مجمع القاسمي للغة العربية يصدر كتابًا رائدًا غير مسبوق في مجال الإيقاع في شعر محمود درويش
عن مجمع القاسمي للغة العربية في أكاديمية القاسمي - باقة الغربية، صدر هذه الأيام البحث الرائد في مجاله للباحث العروضي، الشاعر محمود مرعي تحت عنوان - التجريب وتحولات الإيقاع في شعر محمود درويش، حيث تناول مرعي في بحثه الجانب العروضي في شعر الشاعر محمود درويش منذ أول مجموعة صدرت عام 1960 حتى آخر مجموعة صدرت بعد وفاة الشاعر. ويعتبر هذا البحث الرائد الأول من نوعه لشاعر فلسطيني، يتناول هذا الجانب من أعمال درويش الشعرية، ويقع في مجلد ضخم، فيه عرض مستفيض للأوزان الشعرية ومزجها وتحولاتها في القصيدة الدرويشية.
ويقول الدكتور ياسين كتاني، رئيس مجمع القاسمي للغة العربية في أكاديمية القاسمي، في تظهيره للبحث " هذا الكتاب هو أول دراسة متكاملة للجانب العروضي في شعر محمود درويش، يَبعث، عبر معالجة التجريب وتحولات الإيقاع في شعره، دفقة أخرى في أوصاله تسهم في خلوده عبر الزمان.
لقد أسهم الشاعر العروضي محمود مرعي في كتابه هذا، في تعميق المعرفة بعروض الشعر لدى درويش. والمؤلف من خيرة الباحثين الذين يرشحهم تخصصهم للكتابة في هذا الميدان؛ لما تتسم به دراسته من تمكُّن وحذق وبراعة.
ومجمع القاسمي للغة العربية إذ يشيد بهذا الإنجاز، ويقدم هذا الكتاب للباحثين والمثقفين ومحبي شعر درويش، فإنه يتوقع أن يسد نقصًا بحثيًّا لما فيه من إغناء وتعمق في شعر محمود درويش في مختلف أبعاده ومستوياته، من حيث أن الموسيقى تشترك في تشكيل القصيدة وآفاقها الدلالية".
ويقول بروفيسور فاروق مواسي في التمهيد" من هنا فالنظر إلى عروض محمود، وإلى تقري الأوزان التي استخدمها، وإلى مداعبته الأوتار الأندلسية عروضًا وإيقاعًا، وإلى مدى التجديد الذي قصده أو لم يقصده، كل ذلك يدخل في بنية القصيدة، وبالتالي في مضمونها، ودلالاتها. ولعل التجديد لديه ينطلق أولاً في احتجاب البحر الشعري في بعض قصائده لتحل محله التفعيلة، ثم اعتماده التدوير لدرجة أن القارئ يظن أن هناك خللا في الوزن.
ثمة ضرورة قصوى للوقوف بتأن على الناحية العروضية الدرويشية بدءًا من غنائيته، وانتهاء بمقاربته النثر، وتحمسه لرأي التوحيدي "أحسن الكلام ما ...قامت صورته بين نظم كأنه نثر، ونثر كأنه نظم" – الإمتاع والمؤانسة (الليلة الخامسة والعشرون)، ولا مراء في أن الشكل يخدم المضمون، وبهذا تأتي أهمية هذا الكتاب.
درس الأستاذ محمود مرعي العروض لدى شاعرنا، ووقف عند كل صغيرة وكبيرة، وانتقال وتدوير وموقَّع ودائِريٍّ، فكان بمعرفته الواسعة ومتابعاته الرائعة أهلاً للخوض في بحر يحسن السباحة فيه، وفي التقاط أصدافه، فأرجو أن تكون رحلة محمود مع محمود ما يغني الدارسين وشداة الشعر الجادين".
ويتقدم الشاعر محمود مرعي بجزيل شكره وامتنانه لمجمع اللغة العربية في أكاديمية القاسمي ولرئيسه الدكتور ياسين كتاني على ما بذلوه من جهد مبارك لإخراج هذا السِّفر الأدبي الرائد إلى حيز الوجود.