10 نصائح يسيرة ونفاثة في لغة البدن لعام 2012م.

يلعب الاستخدام الفعال للغة البدن دورًا مهمًا في التواصل القيادي المؤثر. ففي موضوع "اللغة الصامتة في القادة" سؤال مهم: كيف تستطيع لغة البدن أن تؤثر في كيفية قيادتك سلبا أو إيجابا؟، من هنا سأذكر عشرة (عشر ) نصائح كنت قد تعلمتها خلال العقدين الماضيين في تدريب القادة وفرقهم حول العالم:

1- لشحذ طاقتك، استخدم وضعية بدنية مناسبة لذلك
أثبت بحث علمي في جامعة هارفارد وكلية كولومبيا للتجارة أن مجرد إطالة البدن لمدة أقلها دقيقتين، مثل: ميلان الجسم الى الوراء مع وضع اليدين خلف الرأس والقدمين على المكتب، أو الوقوف مع الساقين والذراعين ممتدة مفتوحة لأقصى حد ممكن، تحفز مستويات أعلى من هرمون التيستيستيرون - هرمون مسؤول عن الطاقة والهيمنة – ويخفض مستويات هرمون الكورتيزول – هرمون التوتر.
حاول ممارسة تلك الوضعيات بشكل مؤقت إذا كنت ترغب بالظهور كأنك شخصًاواثقًا ( شخص واثق ) من نفسه ، وبالإضافة إلى التغيرات الهرمونية في كل من الرجال والنساء، تلك الوضعيات البدنية توصلك للشعور بالطاقة وتعينك على تحمل الأخطار البدنية أكثر من قبل. وتوصل ذلك البحث إلى أن أغلب الناس عادة ما يتأثرون بالشعور الذي يلتمسوه (يلتمسونه )منك لا بقولك.

2- للمزيد من المشاركة، أشعر الطرف الآخر أنك تنصت إليه
إذا أردت أن يتحدث الناس معك بأريحية لا تعمل أكثر من عمل في آن واحد أثناء تكلمهم. تجنب العبث بجوالك كقراءة الرسالة القصيرة الواردة،أو النظر في ساعة اليد، أو التدقيق في مدى تفاعل الآخرين مع المتكلم والانشغال بذلك. على العكس تمامًا، ركز على المتحدث بكل حواسك وخاصة العينين وأدر وجهك وجذعك الى جهتهم بشكل كامل، وذلك ما كان يفعل رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام مع كل من كان يتحدث إليه. الميلان للأمام والإيماءات وتحريك الرأس تعتبر من الإشارات الصامتة التي تدل على أنك متواصل ومنتبه تمامًا مع المتحدث. من المهم أن تسمع وتستمع للناس، كما أنه من المهم أن يتثبتوا من ذلك بشخصك.
3- لتحفيز التعاون، أزل المعوقات
المعيقات الملموسة بشكل خاص تعيق الجهود التعاونية، لذلك قم بإزالة أي شيء يسد المشهد أو يشكل عائقًا بينك وبين باقي أعضاء الفريق. وحتى في فترة الاستراحة لتناول القهوة، كن حذرًا من أن تمسك فنجان وصحن القهوة بطريقة تبدو للآخرين أنك تحجب أو تبعد نفسك عنهم بها. ذكر أحد كبار المدراء أن بإمكانه ان يحدد مدى ارتياح أعضاء فريقه من خلال رفعه لفنجان القهوة أثناء الاستراحة. وقال أنه كلما ازداد رفع الشخص للفنجان كلما عرفت أنه غير مرتاح. فمستوى ارتياح الشخص الذي يحمل فنجانه على مستوى خصره يختلف عن الشخص الذي يحمل فنجانه على مستوى صدره.

4- للارتباط المباشر مع الاخرين بادر بمصافحتهم
حاسة اللمس تعتبر أهم وسيلة بدائية صامتة ونفاثة. وضع يد الطرف المصافح على يد الطرف الآخر مصافحًا إياه لمدة 40 جزء (جزءا)من الثانية تنشيء (تنشئ )ارتباطا انسانيا. ففي مكان العمل، المصافحة تنشيء(....) ارتباطًا ودفئا في العلاقة بين الموظفين، ويعطي هذا الاتصال انطباعًا دائمًا وإيجابيًا. والذي لا شك فيه أن ديننا الحنيف يدعو للمصافحة عند اللقاء لما في ذلك فضل وأثر في النفوس والدليل على ذلك أن محمداعليه الصلاة والسلام قال"إن المسلم إذا لقي أخاه فأخذ بيده تحاتت عنهما ذنوبهما كما يتحات الورق عن الشجرة اليابسة في يوم ريح عاصف وإلا غفر لهما ولو كانت ذنوبهما مثل زبد البحر" حسنه الالباني، رقم 874/3. وفي دراسة أجراها مركز الدخل للمعارض التجارية (Income Centre for Trade Shows) عن المصافحة أن نسبة تذكر الناس لك تتضاعف مرتين إذا قمت بمصافحتهم. ووجد الباحثون في المعرض التجاري أن الناس تتفاعل مع من صافحهم بأن يكونوا أكثر انفتاحًا وودية.
5- لتستثير شعورًا جيدًا، ابتسم
لا تقتصر الابتسامة الصادقة على شعورك الايجابي تجاه نفسك ولكنها تخبر من حولك أنك ودود ومتعاون وجدير بالثقة. فالابتسامة الصادقة ترسم بشكل بطيء على الوجه، تضم الجفون وتنير الوجه وتختفي ببطء. وأهم شيء في الموضوع أن الابتسامة المباشرة تؤثر في كيفية تجاوب الناس معك. فإذا ابتسمت لشخص ما، سيقوم برد الابتسامة لك في معظم الأحيان. ولأن ملامح الوجه تستفز مشاعر مقابلة، الابتسامة التي تستردها في الحقيقة فتغير شعور الطرف الآخر بشكل إيجابي. وتبسمك في وجه أخيك صدقة J

6- لإظهار الموافقة، كرر الإيماءات والحركات
عندما يقوم بعض الزملاء والعملاء بتقليد لغة بدنك بدون وعي، هي طريقتهم غير اللفظية والتي يعبرون من خلالها بمشاعر الحب أو الموافقة . وعندما تقوم أنت بالعمل نفسه أي تقلدهم بقصد يمكن بذلك أن تكوّن جزءًا هامًا لبناء علاقة أو تغذية مشاعر متبادلة. التكرار يبدأ من خلال ملاحظة ملامح الوجه وحركات البدن عند الطرف الآخر، ثم القيام بمطابقة لتلك الحركات والايماءات بخفة وتلقائية حتى تيدو طبيعية، بذلك يشعر الطرف الآخر أنه مفهوم ومقبول.
7- استخدم يديك لتحسين إلقاءك (إلقائك )
الصور الدماغية أظهرت أن هناك جزء (جزءا ) في الدماغ يسمى "منطقة بروكا"، وهو مسؤول عن إنتاج الخطابات، فهو لا ينشط فقط عندما نتكلم، بل عندما نحرك أيدينا أيضًا. وبما أن الإيماءات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالخطابة، فإن الإيماءات تعمل على توقد فتيل التفكير عندنا. فعندما شجع كبار المدراء على استخدام الإيماءات أثناء الإلقاء وجد أن محتوى الخطاب يتحسن باستمرار. قم بتجربة ذلك وستجد أن استخدام الإيماءات البدنية تساعدك على تشكيل أفكار أكثر وضوحًا والتحدث بجُمل أقصر ولغة أكثر بيانًا.

8- إذا أردت أن تعرف الحقيقة شاهد أقدام الناس
عندما يحاول الناس أن يسيطروا على لغة بدنهم فهم يركزون على ملامح الوجه، حركة البدن مع اليدين بشكل أساسي. وبما أن الأرجل والأقدام تركت بدون تمرين، ففيهما تكمن الحقيقة. عادة ما يفضح توتر وقلق الناس أرجلهم من خلال الحركات المتكررة مثل تململ الأقدام، ومراوغتهما أو التفافهما حول بعضهما البعض أو حول أثاث المكتب. فالأقدام تنقبض وتنبسط للتخلص من التوتر أو الركل للخارج في محاولة للهروب المصغر. وأظهرت الدراسات أن النجاح التام في تحكيم مشاعر الآخرين يكمن في رؤية الجسم كاملا. فمن الممكن أنك لا تعرف ذلك، إلا أن لك فطريًا ردود فعل تجاه إيماءات الأقدام طيلة حياتك.

9- اخفض صوتك ليكون صوتك سلطويًا
قبل البدء بمكالمة مهمة أو خطاب إسمح (اسمح )لصوتك أن يرتخي لأدنى مستوى ممكن، وهناك تقنية تعلمتها من معالج للنطق، عند ضم شفتيك قم بإصدار صوتًا (صوت )وكأنك تقول "إم هم، إم هم، إم هم". وإذا أنت إمرأة لا ترفعي صوتك عند نهايات الجُمل إذا كنت تسألين سؤالًا أو تطلبين موافقة. بدلًا من ذلك، عند إبداء رأيك إرفع (......)موجة صوتك السلطوية والتي من خلالها يبدأ صوتك على وتيرة متناسقة ثم ارفع الموجة عاليًا وكأنك في الملعب أثناء الجملة ثم اخفضه تدريجيًا قبيل النهاية.

10- لتحسين ذاكرتك لا تقاطع ساقيك ولا تكتف ذراعيك
في تقرير للباحثين في لغة البدن آلين و باربرا بيز ، وجدوا (وجدا )نتيجة مذهلة في أحد أبحاثهم: عندما قام مجموعة من المتطوعين بعدم تكتيف أذرعهم وعدم مقاطعة سيقانهم خلال محاضرة ما، تذكروا 38% أكثر من المجموعة التي حضرت نفس المحاضرة وكانوا فيها متكتفي الأذرع ومتقاطعي السيقان. فإذا رأيت أن مستمعيك يظهر عليهم لغة بدن دفاعية، غير الأسلوب (التكتيك)، خذ استراحة أو غير أماكنهم ولا تحاول أن تقنعهم حتى ترتاح أبدانهم.

فإذا اتبعت تلك النصائح اليسيرة والنفاثة في لغة البدن أضمن لك بإذن الله زيادة مؤثرة في التواصل غير النطقي في الفترة القادمة.

ترجمة وتعليق أ. معن حمدي النسور 12.06.2012م. عن كارول كينزي كَوُمَن.
جامعة المجمعة، كلية العلوم والدراسات الانسانية - محافظة رماح - السعودية