"شنةتوفا" يا رئيس
د. فايز أبو شمالة
نكس "أوباما" رأسه، وخفّض منصوته، وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو" برأس السنة العبرية،وقال له: "شنة توفا". أتمنى لكم سنة رائعة يا أيها اليهود، ومثله تماماًفعل رئيس السلطة محمود عباس، وقال لليهود: "شنة توفا" أتمنى لكم سنةرائعة يا أيها اليهود.
قد يكون أوباما طامعاً بالصوت اليهوديفي الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد شهرين، فتجاوز عن خلافاته مع"نتانياهو" وهنأ اليهود، وتذلل لسلامتهم سنة أخرى جميلة.
وقديكون عباس طامعاً بمزيد من مال اليهود الداعم لسلطته، ولاسيما بعد أن تفضل"نتانياهو" وأعطى عباس حوالي 240 مليون شيكل إسعافاً عاجلاً للسلطةالفلسطينية، خشية انهيارها، وعليه توجب على عباس أن يرد الجميل، ويقول: "شنةتوفا".
فإذاكان الذي بين أوباما ونتانياهو من خلاف في الرأي يندرج تحت مسمى خصومة سياسية، أوخلاف في كيفية معالجة بعض الملفات، وهذا أمر يزول مجرد تحقيق أي لقاء تفاهمي بينالرجلين، فهل الذي بين محمود عباس وبين نتاناهو من خلاف يشبه الخلاف الذي بيننتانياهو وأوباما؟! وهل انتهى الصراع بين اليهود والعرب على كيفية البقاء فوقالأرض نفسها، وعلى سطح التاريخ نفسه، وتحت ظلال الشجرة نفسها؟
إن كان ذلك هو ذلك، فإن محمود عباس لهالحق الشخصي في أن يقول لنتانياهو، ولشمعون بيرس، وللحاخام عوباديا يوسف:"شنة توفا"، ولكن ليس له الحق أن يقول "شنة توفا" باسم الشعب الفلسطيني،وعلى حساب دمه وأرضه وعرضه النازف، وذلك للأسباب التالية:
إن كل رجل عربي شريف يرفض أن يقوللليهودي: "شنة توفا" يا من تنام في فراشي، ويا مغتصب امرأتي، ويا عشيقابنتي، ويا خليل أختي!.
وكل فلسطيني حر، يرفض أن يقول لليهودي:"شنة توفا" يا سارق أرضي، ويا شارب مائي، ويا محاصر هوائي، ويا قاتلطفلي!.
وكل شاب مسلم شريف يرفض أن يقولللصهيوني: "شنة توفا" يا عدو ديني، ويا ذابح كرامتي، ويا مهين آدميتي،ويا ساحق روحي، ويا هاتك عرض المسلمات.
إن كل فلسطيني يهنئ شمعون بيرس بالعيد،لا يمثل الفلسطينيين حتى ولو كان موظفاً لدى الإدارة المدنية في منطقة يهوداوالسامرا بدرجة رئيس، وإنما يمثل نفسه وهو يقول:
"شنةتوفا" يا سيدي شمعون، ويا مولاي نتانياهو، ويا أفقي، ويا صبحي،
شنةتوفا يا نبض مسائي، ويا ارتداد قوسي، ويا منتهى رمحي،
"شنةتوفا" يا مغتصب أرضي برضاي، ويا ملوث بيتي بموافقتي، ويا قاطف ثمري تحت عيني،
"شنةتوفا" لكم يا أيها اليهود، لأنكم ارتضيتم لي أن أترأس المجموعة التي تقومبمهمة حفظ أمنكم، مقابل تسلم الراتب آخر الشهر، كما اعترف بذلك صراحة كبيرالمفاوضين، الدكتور صائب عريقات، في لقاء له معه صحيفة القدس العربي بتاريخ 13/9/2012.