السرطان بين العسل والهرمونات!

د.نادية العوضي

السرطان وعسل النحل:

نشر إصدار شهر ديسمبر الحالي من مجلة Archives of Surgery بحثًا مثيرًا، قام به فريق طبي من كلية الطب جامعة إسطنبول يفيد بأن دهان الجروح الناتجة عن عمليات إزالة الأورام بالعسل يمنع ظهور الورم المزال في جرح العملية.

ويعاني الأطباء حاليًا من مشكلة ما يسمى باستزراع الأورام tumor implantation مكان الجرح الناتج عن عمليات إزالة الأورام، سواء كان ذلك في العمليات التقليدية أم باستخدام المناظير الجراحية، وينتج عن ذلك تكرار ظهور الورم المزال ولكن في مكان الجرح.

وقام الفريق الذي ترأسه الدكتور "إسماعيل حمزة أوغلو" بتقسيم 60 فأرًا إلى مجموعتين، وعمل جرح في المنطقة الخلفية للرقبة في جميع الفئران، كوّنت المجموعة الأولى من الفئران المجموعة الضابطة، أما المجموعة الثانية فقد تم دهان الجرح بالعسل قبل وبعد عملية حقن تمت لجميع الفئران لنوع من أنواع الأورام يسمى بالورم الاستسقائي أيرليش Ehrlich ascites tumor، وتم فحص جروح جميع الفئران لوجود الورم بها بعد عشرة أيام من عملية الحقن.

النتائج:

ظهر الورم في جروح جميع فئران المجموعة الضابطة والتي لم يتم دهان جروحها بالعسل، في حين لم يظهر الورم إلا في ثمانية فئران فقط من المجموعة الثانية.

ويعلّق الفريق على بحثهم بأنه من المعلوم أن للعسل فوائد إيجابية بالنسبة لعملية التئام الجروح، ويبدو أن خواص العسل الكيميائية والفسيولوجية حمت الجروح من استزراع الورم فيها، وبالتالي قد يكون استخدام العسل كدهان لجروح عمليات إزالة الأورام حلاّ لحماية الجرح ضد استزراع الورم فيه.

الأستروجين مسبب للسرطان:

على صعيد آخر، صوّت المجلس الاستشاري لبرنامج علم السموم الوطني الأمريكي بنتيجة أصوات 1:8 لانضمام الأستروجين الإستيرويدي إلى قائمة المواد المسببة للسرطان؛ بسبب علاقته بسرطان الرحم وبدرجة أقل بسرطان الثدي.

ويستخدم هذا النوع من الأستروجين في علاج أعراض انتهاء الطمث، كما يضاف إلى حبوب منع الحمل.

والجدير بالذكر أن الأطباء على علم تام بوجود هذه العلاقة بين الأستروجين وسرطان الرحم والثدي منذ سنين طويلة، ولكن لا يذكر الطبيب هذه العلاقة عادة عند وصفه الأستروجين كعلاج أو كوسيلة لمنع الحمل، ويهدف المجلس الاستشاري للبرنامج بقراره هذا دفع الأطباء لمناقشة هذه المسألة مع مرضاهم، بالإضافة إلى إعطاء الفرصة للنساء لتقييم الإيجابيات أمام السلبيات لاستخدام العقارات الحاوية للأستروجين.


وهذه اضافة للفائدة



في الصحيحين: من حديث أبى المتوكِّل، عن أبى سعيد الخُدْرِىِّ، أنَّ رجلاً أتى النبىَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: إنَّ أخى يشتكى بطنَه وفى رواية: استطلقَ بطنُهُ فقال: ( اسْقِهِ عسلاً )، فذهب ثم رجع، فقال: قد سقيتُه، فلم يُغنِ عنه شيئاً وفى لفْظ: فلَم يزِدْه إلا اسْتِطْلاقاً، مرتين أو ثلاثاً كل ذلك يقولُ له: ( اسْقِه عَسَلاً ). فقال لهُ فى الثالثةِ أو الرابعةِ: ( صَدَقَ اللهُ، وكَذَبَ بَطْنُ أَخِيكَ ).

- وفى صحيح مسلم في لفظ له: ( إنَّ أخي عَرِبَ بطنُه )، أي فسد هضمُه، واعتلَّتْ مَعِدَتُه، والاسم: ( العَرَب ) بفتح الراء، و ( الذَّرَب ) أيضاً.



* والعسل فيه منافعُ عظيمة فإنه جلاءٌ للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها..

- محلِّلٌ للرطوبات أكلاً وطِلاءً ..

- نافعٌ للمشايخ وأصحابِ البلغم..

- ومَن كان مِزاجه بارداً رطباً..



- وهو مغّذٍّ ملين للطبيعة، حافِظ لِقُوَى المعاجين ولما استُودِع فيه، مُذْهِبٌ لكيفيات الأدوية الكريهة..

- منقٍّ للكبد والصدر..

- مُدِرٍّ للبول، موافقٌ للسعال الكائن عن البلغم..

- وإذا شُرِبَ حاراً بدُهن الورد، نفع من نهش الهوام، وشرب الأفيون، وإن شُرِبَ وحده ممزوجاً بماء نفع من عضة الكَلْبِ الكَلِبِ.. وأكلِ الفُطُرِ القتَّال..

- وإذا جُعِلَ فيه اللَّحمُ الطرىُّ، حَفِظَ طراوته ثلاثَةَ أشهر..



- وكذلك إن جُعِل فيه القِثَّاء، والخيارُ، والقرعُ، والباذنجان، ويحفظ كثيراً من الفاكهة ستة أشهر، ويحفظ جثة الموتى، ويُسمى الحافظَ الأمين..

- وإذا لطخ به البدن المقمل والشَّعر، قتل قَملَه وصِئْبانَه، وطوَّل الشَّعرَ، وحسَّنه، ونعَّمه..

- وإن اكتُحل به، جلا ظُلمة البصر.. وإن استُنَّ به بيَّضَ الأسنان وصقَلها، وحَفِظَ صحتَها، وصحة اللِّثةِ ..

- ويفتح أفواهَ العُروقِ، ويُدِرُّ الطَّمْثَ، ولأخذه على الريق يُذهب البلغم، ويَغسِلَ خَمْلَ المعدة، ويدفعُ الفضلات عنها، ويسخنها تسخيناً معتدلاً، ويفتح سُدَدَها، ويفعل ذلك بالكبد والكُلَى والمثانة، وهو أقلُّ ضرراً لسُدَد الكبد والطحال من كل حلو..



- وهو مع هذا كله مأمونُ الغائلة، قليلُ المضار، مُضِرٌ بالعرض للصفراويين، ودفعها بالخلِّ ونحوه، فيعودُ حينئذ نافعاً له جداً..

- وهو غِذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطِلاء مع الأطلية، ومُفرِّح مع المفرِّحات.



- فما خُلِقَ لنا شىءٌ في معناه أفضلَ منه، ولا مثلَه، ولا قريباً منه، ولم يكن معوّلُ القدماء إلا عليه، وأكثرُ كتب القدماء لا ذِكر فيها للسكر ألبتة، ولا يعرفونه، فإنه حديثُ العهد حدث قريباً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشربه بالماء على الرِّيق، وفى ذلك سِرٌ بديع في حفظ الصحة لا يُدركه إلا الفطن الفاضل، وسنذكر ذلك إن شاء الله عِند ذكر هَدْيه في حفظ الصحة.



- وفى سنن ابن ماجه مرفوعاً من حديث أبى هريرة: ( مَنْ لَعِقَ العَسَل ثَلاثَ غدَوَاتٍ كُلَّ شَهْرٍ، لَمْ يُصِبْه عَظِيمٌ مِنَ البَلاءِ )، وفى أثر آخر: ( علَيْكُم بالشِّفَاءَيْنِ: العَسَلِ والقُرآن )، فجمع بين الطب البَشَرى والإلهي، وبين طب الأبدان، وطب الأرواح، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائى.



- إذا عُرِفَ هذا، فهذا الذي وصف له النبي صلى الله عليه وسلم العَسَل، كان استطلاقُ بطنه عن تُخَمَةٍ أصابته عن امتلاء، فأمره بشُرب العسل لدفع الفُضول المجتمعة في نواحي المَعِدَةَ والأمعاء، فإن العسلَ فيه جِلاء، ودفع للفضول، وكان قد أصاب المَعِدَةَ أخلاط لَزِجَةٌ، تمنع استقرارَ الغذاء فيها للزوجتها، فإن المَعِدَةَ لها خَمْلٌ كخمل القطيفة، فإذا علقت بها الأخلاطُ اللَّزجة، أفسدتها وأفسدت الغِذاء، فدواؤها بما يجلُوها من تلك الأخلاط، والعسلُ جِلاء، والعسلُ مِن أحسن ما عُولج به هذا الداءُ، لا سيما إن مُزج بالماء الحار.



- وفى تكرار سقيه العسلَ معنى طبي بديع، وهو أن الدواءَ يجب أن يكون له مقدار، وكمية بحسب حال الداء، إن قصر عنه، لم يُزله بالكلية، وإن جاوزه، أوهى القُوى، فأحدث ضرراً آخر، فلما أمره أن يسقيَه العسل، سقاه مقداراً لا يفي بمقاومة الداءِ، ولا يبلُغ الغرضَ، فلما أخبره، علم أنَّ الذي سقاه لا يبلُغ مقدار الحاجة، فلما تكرر تردادُه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أكَّد عليه المعاودة ليصل إلى المقدار المقاوم للداء، فلما تكررت الشرباتُ بحسب مادة الداء، بَرَأ، بإذن الله، واعتبار مقاديرِ الأدوية، وكيفياتها، ومقدار قوة المرض والمريض من أكبر قواعد الطب.

- وفى قوله صلى الله عليه وسلم: ( صدَقَ الله وكذَبَ بطنُ أخيكَ )، إشارة إلى تحقيق نفع هذا الدواء، وأن بقاء الداء ليس لِقصور الدواء في نفسه، ولكنْ لكَذِب البطن، وكثرة المادة الفاسدة فيه، فأمَره بتكرار الدواء لكثرة المادة.



- وليس طِبُّه صلى الله عليه وسلم كطِبِّ الأطباء، فإن طبَّ النبي صلى الله عليه وسلم متيقَّنٌ قطعىٌ إلهىٌ، صادرٌ عن الوحي، ومِشْكاةِ النبوة، وكمالِ العقل.

- وطبُّ غيرِه أكثرُه حَدْسٌ وظنون، وتجارِب، ولا يُنْكَرُ عدمُ انتفاع كثير من المرضى بطبِّ النبوة، فإنه إنما ينتفعُ به مَن تلقَّاه بالقبول، واعتقاد الشفاء به، وكمال التلقي له بالإيمان والإذعان، فهذا القرآنُ الذي هو شفاء لما في الصدور إن لم يُتلقَّ هذا التلقي لم يحصل به شفاءُ الصُّدور مِن أدوائها، بل لا يزيدُ المنافقين إلا رجساً إلى رجسهم، ومرضاً إلى مرضهم..

- وأين يقعُ طبُّ الأبدان منه، فطِب النبوةِ لا يُناسب إلا الأبدانَ الطيبة، كما أنَّ شِفاء القرآن لا يُناسب إلا الأرواح الطيبة والقلوب الحية، فإعراضُ الناس عن طِبِّ النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع، وليس ذلك لقصور في الدواء، ولكن لخُبثِ الطبيعة، وفساد المحل، وعدمِ قبوله.. .


من كتاب الطب النبوي