالياً لكافة منتسبي السرب/ 66 العراقي .
6 تشرين الاول ( اكتوبر) اليوم الموعود . هذا اليوم الساعة 1200 تسلم آمر السرب مضروفاً مغلفاً كتب عليه لايفتح قبل الساعه 1230 ،وكان هذا المظروف عباره عن تاكيد لما خصص للسرب 66 العراقي من اهداف في العمق الاسرائيلي ، سارع الفنيين تجهيز 12 طائرة كلا منها اربعة مدافع 30 ملم بواقع 120 اطلاقه لكل مدفع +24 صاروخ (سورا) ، كان توقيت تشكيلات الطيران مختلف الواحد عن الاخرى باختلاف موقع الاهداف المخصصة لكل تشكيل وعليه اقلعت التشكيلات على شكل رفوف اخترقت قناة السويس في توقيت واحد ضمن الضربة الجوية الشاملة الساعة 1400 ،( يقول اللواء الطيار الركن سالم احمد ناجي احد المشاركين في التشكيل المخصص ضد موقع المدفعية ذاتية الحركه 175 ملم ،كان خط سيرنا بتوقيت الثواني وليس الدقائق واتجهت طائراتنا الاربع نحو منطقة قناة السويس وكنا نتوقع صدور أمر العودة قبل خط القناة لحتمال ان يكون ذلك تمرين كسابقاته من التمارين ... ولكن بعد عبورنا القناة اصبح يقيناً ان الحرب قد ابتدأت ، كان التشكيل يسير بسرعة عالية وارتفاع منخفض اقل من 20 متر فوق سطح الارض ،باتجاه الهدف وبعد مسير حوالي 10 دقائق اوعز لنا قائد التشكيل النقيب الطيار عماد احمد عزت بالسحب الى الاعلى والتهيىء للهجوم ، انقضت الطائرات تباعاً وفق ما مخطط لها على مواضع المدفعية وتم معالجتها بالصواريخ بدقه متناهية ، ثم اوعز لنا مهاجمتها ثانيتاً بالمدافع وتاكدنا ان الاصابة كانت دقيقه وتم تدمير الهدف تماماً ، عاد التشكيل الى المطار وتبعته الطائرات الثماني الاخرى بسلام دون خسائر ، وعلى الفور تم تسليح الطائرات للطلعة الثانية وكنا بالانتظار ولكن بُلغنا بعدم الحاجه لتكرار الضربة الثانية . في يوم 7 اكتوبر لم نكلف بالطيران رغم استعدادنا له ، في يوم الثامن من اكتوبر بعد الظهر اقلعت 12 طائره بمهمة معالجة القطعات الاسرائيلية المشتبكة مع القوات المصرية ، في هذه المهمه فقدنا كلا من النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي والملازم عامراحمد القيسي بعد اصابة طائراتهما باسلحة ارض – جو ،من المهم ان اذكر ان طائراتنا لاتحتوي على جهاز تعريف الهوية كما موجود بالطائرات الروسية كي تُعرف نفسها لوسائل الدفاع الجوي المصري وعليه كان ذلك احد المشاكل الفنية المستعصية التي تعرضنا لها اي احتمال اطلاق اسلحة ارض – جو الصديقة علينا خاصة عند تعقد الموقف بارتفاع اعداد الطائرات المعاديه في نفس المنطقه وهذه من المشاكل المعقده التي كنا نعاني منها اثناء وجودنا في مصر مما اضطر المصريون الى تخصيص خطوط سير خاصه بنا اثناء الذهاب والعوده . في يوم 11 أكتوبر نفذ واجب باربع طائرات على احد مواقع القيادة والسيطرة الاسرائيلي وفي طريق العوده أُصيبت طائرة قائد التشكيل الرائد الطيار ناطق محمد علي ورقم 2 بالتشكيل الملازم الطيار ضياء صالح مما اضطرا الى القذف من الطائره ،في اليوم التالي عَبَر الرائد ناطق القناة سباحه بعد ان امضى ليلته على الساحل الشرقي من القناة وتم التعرف عليه من قبل القطعات المصريه وابلاغ سربه بذلك ،اما الملازم ضياء صالح فقد قذف من الطائره غرب القناة وتعرض للضرب المبرح من قبل القوات البرية المصرية لعتقادهم بانه طيار اسرائيلي اسقطت طائرته لولا ان تعرف عليه احد الضباط لكان في خبر كان ، وقد اودع الاثنان المستشفى المركزي للقوات المسلحة ، في يوم 13 اكتوبر كلف السرب بمهمتين في مهاجمة القوات الاسرائيلية المتقدمة تجاه ثغرة( الدفرسوار التي تقع بين الجيشين الثالث والثاني الميدانيين شرق قناة السويس ) كل مهمة من اربعة طائرات مجهزه بالصواريخ والعتاد ، اقلع التشكيل الاول وبعده التشكيل الثاني باتجاه الارتال الاسرائيلية المتقدمه باتجاه ثغرة الدفرسوار وتمت معالجتها باصابات مباشره ولكن طائرتان من التشكيل الاول اصيبت اصابات بالغه اثناء الهجوم احداها باتجاه قائد التشكيل الاول النقيب الطيار عماد احمد عزت تمكن من القذف بالمظلة في منطقة العدو وتم اسره ، اما رقم 3 من نفس التشكيل الملازم الاول الطيار سامي فاضل فقد استشهد بعد أصابة طائرته اصابه مباشره من قبل صواريخ ارض – جو في منطقة الهدف . في 14 اكتوبر نفذت اربعة مهام كلا منها بطائرتين في عمق سيناء وفق متطلبات الموقف ولكن فقدنا طائرتين مع طياريها وهم كلا من الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر والملازم الاول الطيار دريد عبد القادر وتبين بعد حين انهما اسرى لدى العدو الاسرائيلي ،بعد يوم 15 اكتوبر توقف طيران السرب بسبب تعقد المواقف الارضيه بعد تطويق الجيش الثالث الميداني من قبل العدو الاسرائيلي .
كانت حصيلة خسائر السرب 66 العراقي مع العدو الاسرائيلي كما يلي(ثلاثة شهداء هم النقيب الطيار وليد عبد اللطيف السامرائي ، الملازم الاول الطيار سامي فاضل ، الملازم الطيار عامر احمد القيسي ،ثلاثة طيارين اسرى هم النقيب الطيار عماد احمد عزت ، الملازم الاول الطيار عبد القادر خضر ، الملازم الاول الطيار دريد عبد القادر، اثنان قذفوامن الطائره هم الرائد الطيار ناطق محمد علي ،الملازم الطيار ضياء صالح ) اما خسائر السرب من الطائرات بلغت ثمان طائرات من مجموع عشرين طائره هنتر .
في نهاية تشرين الاول (اكتوبر) 1973 اوعزت قيادة القوة الجوية العراقية بعوده السرب الى العراق بحكم موافقة مصر وسوريا على قرار مجلس الامن 338 في 22 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 وهكذا اسدل الستار على دور الاسراب السادس والتاسع والعشرين في هذه الحرب بعد ان قاما بالدور البطولي الذي اوكل لهما على اكمل وجه وقد اشاد بهذا الدور كلا من السيد رئيس الجمهوريه انور السادات والسيد قائد القوة الجوية المصرية اللواء حسني مبارك بعد ان قلد ابطاله باعلى أوسمة الشجاعه المصريه .
القوة الجوية العراقية في الجمهورية العربية السورية . يختلف دور القوة الجوية العراقية المساهمة في تشرين الاول ( اكتوبر) من سوريا عن دورها في مصر كون الاخيره كان لها فسحة زمنية مناسبة لكي تتعرف على طبيعة عمل سلاح الجو المصري الذي ستشاركه في الحرب وطبيعة الاهداف والسياقات المتبعة اثناء الحرب اهمها اساليب التعاون مع القوات المسلحة الاخرى ولهذا اهميته القصوى في إنجاح اعمال الاستحضارات والتخطيط والتنفيذ . هذا لم يتوفر للقوة الجوية العراقية المشاركة من سوريا حتى بالحدود الدنيا ، بل كانت هذه القوة أساساً في مرحلة إعادة تنظيم وتدريب ومعظم الطيارين والاختصاصات الاخرى مشاركين بدورات حتميه لاغراض الترقية وأخرى تطويريه جوية وارضية ، وعليه أوعزت قيادة القوة الجوية لكافة تشكيلاتها ووحداتها الجوية برفع حالة الاستعداد الى أقصاها ( درجه/ ج) والغاء كافة الدورات كما اوعزت التحاقهم الى وحداتهم فوراً لتلقي اوامر التحاقهم الى الجبهة السورية .
الالتحاق في سوريا . كما اسلف الباحث بعد إصدار القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ليلة 6/7 تشرين الاول ( اكتوبر) 1973 توجيهاتها الى تشكيلات القوات المسلحة والقوة الجوية للمساهمة في هذه الحرب ، على الفور اوعزت قيادة القوة الجوية للسربين التاسع والحادي عشر متصديات ميج/ 21وهم كلا من (المقدم الطيار محمد سلمان حمد والمقدم الطيار نجدت النقيب والرائد الطيار كوركيس هرمز والرائد الطيار نامق سعد الله والنقيب الطيار شهاب احمد محمود والنقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي والنقيب الطيار خالد مسلط والنقيب الطيار صبحي الكبيسي والملازم الاول الطيار يلدرم حسن والملازم الاول الطيار فائز محمد باقروالملازم الاول الطيار اسعد حسين دكسن والملازم الاول الطيار غازي الجبوري والملازمين الطيارين متعب حسن واحسان ورياض وعدي الخرساني ومعن رشيد الاوسي وآخرين لاأتذكرهم الان ) بالالتحاق الى سوريا صباح يوم 7 /10 واستقروا في قاعدة سيكال و الناصرية الجويتين وباشرا بعد وصولهم مساء هذا اليوم المساهمة بطلعات الدفاع الجوي مع الطيارين السوريين ، اما اسراب المقاتلات القاذفة الاول والخامس والثامن سوخوي/ 7 والسرب السابع ميج/ 17 فكان لها ان تتهيء حتى صباح يوم 8 /10 لتكامل التحاق كافة طياريها العاملين في وحدات خارج أسرابَهم وفي كلية القوة الجوية.صباح يوم 8 تشرين الاول (اكتوبر) 1973أوجز طياري الاسراب الخامس في قاعدة الحرية ( كركوك) الجوية من قبل الرائد الطيارهشام عطا عجاج وهم كلا من ( المقدم الطيار صباح صالح آمر جناح طيران المقاتلات القاذفة الرائد الطيار سالم سلطان عبد الله والرائد الطيار حازم حسن قاسم والنقيب الطيار علوان حسون العبوسي و النقيب الطيار شامل سلمان القباني والملازمون الاولون الطيارون وهم كلا من فيصل حبو شعيب ، احمد الجبوري ، محمد احمد مطلوب ، محمد عبد المحسن السعدون ، حسن عبيد ، عماد لفته والملازمين الطيارين وهم كلا من علي راجي علي ، هيثم عبد المجيد العزاوي ، وليد يونس ، سعد الاعظمي ، شامل صالح وسام متولي وهناك آخرون لاأتذكرهم )كما أوجز طياري السرب الاول من قاعدة ابي عبيده الجوية ( الكوت ) وهم كلا من (النقيب الطيار خلدون خطاب الطائي والنقيب الطيار محمد عبد الاميرالرويشدي والنقيب الطيار موفق العاني والملازمين الطيارين وهم كلا من سلام محمود ايوب ، عبد الستار الشيخلي ، هشام اسماعيل بربوتي ، نوبار عبد الحميد الحمداني ، محمد حميد طه ، يوسف ، عصام جانكير ، رضا جميل ، قيس عبد الرحمن والملازمين الطيارين وهم كلا من رمزي شاكر شعبان ، ابراهيم كاظم ، عزام عبود ...وآخرين لااتذكرهم الان ) ، السرب الثامن من قاعدة ابي عبيده الجويه أيضاً وهم كلا من ( الرائد الطيار سامي حسين الالوسي والرائد الطيار موفق سعيد عبد والرائد الطيار صبري يعقوب والرائد الطيار غصون عبد الوهاب والرائد الطيار جودت النقيب والنقيب الطيار مظهر محمد الفرحان والملازم الاول الطيار اسامه المهداوي والملازم الاول الطيار قيس باقر وتوت ...وآخرين لااتذكرهم ) وطياري السرب السابع في قاعدة فرناس الجويه ( الموصل) وهم كلا من ( الرائد الطيار محمد لفته والنقيب الطيار عبد الهادي محمد والنقيب الطيارعلي حسين وآخرين لااتذكرهم أيضاً ) اوجزوا إيجازاً سريعاً بايضاح خط الرحلة لكلا منهما على أن يتم الهبوط في قاعدة الوليد الجويه للتزود بالوقود ومن ثم الانطلاق الى القواعد المخصصة لكل سرب في سوريا وكما يلي( السرب الاول في مطار دمشق الدولي ، السرب الخامس في قاعدة بلي الجوية (جنوب دمشق ) ، السرب الثامن والسابع في قاعدة الضمير الجوية ) ،في الساعة 1800 مساءً تكاملت كافة الاسراب المشار اليها آنفاً في القواعد الجوية السورية ، وفي الساعة 1900 من نفس اليوم التقى ممثلي قيادة القوة الجوية السورية بآمري الاسراب والطيارين وتم ايجازهم بالموقف العام على الجبهة السورية موضحاً الاهداف المحتملة للقوة الجوية العراقية وطبيعة العمل واسلوب التعاون والتنسيق مع الدفاع الجوي السوري وغير ذلك ، وتم توزيع نسخ من الخرائط المؤشره للاهداف الاسرائيلية المحتمله في الجولان مع الكلمات الجفريه المستخدمه داخل كل قاعدة جوية ، وبغرض الايضاح اكثر وعدم توفر الفرص لاجراء طلعات تعريفيه او أستطلاعية لمناطق الطيران السورية وضيق الوقت وزعت على الطيارين خرائط مجسمه تظهر طبوغرافية المناطق السورية والاسرائيلية ... تم تدارس كل هذه الامور ليلاً بين الطيارين على أمل المباشره في الطيران القتالي مع الطيارين السوريين صباح اليوم التالي . لايفوتني ذكر مساهمة طائرات النقل نوع (انتونوف 12 و 24 ) والطيران السمتي بنقل مستلزمات كل الأسراب المساهمه رغم ظروف الحرب الصعبة ، كما ساهمت الطائرات السمتية بأعمال إعادة التمركزات لوسائل الدفاع الجوي والأسراب داخل القطر وفقا للموقف الجديد .... لم يبق في العراق سوى السرب 14 لحماية بغداد وبعض مفارز من طائرات السوخوي 7 والميج 21 لاعادة تاهيل الطيارين المتواجدين في كليه القوه الجوية وكلية الأركان بغرض زجهم بالمعركة بعد تلقيهم التاهيل اللازم.
موقف واجراءات تنفيذ القوة الجوية العراقية مهامها في سوريا . . في 10 تشرين الاول (اكتوبر) أصبح موقف القوة الجوية العراقية في سوريا ماياتي: (40طائره سوخوي 7 هجوم ارضي و24 طائره متصدية ميج 21 و8طائره ميج 17 ) ، نسبة الطيارين إلى الطائرات للاستعواض 2: 1 . اما تنفيذ الواجبات فكان كما ياتي (باشر السربان 9 ، 11 متصديات الطيران مع الطيران السوري بعد أيجاز بسيط منذ اليوم الأول لوصولهم في 7 أكتوبر واستمر حتى وقف إطلاق النار، أستطاع كلا من الطيارين الاتيه أسمائهم اسقط ثلاث طائرات اسرائيلية( المقدم الطيار الركن محمد سلمان حمد والرائد الطيار الشهيد نامق سعد الله والنقيب الطيار شهاب احمد ، كما باشرت أسراب القاذفات المقاتله 1 / 5 / 8 / 7 الطيران منذ التاسع من أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار .
لقد واجهت أسراب المقاتلات القاذفة ظروف صعبة أهمها أنعدام الاستحضارات وعدم التعرف على المنطقة ولو بالحدود الدنيا ودخلوا المعركه بشكل مباشر أدى ذلك إلى وقوع خسائر غير مبررة خاصة وان امكانية الطائرات الروسية القتالية آنذاك لم تكن بالصورة التي عليها ألان فالطائرة تحتاج إلى طيار يقودها إلى الهدف على عكس الطائرات الغربية حيث الطائرة هي التي تقود الطيار إلى الهدف بواسطة ما تحتويه من مساعدات ملاحية وقصف للطيران غاية في الدقة ، ولما كانت المعلومات غير متوفرة والطيارين لم يسبق لهم ممارسة الطيران في سوريا قبل هذا الوقت لذلك كانت هذه الخسائر في المفهوم التعبوي غير مقبوله ، ومع ذلك أعُجِبَ الطيارون السوريون بكفاءة الطيار العراقي رغم كل الظروف التي أشرت إليها حيث أفادوهم في أمور أساليب الاستخدام القتالي أثناء تنفيذ المهام مما ساهم في تقليل نسب الخسائر بالطيارين عموماً وأصبحوا يقولون (لو كنتم معنا قبل هذا الوقت لأبلينا بلاءا حسنا معكم) .
طبيعة واجبات القوةالجوية السورية
أ .التخطيط للواجبات لم يكن بمستوى تخطيط العدو الإسرائيلي فقد تمكن من كشف الخطط السورية مبكرا ومن ثم نصب كمائن في طريق ذهاب الطائرات إلى أهدافها وإسقاطها بل العدو كان يعلم بالخطة أساسا (السبب أن خرائط الطيارين كان قد ثبت عليها كل الأهداف المعادية وأسلوب الذهاب والعودة إلى الهدف وعندما يضطر الطيار القذف من الطائرة بسبب اصابة طائرته من قبل الدفاعات الجوية الاسرائيلية يلقى القبض عليه ويستولي العدو على هذه الخرائط يستدل منها على الخطط التعبوية للاستخدام .
ب . اقتصرت ألخطط الجوية على عمليات الإسناد الجوي القريب وبعض أهداف التجريد لمواقع التحشد والتموين وقد خلت الخطة من أهداف الحركات الجوية المقابلة لأهميتها القصوى في المعركة .
ج .الأهداف كانت ضمن المناطق الاتيه ( القنيطرة ،تل عنتر ، سعسع ، مجدل شمس ، منطقه طبريه ، جسر بنات يعقوب ، تل الشعار ، كفر ناسج ، كفر شمس ، الصنمين ، ارتال متقدمة ، تجمعات القوات الاسرائيلية ، إسناد القوات ألبرية السورية أثناء انسحابها من الأهداف التي احتلتها في بداية الحرب ، اسناد جوي للقوات العراقية المشتبكه مع العدو الاسرائيلي ..الخ ) .
د .استمر زخم طائرات المقاتله القاذفه العراقيه حتى يوم 10 أكتوبر .... بعدها أشتد زخم الطيران الاسرائيلي على الجبهة السوريه لخطورة هذه الجبهه ( بعد ان انهت القوات المصرية مرحلتها الاولى وتوقفت على عمق 10- 15 كلم وبدأت بتهيئة مواقعها الجديده في سيناء -وقفة تعبوية- للتتهيئ للمرحلة الثانية باتجاه المضائق ) بعد أن استعادت سورية كافة أراضيها التي احتلتها اسرائيل في 1967 ، ففي الهجوم المقابل الإسرائيلي كان العدو يقوم منذ الصباح الباكر واعتبارا من 10 أكتوبر شل كافة القواعد الجوية السورية بعد تلغيمها بالقنابر الموقوتة لكي تتفرغ في استكمال هجومها المقابل تجاه القوات السورية. كان الطيران العراقي والسوري يعانيان من ذلك كثيرا خاصةً وان القوات السورية بدأت بالتقهقر تحت ضغط الطيران والدروع الاسرائيليه الذي بدأ يحقق نتائج جيده لصالحه ، وقد أوعز السوريين ذلك الى النقص بالقوات وتأخر وصول الجيش العراقي حتي 11 أكتوبر حيث كانت القوات السورية قد أكملت انسحابها من الاراضي التي احتلتها في بداية المعركة تقريباً .
قرار القيادة الجوية العراقية في سوريا. نتيجة للخسائر الكبيرة بالطيارين والطائرات السورية والعراقية اقترحت القيادة الجوية العراقية في سوريا المؤلفة من المقدم الطيار محمد جسام الجبوري والمقدم الطيار صباح صالح والمقدم الطيار نجدت النقيب وآمري الاسراب وبعد استشارة قيادة القوة الجوية في بغداد حول تعديل الخطة الجوية السورية بما ينسجم ومتطلبات الموقف الجديد ( وقد تزامن ذلك مع أكتمال وصول الفرقه السادسة والالوية الاخرى المستقلة ومجاميع القوات الخاصة العراقية للفتره 11- 17 تشرين اول ) تضمنت على أهداف استراتيجية مهمة بغرض شل القوة الجوية الاسرائيلية والقيام بهجوم مقابل أخر بالمساهمة مع القوات البرية العراقية المشار اليها آنفاً ومهما كانت الخسائر ، من حيث المبدأ وافقت القيادة العسكرية السورية على الخطة ولكن وقف القتال في 22تشرين الاول ( اكتوبر)1973 حال دون تنفيذها ، من المهم ان اذكر ان الهدف من ارسال القيادة السياسية والعسكرية العراقية كل هذه القوات لم يكن بمثابة نزهه الى سوريا وانما كان بغرض انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي التي احتلتها عام 67 والذي لم يتحقق سوى عبور القوات المصريه لقناة السويس والتوغل بعمق 10 – 15 كلم في سيناء ، وعليه لقد انزعجت القيادتين السياسية والعسكرية العراقية اشد الانزعاج بعد ان خسرت قواتها خسائر جسيمه دون نتنائج جيدة في هذه الحرب واطلقت عليها ( حرب تحريك وليس حرب تحرير).
خسائرالقوة الجوية العراقية في سوريا . بلغ إجمالي خسائرالقوة الجوية العراقية في سوريا فقط عشرة طيارين وأسير واحد و 15 طائرة سوخوي 7 وطائرتان ميج 17 و5 طائرات ميج 21 ، كما بلغت عدد الطلعات ألمنفذة بطائرات المقاتلات القاذفة حوالي 200 طلعة وضعف هذا العدد بالنسبة للطائرات المتصدية.
العودة إلى العراق . في 14 تشرين الاول ( أكتوبر) قرر الرئيس المصري أنور السادات تطوير الهجوم شرق قناة السويس باتجاه المضائق وفق الخطة المعدة مسبقاً وقد عارضه في ذلك رئيس اركان القوات المسلحه المصريه الفريق سعد الدين الشاذلي مما أدى إلى تقدم القوات المصرية ومعها وسائل الدفاع الجوي باتجاه الشرق سبب ذلك من حدوث ثغره في الكشف الراداري المصري استغلت من قبل إسرائيل تسللت عبرها العديد من التشكيلات الجوية الاسرائيلية باتجاه الغرب وبالتالي وجدت لها منفذ لعبور قواتها غرب القناة في منطقة (الدفرسوار) وتطويق الجيش الثالث وتهديد منطقة الاسماعيلية والسويس مما أدى وقوع خسائر كبيرة بالجيش المصري. قررت كلا من مصر وسوريا وقف القتال بناء على قرار مجلس الأمن 338 ،اقترح العراق استمرار المواجهة إلا أن سوريا رفضت ذلك .... عادت القوة الجوية العراقية إلى قواعدها في العراق بعد 23 أكتوبر وهي بذلك تسجل أروع صفحة من صفحات البطولة في تاريخها الحديث المشّرف تفتخر به على مر الأجيال ولا يجب أن ننسى هذا الدور لكون الذي حدث في ظروف غير طبيعية من السكون إلى الحركة مباشرة ثم الاشتباك مع العدو دون معرفة تفاصيل الخطط وقبل العراق بالخسائر من اجل المبادىء وإحياء اللحمة العربية تجاه كيان غاصب متعجرف.
وهكذا أسدل الستار على دور الجيش العراقي في حرب أكتوبر 1973 الذي أعطى درس لكل الأعداء أن الوطن العربي وطن واحد مهما حدث من مشاكل بين الأخوة وان العراق يجب أن يبقى عصيا على الأعداء قويا على مدى العصور ومهما حصل ولكل جواد كبوة .... رحم الله شهداء القوة الجوية العراقية الأبطال في سوريا ( الرائد الطيار نامق سعد الله ، النقيب الطيار كامل سلطان الخفاجي ، الملازم الطيار متعب علي الزوبعي ، الملازم الاول الطيار سلام محمود ايوب ، الملازم الاول الطيار عصام جانكير ، الملازم الاول الطيار رضا جميل ، الملازم الاول الطيار قيس عبد الرحمن ، الملازم الطيار ابراهيم كاظم والملازم الطيار اسماعيل ) وشهداء وجرحى القوات البرية العراقية الأبطال( 323 شهيد وجريح ) الذين ابلو بلاءً حسناً في هذه المعركه ، كان لنا اسير واحد في سوريا هو الملازم الطيار سعد الاعظمي من السرب الخامس وطيار آخر قذف من السرب السابع وعاد الى سربه سالماً قبل أسره هو النقيب الطيار علي حسين .


اهم الدروس المستنبطة
لقد افرزت حرب تشرين (اكتوبر) 1973 العديد من الدروس على المستوى الاستراتيجي والتعبوي والتكتيكي اهمها ، ان اشراك الجيش العراقي بهذه الحرب بشكل فجائي دون سابق انذار سواء على المستوى التخطيط اوالاستحضارات والتنفيذ واساليب التعاون المحتملة يعتبر ضرب من البطولة والتضحية والمبدئية التي اعتاد عليها هذا الجيش عبر سفرتاريخه النضالي ضد الهيمنة والاستعمار، وكان لها ان تحقق اهدافها على الجبهتين السورية والمصرية على السواء لو تم ذلك مسبقاً ، كما ان سرعة التحشد والمشاركة من السكون في وقت يعتبر قصير جداً اجبر العدو على تحويل جهده الاكبر الى الجبهة السورية واستعادة الاراضي التي احتلتها سوريا خلال الايام الاولى للحرب ، لقد دخل الجيش العراقي الحرب على الجبهة السورية في ارض لم يجري استطلاعها مسبقاً ونفذ مهامه من الحركة دون حشد مخطط له ( معارك تصادمية ) التي تعتبر من اصعب اشكال الحروب واكثرها تعقيداً ادناه اهم الدروس المستنبطة:-
أ . كفاءة الدفاع الجوي السوري . لقد اثبتت منظومة الدفاع الجوي السوري كفاءتها تجاه الطائرات المعادية بدءً من نقاط الرصد الارضي ومنظومة الانذار والسيطرة والتصدي سواء بالطائرات او الصواريخ ارض – جو او المدفعية المضادة للطائرات ، اما موضوع التعاون ما بين القوة الجوية والدفاع الجوي فكان مدعاة مفخره واعتزاز ، لقد تسبب الدفاع الجوي السوري في اسقاط العديد من طائرات العدو الاسرائيلي الذي كان يتحسب كثيراً منها ، كانت الطائرات المتصديه ترافق طائرات الضربة مما يعطي حاله من الاطمئنان النسبي لها اثناء تنفيذ ضرباتها الجوية .
ب .مهام الاسناد الجوي القريب . شاركت القوة الجوية العراقية في حرب تشرين 1973 بتوجيه الضربات الجوية بعمليات الاسناد الجوي القريب وبعض مهام التجريد الجوي فقط ( وهذان الواجبان ليسا من الواجبات الرئيسه للقوة الجوية ) لعدم توفر الفرصة لاشراك هذه القوة منذ البدايه مع الضربات الجوية الشاملة السورية ، وقد كان معدل خسائرالقوتين الجويتين العراقية والسورية كبيره جداً في مثل هذه الواجبات ففي معدل 120 طلعة قتالية بلغ عدد الطائرات المصابة 35 طائرة والمدمر منها 21 طائرة ، كما ان تاثير هذه الضربات في هذا النوع من المهام لم يكن متناسباً مع هذه النسبة من الخسائر.
ج .المحاور الملاحية للطيران . لقد حددت القوة الجوية السورية المحاور الملاحية ( خطوط الطيران ) لطائراتها مسبقاً وحددتها بثمان او عشر محاور مرسومة مسبقاً على الخرائط الملاحية منذ اليوم الاول للحرب لكي يتجنبها الدفاع الجوي السوري دون احتساب المتغيرات التي يمكن حدوثها اثناء سير المعارك ، وقد ادى ذلك الى أكتشافها من قبل العدو الاسرائيلي وقام بنصب كمائن من الدفاع الجوي على هذه المحاور وتمكن من إسقاط العديد من طائرات الضربة الجوية بسهوله وقد نبهت القيادة الجوية العراقية الى هذا الخطأ القاتل دون اعتبار السوريين لان دفاعهم الجوي رفض التغيير لتسهيل الامر عليه .
د . ضباط الارتباط الارضيين . لم يتم تامين ضباط ارتباط بريين في غرف عمليات التشكيلات الجويه سواء للقوه الجويه او الدفاع الجوي ، وقد شكى القاده الجويون العراقيون ذلك لعدم معرفتهم الموقف الارضي للقطعات السورية والاسرائيلية وهذا مهم في مهام الاسناد الجوي القريب ، كذلك لم يحدد خط القصف بينما المفروض تحديده في كل مهمه.
ه .الايجاز قبل الطيران واساليب الرمي . لم تتمكن بعض التشكيلات من تحقيق الدقة المطلوبة باصابة اهدافها لاسباب اهمها ، عدم ايجاز التشكيل بتفاصيل الطلعة والاحتمالات التي تصادفهم خلالها ونوع السلاح المحمول واسلوب الرمي ...الخ ، كانت كافة المعلومات عن الهدف تعطى الى قائد التشكيل فقط ويقوم باقي اعضاء التشكيل بالرمي دون تفكير او تركيز على ما يقوم به قائد التشكيل ، ونتيجة لذلك عادت بعض التشكيلات الى قواعدها بعد فقدان قائد التشكيل دون إلقاء اسلحتها لعدم المامهم جيداً بالمهمة ، كما ان كثافة نيران مقاومة الطائرات المعادية أثناء خط الرحله الى الهدف وفوقه ساعدت على فقدان الدقه في اسلوب التقرب والتسديد الصحيح .
و .البحث والانقاذ . لايزال موضوع البحث والانقاذ ضعيف لدى السوريين وعدم تمكنهم من انقاذ اي طيار قذف من الطائرة او أسقطت طائرته في ارض المعركه سواء كان سوري او عراقي ، كما لم يكن لدى السوريين اسلوب للتخفي وكيف يتم التعامل بمثل هذه الامور ، بينما طائرات البحث والانقاذ الاسرائيلية كانت تجوب السماء لانقاذ طياريها وانتشال طيارينا وتعتبرهم اسرى لدى العدو ، والادهى من ذلك كله ان القوات البرية السورية والعربيه الاخرى لم يكن لديها علم باشتراك الطيران العراقي وعليه لم يميز بين الطيار السوري والعراقي وكانو يعاملون معامله سيئه واحتمال قُتِل بعضهم حيث اغلب الظن ان الملازم الاول سلام محمود ايوب قد قُتِل من قبل القوات العربية ( المغربيه ) بعد اسقاط طائرته وقذفه بالمظله ، لكون لونه ابيض وشعره احمر وبدلة طيرانه انكليزيه تختلف عن البدل السورية (هكذا اشيع في حينه) .
ز. الدفاع الجوي السلبي . نتيجة للدروس المستنبطة من حرب حزيران 1967 قامت القوة الجوية السورية الاهتمام بموضوع الدفاع الجوي السلبي لدرأ المخاطر عن الاشخاص والطائرات والمعدات الاخرى في القواعد الجوية ووسائل الدفاع الجوي الايجابي منها تشييد الملاجىء الكونكريتية للطائرات وتغطيتها بالاشجار الحيه كتمويه للملجىء ، كذلك انشاء ملاجىء كونكريتية للاشخاص قرب المواقع المهمه واخرى شقية منتشرة في كل مناطق القواعد الجوية ، غرف حركات تحت الارض وربطها بشبكة مواصلات كفوءه ، مكبرات صوت للانذار وسماع التوجيهات من القيادة العامة مباشرة للامور المستعجلة والمهمة ، استخدام حجب الدخان اثناء الغارات الجوية المعاديه اخلاء المواقع المهمة من العجلات ومرسلات ومستلمات الاجهزة.
ح .مفارز فلق القنابر الغير منفلقه. اعتاد القوة الجوية الاسرائيلية تلغيم القواعد الجوية السورية منذ الصباح الباكر في معظم ايام القتال لشلها عن العمل اطول فترة ممكنه ولكن انتشار مفارز فلق القنابر الغير منفلقة في هذه القواعد ساعد في الكشف السريع عنها وتفجيرها ، لقد قامت هذه المفارز بعمل عظيم في الاسراع باعطاء صلاحية المطارللطيران .
ط . مفارز تصليح المدرج وطرق الدرج .وهي عباره عن مجاميع منتشره حول القاعدة مؤلفة من ( قاشطات وحادلات وعجلات حمل تحوي حجر وحصى وعجلات تحوي اسمنت سريع التصلب وازفلت )يقودهم ضباط تخصص إنشاءات للمعالجة الفورية للحفروتاثيرات القنابر المعادية تقوم بعملها بعد التاكد من خلو الموقع منها في فترات قياسية .
ي . الوقاية الكيمياوية . بالرغم عدم استخدام العدو للاسلحه الكيميائية واسلحة الدمار الشامل الا ان السوريين اخذوا الاحتياطات اللازمة حيال ذلك من خلال توزيع اقنعة الوقاية والادوية المضاده لعوامل الاعصاب والنابالم وغيرها .
ك .الجوانب الاداريه والتجهيز . لقد كانت الشؤون و الامور الادارية بمفهومها الواسع ( طبابه ، تجهيزات ادارية وفنية ، سكن ،طعام ،تنقل ...الخ ) في سوريا على جانب كبير من الكفائة والدقة في ظروف تعبوية صعبة اعتباراً من اول يوم لوصول اسراب القوة الجوية العراقية سوريا وحتى مغادرتها ، فالطعام و المأوى والملبس من افضل ما يكون ...يذكر الباحث (عندما قصف مقر السرب الخامس المحصن في قاعدة بلي الجوية وفقدان كافة تجهيزات الطيارين الخاصة بالطيران والعامه حتى الملابس الشخصيه قام السوريون فوراً تلبية كل شيىء نحتاجه من ملابس وفرش وبطانيات واسرة وموقع سكن وعمل جديد بحيث لم نتاثر كثيراً بما فقدناه) .

http://www.wijhatnadhar.com/2012/10/...st_6.html#more