تـحيّـةُ حبٍّ أو تحيّة راحلِ
أيـا دمـعـتي سِيّـان وقـت التساؤلِ
تحيّة حبٍّ أو سلام مودّعٍ
خــذوها بشوقٍ قـد أهبت رواحلي
ومـرّوا أهـيلي بلّغوها وبدّدوا
ظـلام الحنايا ، واسـألوا عن منازلي
زرعت بها عمراً غيوث مدامعٍ
أقــول معــاذ الله أسلـو غـلائـلــي
غـلائل صـدرٍ هـذه عبراتـه
وآمــالــــه الغـرّاء زاد الأفـاضــلِ
تحيّة حبٍّ من ضياء بصيرتي
تـغـنّـت بريّاهــا شــروحُ دواخـلي
وأعلم أنّي بالوفــــــاء مقصّرٌ
وتـشـهـد أشـعاري ونزف أنـاملي
ولكنني أبكـــــي الديار صبابة
وأرجو مدى الأعـصار عـطف الشمائلِ
فيا جيرة الأحباب طوبى لعهدكم
هـو الأنس والإقـبال رَوْح التـفاضلِ
أنا لائمي لـمّـا غـفلتُ عن القِـرى
وما عـرف الأنـفاس وجـدان غـافـلِ
شُـدهتُ بحالي ، والعزائم منحةٌ
وما لي إلى المـرساة أيُّ دلائـلِ
فيا حـبّـذا الماضي ودوْح خميلةٍ
أداعب مـغـناها بـرشـفِ المناهـلِ
تـعـظّـمني في الخافقين ، تردّني
إلى ذكــرياتٍ عـطرها غير زائـلِ
إلى كـركراتٍ عن هوايَ نوافرٍ
وبـعـض حـنـينٍ بالقريض مغازلِ
وفارقتُ مَن فارقتُ حتى رأيـتُـني
أدور على أهـل الحـمى بـمـشاعلي
أنوح على زهر الـمرابع ذاكراً
رحيق التصابي والشذى وعواذلي !
تـريـنـا الدنا أحوالها بجنونها
فـتزداد آهــاتي وحـزنُ غـوائلي
فـأندبُ ، أستشفي ، أهيم بهمّتي
ولـم يكفني ، حتى حملت سواحلي
لكِ اللهُ والنعماء أخيلة السُـها
تـذكـرني مـا فُـتّـه من مـسائـلِ !
فـقـد تـختفي الأطياب والوردُ ناظرٌ
وقـد تـمّـحي الأطلال قـبل النوازلِ
وكـلّ ضميرٍ بالذي نال شاهدٌ
وأمّـا التداني فهو تحصيل حاصلِ !
تحيّة حبٍّ للرفاق لصحبةٍ
نـمـتْـها الأقـاحي وازدهاء شمائلي
تحيّة هيمانٍ يطوف بحسنه
على نفحات المجد حـال مـقاتــلِ
إذا عـزّ رسم النصر بالودّ واللـقـا
رسمتُ معاني قــدره بالـقـنابـلِ
فــإنّي عراقيٌّ غرستُ بتربتي
أمـانــي المنايــا دون أيّ مـقـابـلِ
ولا عـذر للأيّـام حين تصـدّني
عـن الروح والريحـــان فرط التخاذلِ
ولا عـذر للواشي التعيس بحظه
إذا قامت الأقــدار ينسى رواحلـــي