حَرْفِي هو وريد كلمتي بنت لغتي الحبيبة

( لغة السحر والبيان الأصيلة)
لغة القرآن المجيد في لوح محفوظ

من هنا عشقت الحروف والكلمات ، ورويتها بمداد دمي لأكتب مشاعري وخواطري وأنفاسي الكامنة
وربما خرجت الحروف متسقة مع مدلولاتها في أغصان الكلمات المروية ، وأحيانا تكون عطشى لمن
يتذوقها ويثريها بدفقات من أحاسيسه ووجدانياته ومشاعره ، فأسعد معه بالحرف والكلمة وأدعو له
وتحت هذا الموضوع الذي كنت سأحاور فيه حَرْفي وأسترضيه لينشر عبيره وهو يتلاقح مع كلماتي
فيصوغ منها خاطرة أو قصيدة أو قصة أو حكمة أو مقالا ، وجدت حِرَفًا كثيرة تحاورني أنا صاحب
الحَرْفِ وهم أصحابُ الحِرَفِ ، فالفرق في الضبط والتشكيل يؤدي إلى دلالات مختلفة

جاءني السباك الحرفي الماهر فقال : ما معنايَ ؟ سيدي صاحب الحَرْفِ اللغوي العربي


قلت : تشير قواميس اللغة العربية إلى أن ( السين والباء والكاف أُصَيلٍ يدل على التناهي في إنهاء الشيء)
قال : لا أكاد أفهم ما تقول زدني معرفة عني
قلت : أنا مثل سبيكة الذهب من أصحاب الحرف مثلي بفارق التشكيل ، فإذا كانت حرفتي الكتابة ؛ فحرفتك كسب العيش
جاء في حديث عائشةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي لما اسْتُخْلِفَ أَبو بكر، رضي اللّه عنهما، قال: لقد عَلِم قومي أَن حِرْفَتي لم تكن تَعْجِز عن مؤونة أَهلي وشُغِلْتُ بأَمر المسلمين فسيأْكل آلُ أَبي بكر من هذا ويَحْتَرِفُ للمسلمين فيه)؛
الحِرْفةُ: الصِّناعةُ وجِهةُ الكَسْب
قال : بدأت أعي ما تقول سيدي فالكسب الحلال سباكة غالية كالذهب قلت : الكسب رزق والرزق مكتوب ومحدد عند الله ولن يذهب رزقك لغيرك ، فلماذا الغلو في الطلب ؟!
قال : أنت تملك الحرف يطيعك قلمك فيسيل سبائك من إبداع ، لكني تستعصي علي الحرفة أن تطيعني دائما ، إلا عندما يحتاجني الطلب ، فالحرف يطلبك ، وأنا أطلب الكسب وهو يأتي ويغيب كثيرا .
قلت : ولماذا لا تبحث عنه في إبداعات حرفتك فتكون مطلوبا لا طالبا ؟!
قال : أنا أتعب وأكتسب لأسرة كبيرة وأبتاع من السوق كما يبتاع الناس والحياة تحتاج الكسب الدائم كحرفك الغني بالثراء
قلت : وهل هذا يدعوك لإرهاق أصحاب الحرف بالطلب والمغالاة عندما يلجأون إليك لإبداع حرفتك وسباكتك عندهم؟
قال : أنت لا تستطيع تقدير مجهودي في السباكة إلا إذا قدرت عليها وهنا تستغني عني وأنا لا أستطيع تقدير إبداع حرفك إلا إذا تمكنت من صياغته مثلك
فأجبته : نحن نتكامل ونتعاون ولا نتحاسد ونتباغض ، والرحمة تتطلب منا أن نقدر دخول الموظفين ، وأصحاب الحرف المتقطعة فلا يبخس بعضنا حق البعض الآخر
قال : شكرا لك هكذا أحب أن يحترم الجميع الآخرون ، وليس بالمال وحده أعيش بل بتعامل أمثالك من أصحاب الحرف مع أمثالي من أصحاب الِحرف