فن تنظيم الثورات العفوية...أمريكي الإسلوب غايته التدمير الخلاق في الشرق الاوسط

التدمير الخلاق في الشرق الاوسط ... نماذج واقعية للقياس عليها
..............هناك شريحة كبيرة من المراقبين والمحللين تعتبر فعلاً بأن ليس هناك اي شيء عفوي

ويليام انغدال - ميدل ايست اونلاين وهناء عليان وغيرهم ذكروا :

استراتيجية التشجيع على الانقلابات او ما يسمى بالثورات الملونة كانت موجودة في العديد من ملفات وزارة الخارجية والبنتاغون على الأقل منذ عقد أو أكثر. بعد إعلان جورج دبليو بوش الحرب على الإرهاب عام 2001 كان يطلق عليه مشروع الشرق الأوسط الكبير
منذ أكثر من 10 سنوات كانت استراتيجية التشجيع على الانقلابات في ملفات وزارتي الخارجية والدفاع....


وبالعودة الى ايامنا الراهنة، فإن الاحتجاجات التي أدت إلى الإقالة المفاجئة للحكومة المصرية بواسطة الرئيس حسني مبارك في أعقاب فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إلى المنفى في السعودية ليست " عفوية " على الإطلاق كما يرغب أن تبدو عليه اوباما البيت الأبيض ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووسائل الإعلام الكبرى الأخرى في الغرب. لقد تم تنظيمها على نمط الاحتجاجات الاوكرانية والجورجية المنظمة الكترونياً، ففي مصر تم تنظيم الحركات الاحتجاجية الاولى من خلال دعوات كثيفة عبر شبكات الانترنت لا سيما موقعي تويتر وفيس بوك، بحيث صدرت الدعوة إلى إضراب عام في مصر ويوم الغضب يوم 25 كانون الثاني/يناير بواسطة منظمة على الفيس بوك تطلق على نفسها حركة 6 ابريل. الاحتجاجات كانت كبيرة جداً ومنظمة جيداً حتى أنها أجبرت مبارك على مطالبة حكومته بتقديم استقالتها وتعيين نائب رئيس جديد، اللواء عمر سليمان الرئيس السابق للمخابرات.

ولكن الأمر المشبوه به ان هذه الحركة تتخذ من رمز "قبضة اليد" رمزاً لحركتها ولعلَمَها، تماماً كما الثورات الملونة في العالم التي دعمتها واشنطن سواء في جورجيا او اوكرانيا او قيرغيزيا، او اوزبكستان. جميع هذه الثورات تتشارك في رمز قبضة اليد ما يعزز الشكوك بان الولايات المتحدة هي وراء تنظيم هذه الانقلابات، خصوصاً وان هذا الشعار هو من صنع الادارة الاميركية وقد استخدمته كرمز للثورات التي دعمتها في دول الاتحاد السوفييتي منذ بداية القرن العشرين.

ثورات بأسماء جذابة وناعمة: وردية، برتقالية وياسمين..

والملاحظ ان المنظمات الاميركية ذات العلاقة بالثورات الملونة تفضل أسماء ابداعية جذابة وناعمة للثورات. ففي ثورة جورجيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2003 تم اختيار اسم الثورة الوردية، بينما في ثورة اوكرانيا الثورة البرتقالية، وثورة قيرغيزيا ثورة الزنبق، ومن ثم ثورة الياسمين في تونس.

كما ان الجهات الاميركية اختارت كلمة كمارا من أجل التعريف بحركة تغيير النظام الشبابية في جورجيا، والمدهش في الامر ان كمارا في اللغة الجورجية تعني أيضاً "يكفي" او "كفاية" بالمصرية، علماً ان حركة كفاية هي من الحركات المعارضة الاولى لحسني مبارك التي دعت للتظاهرات.

مع الاشارة الى ان الاسم الرسمي لحركة كفاية هو الحركة المصرية للتغيير وقد تم تأسيسها عام 2004 من قبل مثقفين مصريين في منزل ابو العلا ماضي قائد "حزب الوسط"، الحزب الذي تم إنشاءه على يد جماعة الاخوان المسلمين. وظهرت كفاية كحركة تحالف متحدة فقط من أجل الدعوة لانهاء حكم مبارك.

"كفاية" كجزء من حركة 6 ابريل غير متبلورة استفادت مبكراً من وسائل الإعلام الاجتماعية الجديدة والتكنولوجيا الرقمية كوسيلة رئيسية للتعبئة، وبشكل خاص من المدونات السياسية والأفلام القصيرة على اليوتيوب والصور الفوتوغرافية غير الخاضعة للرقابة بحيث كان يتم نشرها بمهارة بالغة وبطريقة احترافية.

وفي مسيرة تعود إلى كانون الاول/ديسمبر 2009 أعلنت كفاية الدعم لترشيح محمد البرادعي في انتخابات الرئاسة المصرية عام 2011. فهل هذا كله بمحض الصدفة ايضا؟...

مظالم حقيقية ولكن... وهناك شريحة كبيرة من المراقبين تعتبر فعلاً بأن ليس هناك اي شيء عفوي...

لا يمكن لأحد أن يشكك في أن هناك اوضاع، اقتصادية متردية ومظالم حقيقية هي التي حركت الملايين للخروج إلى الشوارع مخاطرة بحياتها في تونس ومصر. ولا يستطيع أحد أن يشكك في الارتفاع غير العادي لأسعار المواد الغذائية بسبب المضاربات في أسواق السلع في شيكاغو ووول ستريت والتحول المجنون نحو زراعة الذرة من أجل الوقود في الأراضي الزراعية في الولايات المتحدة وهو ما تسبب في ارتفاع أسعار الحبوب إلى أعلى مستوى لها. علماً ان مصر هي أكبر مستورد للقمح وكثير منه يأتي من الولايات المتحدة .

إن نموذج التغيير السري للأنظمة هذا تم تطويره بواسطة البنتاغون ووكالات المخابرات الأميركية والعديد من مؤسسات الفكر مثل مؤسسة راند على مدى عقود بدءاً بزعزعة رئاسة الزعيم الفرنسي شارل ديغول في ايار/مايو 1968 في فرنسا، مروراً بالحث على الانقلابات في اوروبا الشرقية ودول الاتحاد السوفييتي السابق، وصولاً الى العمليات المتزامنة التي تجري اليوم في الشرق الاوسط. وتبدو الخطوط العريضة للاستراتيجية الأميركية السرية واضحة بالفعل
فتحت الثورات الوردية والملونة الاخيرة في العالم العربي الجدل حول مدى عفوية هذه التحركات والتظاهرات. وهناك شريحة كبيرة من المراقبين تعتبر فعلاً بأن ليس هناك اي شيء عفوي بالنسبة لحركات الاحتجاج الجماهيري التي شهدناها اخيراً في الدول العربية، لا سيما في مصر وتونس، ويرون هذه التحركات كإعادة تجسيد للثورات الملونة التي دبرتها الولايات المتحدة، واشعلتها بدعم كبير، لإحداث تغيير في نظام مجموعة من الدول، لا سيما جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. بحيث كانت المنظمات الاميركية ترفع شعار الديمقراطية وتدرب قادة المعارضة المحلية في البلد المستهدف على فن تنظيم ثورات عفوية
وجاء في الغد الاردنية والقدس العربي وغيرها :,
من يدعم الثورات الملونة؟
ويتهم البعض جورج سوروس (1930) بدعم الثورات الملونة وهو رجل أعمال أمريكي من أصل يهودي، ورجل البورصة الأمريكي الذي يعتلي المرتبة 99 في قائمة أغنى رجل في العالم وتزيد ثروته عن تسعة مليار دولار.

لذلك نرى اليوم كانت هناك محاكمة في اوكرانيا لاحد كبار قادة الثورة البرتقالية وهي رئيسة الوزراء السابقة واسمها يولا تيموشينكو كانت هي رئيسة الوزراء متهمة حاليا بحوالي (280 مليون دولار) يعني كانت تحت تصرفها، هل هذه اهداف الثورة البرتقالية ان تصل رئيسة الوزراء الى مرحلة ان تصل المحكمة وتتخذ قرار ضدها؟ لم يتم اعتقالها اليوم ولكنها متهمة باصراف (280 مليون دولار) هذا الامر يشكك في كثير من اهداف ونوايا بعض القيادات التي تقوم بهذه الثورات البرتقالية، هنا مسألة التفاوض يعني عندما يصل من يدعم هذه الثورة وقد دعمتها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا بشدة الى مرحلة التفاوض انه يسمح لكم في هذا الوقت الراهن انتم حققتم هذه المكاسب السياسية لكن المنجزات على الارض هي ليست لكم، تعطوا بعض الحقوق للناس السياسيين، اوكرانيا اصبحت الآن هي منتجع للمستثمرين ولنهب ثروات اوكرانيا من قبل كثير من المستثمرين الاجانب، من هو المسؤول هل هذه هي اهداف الثورة البرتقالية ام هي اهداف من دعم هذه الثورة، هنا تكون حالة الشك،؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الخلاصة تداعيات كارثية في 3 كلمات ....................

لإن المراد التشطير والتقسيم والتجزئة ...تداعيات كارثية...
مقتبس
وفي رأي لياسر قبيلات عن ثورة تونس ...
...وقال : وصف ما حدث في تونس بـ 'ثورة الياسمين' هو مغالطة كبيرة
وفي الحقيقة، لا وجه للمقارنة بينها وبين 'الثورات الملونة'، فقد انطلقت الثورة التونسية من الشارع، بحركة فردية عفوية دون تحريك من الخارج (بل على الرغم من إرادته) ومن دون وصاية داخلية من منظمات المجتمع المدني المخترقة، أو حتى من الأحزاب.
في المقابل، فإن 'الثورات الملونة' التي شهدناها خلال العقد الماضي، كانت تقوم بتحريك من الخارج عبر شبكة كثيفة من منظمات المجتمع المدني التي تم إيجادها برعاية أمريكية وغربية.
من جهة أخرى، حظيت 'الثورات الملونة'، عموماً، بعمليات دعم وإسناد من دور استخباراتي وجهد ارتزاقي اسرائيلي، إلى جانب هجمات دبلوماسية وحملات سياسية وإعلامية غربية ضارية للتقديم لها ومؤازرتها، بينما في الحالة التونسية نلاحظ أن العالم صمت طوال ثلاثة أسابيع عن دماء التونسيين ولم يلتفت لغضبتهم إلا حينما أتت أُكُـلـَها. أما الجهد الارتزاقي الاسرائيلي فقد جاء ضد الثورة وليس معها
وفي حالة تونس الوضع مختلف تماماً، فلا وجود لكل هذه المعادلات!

من المعتاد أن ترفع 'الثورات الملونة' شعارات الحرية والديمقراطية، ولا يعكس ذلك بالضرورة جوهرها، فأغلبها تبدأ مسيرتها الحقيقية بعدم قبول نتائج انتخابات برلمانية لم تأت في مصلحتها. أما الوجه الحقيقي والثابت لها فيعبر عنه اجتماعها على المناداة بالنموذج الليبرالي. كما تشترك 'الثورات الملونة' بتبنيها هدف الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي في حالة دول شرق أوروبا، وبناء علاقات مميزة مع الغرب والاحتماء بشعارات 'الإصلاح' و'الانفتاح'، في حالة الدول من خارج هذه المنطقة.
وعليه، فإن غرفة عمليات تجمع الـ 'سي آي إيه' والخارجية الأمريكية وصندوق النقد الدولي، هي مركز الدعم المناسب لهذه الثورات. وربما لهذا، انتهت هذه 'الثورات' سريعا، وخلال فترة لا تتجاوز خمس سنوات، بفساد وفضائح حول صنعها وزعمائها.
من المفروغ منه أن 'الثورات الملونة' انقلابية في جوهرها، وخلافا لما يشاع فهي لا تستثني العنف لتحقيق أهدافها، (وهذا بالغالب دور الجهد الارتزاقي للموساد الإسرائيلي.
شهداء 'الثورات الملونة' ليسوا ضحايا العنف العشوائي، ولكنهم بالعادة ضحايا ضرورة التصعيد والتأجيج المخطط له من طرف قادة 'الثورة' الأمنيين وضباط ارتباطها مع الأجهزة الاستخباراتية.
أما تونس فقد فاجأت العالم وفوجئت بنفسها!
يمكن أن نلاحظ أيضاً: تتابعت 'الثورات الملونة' في فترة من الفترات، عاماً بعد آخر، وكان يقال حينها إن الأنظمة المعنية تتداعى كأحجار الدومينو، دلالة على هشاشتها، والصحيح أن تلك الدول لم تكن أكثر هشاشة من سواها، ولكن كان هناك عمل دؤوب وكبير يحدده جدول أعمال حماسي ومندفع للأجهزة الاستخباراتية المشرفة على هذه 'الثورات'، ويمكن ملاحظته من التتابع: ثورة الورود 2003 وثورة البرتقالية 2004 وثورة السوسن 2005.. الخ!
من اللافت أن هناك جهداً ما، مترجماً على المستوى الإعلامي بشكل كبير، لتصوير 'الثورات الملونة' كنتيجة طبيعية للتقدم التكنولوجي في قطاع الاتصالات وولادة ما يسمى بالإعلام الاجتماعي ('فيسبوك' و'تويتر' والـ 'بلوغز'.. وغيرها)، على الرغم من أن تلك 'الثورات' كانت تقع في بلدان ليس مشهوداً لها مستوى خاص من التوسع بهذا النوع من 'الإعلام' ... واخيرا...

ما هي 'الثورات الملونة'..؟ إنها انقلاب غير دستوري وغير ديمقراطي، والأهم غير شعبي، تستخدم فيه أموال المنتفعين لتوظيف قوة المقهورين للاستيلاء على السلطة، أما لماذا هي ملونة، فهذا لأن هذه 'الثورات' من تخطيط الدوائر الاستخباراتية الخارجية (بالضرورة) التي لا تحب التعامل مع نظريات اجتماعية أو أيديولوجيا يمكنها بناء صيغ وطنية وقيادات قد تؤسس لشعبية طويلة الأمد أو متجذرة، فتعمد إلى توظيف شعارات سياسية براقة وفضفاضة، وتوكل أمر هذه 'الثورات' إلى 'شركات الدعاية والعلاقات العامة'، تنظمها وتديرها مثلها مثل الحملات الانتخابية تماماً.
مقتبس ..
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة