| لله درك يا أمير المرابطين |


كانت الدولة العبيدية ( الفاطمية ) في مصر والسلطنة السلجوقية في تنافس مستمر من أجل السيطرة على البلاد الإسلامية، ونفوذ الخليفة العباسي المستظهر الديني مرتبط بامتداد حكم السلاجقة السنيين..

...



أما في الشمال الأفريقي، فقد سيطر المرابطون، على مراكش وسواحل الأطلسي ثم على بلاد الأندلس بعد معركة الزلاقة الخالدة سنة 479ﻫـ وتمكن يوسف بن تاشفين - رحمه الله - من إقامة دولة قوية متشعبة الأطراف، هذه الدولة رفضت أن تعطي ولاءها للحاكم الفاطمي الذي يدعي الخلافه ! بالقاهرة بسبب اعتناقه المذهب الشيعي الاسماعيلي الباطني وهم سنيون حريصون على انتمائهم للخلافة العباسية وهذه محمدة كبيرة تحسب للمرابطين وتفيدنا درساً مهم وهو أن الأخوة في الدين والعقيدة الإسلامية والسعي لإيجاد علاقات حممية فيها تعاون على البر والتقوى...

وحرصاً على وحدة الأمة العقائديه أراد يوسف بن تاشفين أن يتقرب من الخليفة العباسي، ويأخذ منه البيعة كي يتصف حكمه بالصفة الشرعية، وحتى تصبح طاعته على الكافة واجبة، وهذا الرأي أشار به فقهاء المغرب ، وقبل أن يبادر أمير المرابطين إلى الاتصال بالمستظهر نفذ في بلاده عدة خطوات ....

فقد نقش المرابطون اسم الخليفة العباسي على السكة ( العملة ) وكانت نقودهم تحمل " عبد الله " ويقصد به الخليفة العباسي حتى لا تتغير السكة بتغير الخلفاء العباسيين ويدل على ذلك الرسالة التي بعث بها علي بن يوسف بن تاشفين إلى المستظهر ذاكراً لفظة " عبد الله " مع أن اسم الخليفة " أحمد " ....

وبعد أن اتسعت دولة المرابطين رأى زعماؤها أن يتخذ أميرهم يوسف بن تاشفين لقب " أمير المؤمنين " ، ولكنه رفض هذا الاقتراح تقرباً إلى خلفاء بني العباس، واحتراماً لهم وقال : حاشا لله أن نتسمى بهذا الاسم، وإنما يتسمى به خلفاء بني العباس لكونهم من تلك السلالة الكريمة، ولأنهم ملوك الحرمين مكة والمدينة وأنا رجلهم والقائم بدعوتهم .....

ثم اتخذ المرابطون السواد شعار العباسين شعاراً لهم في ملابسهم وراياتهم، وخطبوا للخليفة العباسي على منابر بلداهم وبعد ذلك أرسل يوسف بن تاشفين، بعثة إلى المستظهر سنة 498ﻫ تحمل إليه البيعة والهدايا وكتاباً يذكر فيه البلاد التي فتحها وحروبه مع الفرنج، ثم طلبت البعثة من الخليفة أن يعضد ليوسف بن تاشفين على المغرب والأندلس وما يفتحه بالمستقبل بسيف أمير المؤمنين، فأجابه المستظهر لما أراد ولقبه " بأمير المسلمين وناصر الدين " وسير معه الخلع واللواء، وكتب له عهداً بذلك.....

كما أن الإمام الغزالي والقاضي الطرطوشي،أرسلا إليه خطاباً يحثانه على خدمة الإسلام ويفتيانه في ملوك الطوائف ، وبعد وفاة يوسف بن تاشقين سنة 500ﻫ، ملك ابنه علي بن يوسف بن تاشفين الذي واصل سياسة والده في موالاة الخليفة العباسي ومناصرة الشريعة الإسلامية وبقيت دعوة بني العباس قائمة في المغرب حتى انقطعت دولة المرابطين .

______________________

- دولة السلاجقة للصلابي بتصرف نقلا من :
- الحلل الموشية في ذكر الأخبار المراكشية لابن الخطيب ص 16.
- مرآة الجنان لليافعي (3/164).
- الحلل الموشية ص 16.
- النجوم الزاهرة (5/191) الحضارة الإسلامية في بغداد ص 132.
- الكامل في التاريخ نقلاً عن الحضارة الإسلامية في بغداد ص 132.
- الحلل الموشية لابن الخطيب ص 64 ، 65.









نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي