ذكريات مبعثرة...!!
بقلم : ملكة أحمد الشريف

لا زلت ابحث عنك بين دفاتري المبعثرة...
أبحث عنك بين أبجديات اللغة...
بين مفرداتها
بين حروفهاالمنسكبة على مآقي ذاكرتي الهزيلة
وجدتك حينها
في زهور قديمةجافة...
في كلمات رقيقة متعثرة
في خصلة شعر لي احتفظت بها أمي في طفولتي
كشاهد على براءة ذكرياتي...
.... ....
كم أيام مرت...!
وكم من سنينطويت...؟؟
وأنت لا زلت كالنسر الشامخ على صخرة ذكريات طفولتي
أذكرك ...
أذكرك .. في كرة قماش جمعت أحلامنا البطولية سوية
أذكرك في سمرنا...
في مشينا...
في عـدْونا...
في سباقات الطفولة...
أذكرك .. في طائرة ورقية رثينا ذيلها الممزق
أذكرك في نسمات المخيم الباردة
في أعواد حطب جمعناها؛ لنوقدها
ونلتمس دفئها
أذكرك في النقش على أعمدة الكهرباء الدخيلة
أذكرك في كل شيء فيه عبق تراب المخيم
..... ......
إلا أني لملمت أوراقي المبعثرة
جمعتها
طويتها
كالمخيم الذي طوى بيوته العتيقة ليصبح مدينة
كعمود الكهرباء الذي لم يعد دخيلا
كشجرة زيتون صابرة على باب مخيمنا
لم تعد سوى عنوانا له...
.... ....
ورحلت بعيدا بعيدا ...
ليصبح المخيم عنوانا لقلوب عزفت على الرحيل
تنأى ببعدها ...
كبعد المسافات ما بيننا
ليبقى الأمل يجمعنا في شتاء دافئ آخر...!!