هل كان الرد على الاساءة بالمستوى المطلوب؟

يحزننا ويغضبنا ويدمي قلوبنا تصرفات من باتت مهنتهم ومهمتهم الاساءة للأنبياء والرسل والأديان السماوية.
فحقد هؤلاء توارثوه أب عن جد, ومازال حقدهم يستعر في قلوبهم السوداء كالنار التي تندلع في الهشيم.
لم يشفي غلهم وغليلهم نشرهم الصور المسيئة, بل تعداها إلى أنتاج فيلم يسيء لكل مسلم من المسلمين. وهذا ما دفع بالمسلمين في شتى أنحاء العالم للتحرك برد فعل غاضب وعفوي على فيلم (براءة المسلمين). وكل من شارك في انتاجه وإخراجه وتأدية دور تمثيلي فيه إنما هو كافر و سافل وحقير. وهناك من يشكك بوجوده بسبب رداءة التصوير والمونتاج, رغم وجود 14 دقيقة على اليوتيوب بثلاث نسخ. واحدة مدبلجة, وأخرى بعنوان تريلر فيلم محمد, وثالثة حياة محمد الحقيقية. ونتمنى أن لا يكون لهذا الفيلم من وجود أو أثر. وصحيفتي وول ستريت جورنال الأميركية وصحيفة معاريف الاسرائيلية ذكرتا: بأن مخرج الفيلم ومؤلفه ومنتجه هو الاسرائيلي الأميركي سام بازيل .وأن الفيلم موّل العمل فيه بتبرعات يهود أمريكيين وبكلفة 5 مليون دولار, وبدعم من القس الاصولي الأميركي تيري جونز, الذي دعا إلى إحراق نسخ القرآن الكريم . إلا أن وكالة الأسوشييتد برس بعد تدقيقها وتحقيقها تبين لها: أن نقولا باسيلي نقولا هو مدير الشركة التي أنتجت الفيلم وليس المخرج سام باسيل . وأن الوكالة تتبعت المخرج فأفضى بها الأمر إلى عنوان نقولا في لوس أنجليس.ودققت الوكالة معلوماتها فاكتشفت أن نقولا ذو سجل طويل في الاحتيال المالي والمخدرات ,وسجن12 شهراً. وأستعمل لأسماء مستعارة منها نيكولا باسيلي و إروين سلامة. والشرطة القضائية الأميركية أكدت بعد تحرياتها :أن نقولا باسيلي هو كاتب ومخرج الفيلم. ويقال أن المحامي المصري موريس صادق تولى مهمة الترويج للفيلم ووضعه على مدونته. وأن موريس صادق يرتبط بعلاقة وثيقة مع القس الأصولي تيري جونز. وموريس صادق هاجر مع اسرته من مصر إلى الولايات المتحدة الأميركية في الستينيات من القرن الماضي, وأستقر هناك. ومتهم بالتحريض على المسلمين. وأن هناك حكم قضائي قد صدر بحقه العام الماضي عن القضاء المصري ,يقضي بإسقاط الجنسية المصرية عنه ,إثر دعوى قضائية أقامها عدد من المحامين ,أتهموه فيها بالخيانة العظمى ,نظراً إلى مطالبته بفرض الوصاية على مصر ,ودعوة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية للتدخل في شؤون مصر, وإثارة الفتنة الطائفية. والمضحك ان نقابة المحامين المصريين لم تشطب أسمه من جدول أعضائها إلا يوم 13 أيلول عام 2012م, أي بعد ثورة الغضب العارمة للمسلمين على هذا الفيلم . والأقباط متبرئون من موريس صادق ,ويتهموه بأنه يسعى جاهداً لإيقاد نار الفتنة الدينية بينهم وبين المسلمين.
وبعض الممثلين في الفيلم أعلنوا في بيان ل(سي أن أن) أن المخرج خدعهم .إذ كانوا يصورون فيلماً آخر بعنوان (محارب الصحراء), لا يتعلق بالرسول ,لكن باسيل غيره بالكامل عبر عملية مونتاج لينتج هذا الفيلم. ومصادر صحفية أمريكية محلية أكدت أن صاحب مالك شبكة استديو هات (إعلام المسيح) جوزيف نصرالله هو من أنتج الفيلم, بمساعدة ستيف كلاين.وأوضحت هذه المصادر أنها تتبعت من خلال مدينة درايت الأميركية وتبين لها أن شركة إعلام المسيح وقناة الطريق التي تبث برامج دينية مسيحية بالعربية هي من انتجت الفيلم. ووكالة برس تيلجرام الأمريكية بولاية كاليفورنيا .قالت: أن جوزيف نصر الله عبد الماعش هو مالك القنوات, وتربطه علاقة وثيقة بستيف كلاين الذي قال أن الفيلم المسيء تم تصويره بإستديوهات القناة وأماكن اخرى .وذكرت الوكالة أن معلوماتها مستقاة من إدارة المدينة ومسؤول البوليس في المقاطعة. وأن الوكالة اتصلت بإدارة قناة الطريق لمزيد من التفاصيل ,إلا أن موظفيها نفوا أن يكون الفيلم تم تصويره برعاية قناة الطريق, أو في إستديوهاتها. وأن العاملين فيها رافضين مثل تلك الاعمال التي تتهم الاديان جميعاً. وصحيفة حزب التحرير المصرية ذكرت على صفحاتها: بأن بطل الفيلم المسيء هو مصعب ابن حسن يوسف أحد أبرز قادة حماس. وأن مصعب عميل للموساد, وهو من تسبب في اغتيال واعتقال قيادات ورموز من مختلف الفصائل الفلسطينية. ومنهم الرنتيسي وياسين ومروان البرغوثي, وهو من فضح أبوه القيادي في حركة حماس حسن يوسف, في كتاب اطلق عليه أسم أبن حماس. وهو مرتد عن الاسلام وحركة حماس لم تطبق عليه حد الردة. وتركته يهاجر للولايات المتحدة الأمريكية .وأنه زار القدس المحتلة قبل عدة أشهر ليشارك علناً في تمثيل الفيلم المسيء دون أن يهتم به أحد. ومثل هذا الكلام يحتاج إلى توضيح من قبل حركة حماس. وصاحب الفيلم وصف المظاهرات التي اندلعت احتجاجاً على الفيلم: بأنها انتفاضة غوغائيون وحرامية. وأن الاسلام سرطان. وأضاف: لدي سؤال لهؤلاء الأشخاص: أنتم تدافعون عن رسولكم فلماذا تسرقون؟ لقد اقتحموا السفارات ثم نهبوها. وأضاف قائلاً: إنهم لا يعرفون أي شيء ويطاردون وهماً. وأضاف أيضاً: أن الولايات المتحدة الأميركية لا علاقة لها بالفيلم لا من قريب ولا من بعيد. وأنها تعرضت للظلم في هذا الموضوع .وأشعر بالحزن على مقتل السفير الأميركي .لكنني لست نادماً على أنتاج وبث الفيلم. وقال باللهجة المصرية : معليش جات عليكم المرة دي. وقال أيضاً: ما دخل الحكومة الأميركية بالموضوع؟ لو أي شخص في أي دولة قام بأي عمل هل تتحمل حكومة بلاده مسؤولية ذلك العمل؟ لا طبعاً علينا أن نتعلم التظاهر السلمي ضد القضايا التي نختلف بشأنها .لقد شجعنا الثورات والربيع العربي, لكن يبدوا أن عمر سليمان كان معه حق عندما قال: إحنا لسه بدري علينا الديمقراطية.ورد على تهم الممثلين له بأنه خدعهم. وذلك بقوله؛ إنه دفع أموالاً لهؤلاء الممثلين وهم قبلوا بقراءة نص الفيلم, وهم غير منتمين لنقابة ,وهذا يعني أن حقوقهم قد أخذوها نقداً ,ولا يحق لهم الاعتراض على أية تغييرات على الفيلم. وأضاف: لم أكن أتوقع أن يثير الفيلم كل ردود الفعل القوية هذه.وبكلامه هذا يكشف حجم الحقد والضغينة اللتان يكنهما للإسلام والمسلمين.
أما ردود الأفعال على الفيلم. فتراوحت بين غضب الجماهير ومظاهراتها الاحتجاجية والعفوية. وصمت بعض الأنظمة والحكام . والتصريحات التي تحتمل العديد من التأويلات والتفسيرات. مع أن العلم أثبت أن لكل فعل رد فعل له مساوٍ بالقوة ولكنه معاكس له بالاتجاه. ولكن رد الفعل كان أقل بكثير من بعض التوقعات.
· فبعض الحكام أو الحكومات تقدم باعتذاره إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما على اقتحام المحتجين الغاضبين للسفارة الأمريكية في بلادهم. ومنهم من قال :من قام بذلك جماعات غوغائية. أو جماعات إرهابية أو فصيل من تنظيم القاعدة ,أو أنهم من بقايا النظام السابق. وهذه الأقوال جوفاء.
· وفي دول أخرى تراجعت بعض الجماعات عن الدعوة للتظاهر. وبررت تصرفها ببيان جاء فيه: نظراً لتطور الأحداث في اليومين الماضيين فقد قررت الجماعة المشاركة في بشكل رمزي فقط. وأضاف: أن الجماعة تهيب بالقوى المشاركة يكون التعبير عن الاحتجاج بشكل حضاري. وهذا البيان هزيل شكلاً ومضموناً ,وفيه اتهام فاضح للعرب والمسلمين بأن بعض تصرفاتهم غير حضارية.
· وبعض من رؤساء الدول أمروا الشرطة باعتراض طريق المحتجين أثناء تقدمهم إلى السفارات الأمريكية ,ومنهم من أمر بإطلاق قنابل الغاز المسيلة للدموع. وتصرفهم هذا إنما هي تصرفات طغاة بطعم ونكهة ورائحة جديدة, وبديكور ولون جديد. تدفع بشعوبهم للتحسر على سابقيهم من الطغاة.
· ورئيس جديد على الكار أتحفنا بتصريح .قال فيه: إن الفيلم يشكل عدواناً ويحول الانتباه عن المشاكل الحقيقية في الشرق الأوسط. فالعدوان يجب أن يرد عليه كما امرنا الله ورسوله .ولكنه برر تهربه عن الرد بذريعة أن الرد سيحول انتباهه عن المشاكل الحقيقية. وكأن الاساءة لا تستحق الرد.
· والرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو أدلى بتصريح لوسائل الاعلام وصف الفيلم بالمقيت. وأكتفى بهذا الوصف دون تكليف نفسه وحكومته عناء اتخاذ أية إجراءات ضد من قام بهذا العمل المقيت.
· وبعض المحطات الفضائية العربية والدولية راحت تتسابق لاستضافة بعض ممثلي الفيلم كي يتحاوروا معهم على الهواء مباشرة, أو في برامج خاصة علهم يجدون الذريعة التي تبرر فعلتهم السوداء .وربما هدفها تجنب سخط حكام واشنطن وتل أبيب, لأنها لا طاقة لها عليه. أو لستر تورطها بهذا الفيلم.
· وفي بعض العواصم دافعت الحكومات دفاع المستميت لمنع وصول المحتجين إلى سفارات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا. وحين تمكن بعض المتظاهرين من إضرام النار في بعض هذه السفارات ,و إنزال علم بلادها ورفع راية إسلامية محله. اطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع ,وسقط قتلى, و قتل بعض المتظاهرين دهساً بسيارات رجال الشرطة.
· وفي بعض العواصم والمدن أحرق المتظاهرين اعلام امريكية وإسرائيلية. وكأن حرق بعض امتار من القماش لبعض الاعلام والرايات كافية بنظرهم لنصرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
· ورؤساء حكومات تطرقوا للموضوع في خطبة الجمعة .ومنهم من قال: أدعوا الادارة الأمريكية إلى الاعتذار للأمة العربية والاسلامية, وتقديم منتجي ومخرجي الفيلم للعدالة الدولية. رغم أنه يعرف حق المعرفة انه يطلب المستحيل. ويعرف أن الادارة الأمريكية لا تحترمه ولا ترد عليه ولا تعترف به.
· وفي بعض العواصم تدخل البعض بكل مالهم من هيبة واحترام وتقدير لفض الاعتصام من أمام السفارات الأمريكية ,و استجاب المعتصمين لطلبهم بدون تردد وتلكأ وتذمر ونقاش.
· وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو تبرأ من مخرج الفيلم. حيث قال المتحدث باسمه أوفير جندلمان: إن مخرج الفيلم الذي يحرض على الاسلام ليس يهودياً أو إسرائيلياً. وأن إسرائيل تعتز بحريتي الديانة والعبادة للجميع .وإسرائيل تدين بشدة الاعتداءات على المصالح الأميركية في بعض الدول العربية ولا يمكن أن يكون لها أبداً أي مبرر. أما وزير الدفع الاسرائيلي السابق بنيامين بن إليعازر فقال: إن ربيع الشعوب جاء لنا بعالم متدين وأكثر أسلمة وكرهاً لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية. ويجب أن نتعود ذلك الأمر, وعلى ذلك يجب علينا أن نتحرك بحذر ,ونخلق لأنفسنا طريقة للهرب من كل مواجهة تندلع في العالم العربي. وكلام الأثنان كله دجل ومكر ونفاق, الهدف منه التضليل والخداع.
· وأردوغان رئيس وزراء تركيا .قال فيه: الفيلم الذي يهين الاسلام والرسول عدائي واستفزازي .لكن ذلك لا يمكن أن يبرر الاساءة إلى أبرياء والتعدي عليهم .ولا شيء يبرر ذلك خاصة في الاسلام.
· وفي الكويت لم يخرج للتظاهر والاحتجاج أمام السفارة الأميركية سوى 500 شخص للتنديد بالإساءة للنبي المصطفى. في حين امتلأت شوارع الكويت بمئات الألوف لاستقبال جورج بوش.
· وفي إندونيسيا بلد 240 مليون لم يخرج للتظاهر والاحتجاج سوى 500أسلامي
· وفي مدينة الدار البيضاء تجمع حوالي 400 متظاهر أمام القنصلية الاميركية من دون وقوع حوادث.
· وبعض خطب وتصريحات رجال الدين كان فيها العجب العجاب. فمنهم من تجاهل الموضوع كلياً. ومنهم من طالب بمحاسبة المتظاهرين .ومنهم من حرم التظاهر كرد فعل على هذه الاساءة لأن التظاهر بنطره يسيء للنبي. ومنهم من اعتبر أن تكرر مثل هذه الاساءات يهدد التعايش السلمي خاصة لدى الشعوب الخليطة. ومنهم من غاب عن المشهد وصمت صمت الخرسان. ومنهم من هدد وتوعد كل من أساء للنبي أو شارك فيها, وبعضهم ليس بقادر على الوفاء بوعوده وتهديداته.
· والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب عن قلقه من هذا الفيلم المسيء. حيث استنكرت المتحدثة باسمه فانينا مايستراشي .وقالت : أن الأمين العام يندد بهذا الفيلم الشنيع ويدين هذا الفيلم الذي يبدوا أنه أعد عمداً لزرع التعصب والتسبب بإراقة الدماء .وأنه قلق جداً من اعمال العنف ضد الأميركيين في ليبيا ودول أخرى في المنطقة.وأن لا شيء يبرر مثل هذا العنف الدموي ومثل هذه الهجمات. وكأن الموضوع بنظره لا يستحق دعوة مجلس الأمن للانعقاد.
· والرئيس الأميركي باراك أوباما اطلق تصريح. قال فيه: أدين بشدة الهجوم الشائن على منشآتنا الدبلوماسية .وأضاف: في الوقت الذي ترفض فيه الولايات المتحدة الأميركية الجهود لتشويه سمعة معتقدات الآخرين الدينية. علينا جميعاً معارضة هذا النوع من العنف الأعمى بشكل قاطع, والذي أودى بحياة هؤلاء الموظفين الرسميين. فالرئيس الأميركي يريد محاسبة من اعتدى على مصالح بلاده.
· ووزيرة الخارجية الأمريكية أصيب بعدوى اسهال التصريحات. حيث قالت: أنها مستاءة من الفيلم المسيء للنبي محمد ,فالفيلم يثير الاشمئزاز. والولايات المتحدة الأمريكية لا تملك فعل شيء بشأن الفيلم الذي أثار غضب المسلمين في أنحاء العالم.وحكومة بلادها لا علاقة لها على الاطلاق بهذا الفيديو. وحكومة بلادها ترفض تماماً مضمونه ورسالته. وأضافت :أسأل نفسي ..كيف يمكن أن يحدث هذا في بلد ساعدناه على التحرر. وفي مدينة (بنغازي) ساعدنا على انقاذها من الدمار؟. وهذا السؤال يعكس ببساطة مدى التعقيد, وأحياناً مدى الارتباك الذي يمكن أن يكون عليه العالم. وكلامها معناه ان الفيلم يثير اشمئزازها ولا يثير غضبها. وحكومتها عاجزة ومشلولة.
· وكل من وائل غنيم وبلال فضل ومحمد يسري سلامة .اعتبروا أن هذه التظاهرات من شأنها أن تترك انطباعاً سلبياً عند المواطن الغربي, الذي ارتبط العلم المرفوع بدلاً عن علم بلاده بتنظيم القاعدة. ولا سيما عندما يتزامن هذا مع ذكرى 11 أيلول .وبنظر هؤلاء الثلاثة أن تجاهل الفيلم وصنّاعه هو أفضل رد. إضافة إلى نصرة الدين والرسول بالعلم والتقدم .وشددوا على أن الرسول تعرض للأذى في حياته ومماته .ولم ينل ذلك من الإسلام أو الرسول. لافتين إلى أن كثيراً من المشايخ بأيديهم أنتاج
أفلام عن الرسول, تشرح حياته والاسلام. ورأى بلال فضل :أن ثمن سهرة لمشايخ وأمراء النفط في كان وفيغاس كفيلة بإنتاج فيلم سينمائي يرد بقوة على كل الاساءات.
ومع كل ما أثير حول هذا الفيلم المسيء. يمكن ملاحظة المفارقات التالية والتي تستحق الاهتمام والتفكير:
1. أن مخرج ومنتج الفيلم لعنه الله. لا علاقة له بالسينما والفن .بل هو مجرد رجل يعمل في مجال الاستثمار العقاري, وتاريخه حافل بالمخدرات والسرقات. وقصد من فيلمه أن يكون فيلم استفزازي محض .وبالغ البذاءة لفظياً وبصرياً, ويتعمد السخرية من الرسول محمد نبي الاسلام صلوات الله وسلامه عليه. عبر استعراض سيرته وحياته بوضعها في سياق عنفي وحشي وجنسي شامل.
2. وأن الفيلم عرض قبل شهرين في ولاية كاليفورنيا دون أن تنتبه السفارات والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ووزارات الثقافة والاعلام والحكومات العربية والاسلامية. وهو شبيه بتكرار حادثة الرسوم الدانماركية المسيئة للرسول والمسلمين,والتي أثيرت بعد عامين من نشرها للمرة الأولى.
3. أن النسخ المسربة للفيلم إلى شبكة الأنترنيت كانت مدبلجة بالغة العامية المصرية. وكأن الهدف منها إشعال فتنة دينية بين المسلمين والاقباط. لتقسيم مصر خدمة لمشروع الشرق الأوسط الجديد.
4. أن اجتياح مئات من الليبيين القنصلية الأميركية في بنغازي صادف يوم 11 أيلول. وهو اليوم الذي دمر فيه برجي التجارة في نيويورك. وهو اليوم اغتالت فيه المخابرات الأميركية رئيس التشيلي.
5. أن الليبيين وهم يحطمون القنصلية الأميركية كانوا يرددون نفس مقولة القذافي: طز في أمريكا.
6. أن الفيلم السيء والحقير نشر على الانترنيت في الوقت الذي دخلت أعلى القيادات العسكرية الأميركية في نزاع علني مع الحكومة الاسرائيلية. وفي الوقت القليل المتبقي للانتخابات الأميركية. وكذلك في نفس الوقت الذي رفض لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الرئيس أوباما استقبال رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو خلال زيارته للولايات المتحدة الأميركية.
7. وأن الفيلم من منظور استراتيجي وكأنه هجوم بسيكولوجي معاد للمسلمين أولاً, وليكون أداة تحريض للمسلمين للقيام بأعمال عنف ثانياً.وللإساءة للولايات المتحدة الأميركية ثالثاً. في هذا الظرف.
8. والمفارقة الأهم غياب بعض رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والجامعة العربية ومنظمة التضامن الاسلامي ,وبعض التكتلات الاقليمية. حيث لم نجد لهم من نشاط ملحوظ على هذا الفيلم المسيء. بينما كان البعض منهم ضيوفاً باستمرار على الفضائيات وفي المحافل الدولية والعربية والاسلامية لعلاج ومداوة كل ازمة وحدث .أو لتقديم النصائح والإرشادات لحل المشاكل والازمات.
9. والادارة الأميركية استغلت ما نجم عن المظاهرات الاحتجاجية, من خلال تحركها لدى الحكومات لإرسال قوات من المارينز لحماية سفاراتها ومنشآتها .وهناك من رفض, وهنالك من وافق وهنالك من رفض ولم يؤخذ برفضه وحطت قواتها في بلاده رغم أنفه. وهذا معناه بداية احتلال من جديد.
10. والولايات المتحدة الأميركية لم تحاسب بتاتاً كما حوسبت الدانمارك من قبل على نفس الفعل.
لا يسعنا سوى القول:لاحول ولا قوة إلا بالله. وربنا لا تحاسبنا على ضعفنا وهواننا, وعلى ما فعله السفهاء منا, والإثم الذي يرتكبه البعض بسبب هيامهم بالولايات المتحدة الأميركية, وحفاظهم على علاقاتهم مع إسرائيل.
الخميس:20 /9/2012م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
bkburhan@hotmail.com