| سلاح السهام ( النشابه) في الجيش السلجوقي |

ارتبط تاريخ السلاجقة بإجادتهم الرمي بالسهام، فكانوا يطلقونها وهم على ظهور الخيل بإتقان دون التوقف أو الترجُّل عنها ، كما أثر عن سلاطينهم إجادة معظم الفنون العسكرية ومنها الرمي بالسهام .....

وفي عهد السلطان طغرل بك كان إمطار الجيش السلجوقي مدينة قزوين سنة 434هـ بوابل من السهام سبباً في عدم مقدرة أهلها الوقوف على سور المدينة للدفاع عنها مما اضطرهم إلى الدخول في طاعة السلاجقة ....

ويذكر سبط ابن الجوزي أن جيش السلاجقة كان يخرج منه أثناء المعركة عشرة آلاف نشابة دفعة واحدة ، وقد وصل عدد رماة السهام في مقدمة الجيش السلجوقي إلى حوالي عشرة آلاف رجل ، وهو ما يفسر ذكر بعض المصادر أن السلاجقة كانوا يمطرون أعداءهم بوابل من السهام الغزيرة ، فكانت الكثافة العددية لهذه السهام - المترتبة على كثرة تعداد من يقوم بإطلاقها أو استخدام قوس الحسبان المتعدد السهام، من أهم عوامل فعاليتها البالغة.....

وقد وزع السلطان ألب أرسلان أثناء حصار حلب ثمانين ألف نشابه ، وعندما تسلَّم السلطان مدينة حلب استعصت عليه قلعتها فأمر برشقها بالسهام دفعة واحدة فرشقها الجيش حتى كادت الشمس تحجب لكثرة السهام، فسلمت القلعة له نتيجة لذلك ، وقد أثبت استخدام السلاجقة للسهام في حروبهم ضد الصليبيين فعالية واضحة في إلحاق الهزائم بأعدائهم عن طريق إجادتهم استخدامها بدقة بالغة فضلاً عن غزارتها ، فقد استطاع رماة النشاب في الجيش السلجوقي سنة 515ه أن يفنوا الجيش الصليبي بكامله عندما دخل أرضاً موحلة فلم يفلت منهم أحد .


_________________

- دولة السلاجقه للصلابي نقلا من :
- النظم الحربية عند السلاجقة .
- راحة الصدور .
- أخبار الدولة السلجوقية
- الكامل في التاريخ
- مرآة الزمان .
- تاريخ البيهقي .
- تاريخ بلاد الشام .
- عالم الصليبيين .


* ع