بشارات البدايات
سلامي الى الاحباب ثم الحبائبِ
سلامي الى الاهلين ثم الاقاربِ
سلام محبٍّ طيّب القلب مخلصٍ
له من جمال الروح بعض مواهبِ
سلام فؤادٍ بالانين مخضّبٍ
يصدّ شتات الآه ملء الجلاببِ
ألا يانسيم الليل خذه إليهمُ
فحالي أخا الأشواق دون الرغائبِ
ألا يا نديم الشعر أنت رسولنا
فلولاك يا جار الهنا غير كاتبِ
وإنّي سوى الخلاّن غير مجاور
وروحي سوى الفادين غير مصاحبِ
بهم تحمل الأجواء فجر قرائحي
بهم مدمعي الغالي غيوث السحائبِ
مقام من الاحسان أغرق حائطي
فلم أرتقب إلا وصول المراكبِ
ولا أرتجي إلا وصول رضاهمُ
ولن أستقي غير الوصال المواكبِ
وما أجتدي إلا سخاء خواطري
ولا أتقي إلا هبوب الغياهبِ
فيا جنّة التحنان لست بعاشق
سواكِ ، وقد لاحت عيون الكواكبِ
فكوني لنا زاداً إذا انعدم اللقا
وعزّ رجائي واستهلت نوائبي
وكوني لنا عيداً غداة رحيلنا
لتحملني الأعماق قبل المناكبِ
وكوني لنا المغنى ألوذ بظله
فمنك ورودي أسهبت بالاطايبِ
وما لي خلا سقياك إن زار طارق
وألهب آفاقي أضاع مطالبي
فجلّ اهتمامي أن تطوف سوانحٌ
على ملتقى الذكرى وصرح مضاربي
وجلّ اهتمامي أن ترفّ قصائدي
على كل ذوقيٍّ كثير التجاربِ
حملت قراطيس الوئام بجعبتي
لعلي لمن ألقى أبث عجائبي
طريقي طويلٌ والمصاعب جمّة
وكل شجيٍّ مسرفٌ بالغرائبِ
أرائعة الولدان هاكِ قريضنا
عيون بهاءٍ بالتليد مُجاذبِ
حذار بأن تنسين يوما رحيقه
فكم عارفٍ أثنى عليه وصاحبِ
وكم حاذقٍ غنىّ به متأثراً
وهل في أصيل الشعر غير المراتبِ؟
هو الذوق والفهم الطريف وصحوة
تميّزها أنّى مشيت ركائبي
سقاه فؤاد الدهر نور محبّة
تنكّب زخّاراً جليلَ المواهبِ
هو الأنس يا وعد الزمان رقيبنا
وما طاب شرقيٌّ سوى من جنائبي
ولست أغالي لا غرورٌ ولا ريا
هو الحق فاصدع يا قريض المحاربِ
فما شعرنا إلا سلاح مجاهدٍ
يقاتل بالأضغان قبل الشوائب
سلاحٌ محليّ لا صنيع مغرّبٍ
تضجّ القوافي حوله بالتعاتبِ
يضيّع في الوديان تأريخ أمّةٍ
ويصبو شغوفا مغرما بالأجانبِ
يُتعتع بالألفاظ من فرط ريبةٍ
كشارب خمر في دجى الليل حاطبِ
نعى فكره قبل الممات مفاخراً
ويا ليته أصغى لنصح مصاحبِ
رعى الله أرباب العمود أحبتي
رعى الله إبداعا أضاء كواكبي
وألفُ سلامٍ للذين تملكوا
حُشاشة نفسٍ بالهيام المُغالبِ
رعى الله آلاءً تزخّ على الربا
تغازل أزهاري تبلّ رحائبي
رعى الله ناسا رافقونا وأخلصوا
لهم في سويدا القلب عرشُ رغائبِ
وإنّي على عهد الرجال مصابرٌ
سأقضي حقوقا لا أخون حبائبي
أخلد ذكراهم على كلّ أيكة
وكلّ جمالٍ من ندى الخلد ثائبِ