نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


السلام عليكم


لقد
ناقش الأستاذ مالك صقور رئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي
الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق و في العدد 496 مقولة
:

العبقرية والشر لا تجتمعان ..فكيف ذلك؟
فنحن نعلم أن الذكاء أنواع وربما اتجه
للمنحى الخطأ وربما للاتجاه الصحيح..

لكنه يناقش هنا قضية أن العبقري الحقيقي سيتجه به
للإصلاح للنمو للعمل للبناء وليس للهدم
..

وقد ساق مثالا أطال في شرحه وكان يصب في لب الموضوع رغم أنني فضلت لو توسع في شرح الفكرة لتعم كل شر على وجه الأرض...
وعلى ضوء تلك الفكرة :
هل كان قابيل عبقريا أم هابيل هو العبقري
الحقيقي؟

هل كان سيدنا عمر رضي الله عنه عبقريا أم قاتله ومكره
؟

لذا
فتأويل الفكرة هنا ومن قبل الكاتب أتت من زاويته الخاصة حيث ساق مثالا ضيقا جدا
لإثبات فكرته لا يكفيه ولا يبرر ولا يقنع بشكل قاطع

:

وهو:قتل
ساليري الموسيقي الكلاسيكي لموزار العبقري الفوضوي الذي استفاد من كل خربشة موسيقية
وأعاد بناءها في مسارالإدهاش
..

ومن هنا يبدأ موضوعنا:
هل امبراطوريات الشر تعد عبقرية فعلا.؟
أم سنقول هناك استثناءات
فعلا؟

فالشر شر والخير خير..
أمريكا بلاد تعيش عالة على مقدرات الدول التي تحتلها اقتصاديا تسرقها
وتعيد عسلها منة وتكرما..تشحذ العقول وكل الطاقات وتسخرها لنفسها فقط
...

اسرائيل تخوض حروبا عالمية عن طريق الخداع ولم تكسب حربا واحدة بصدق إلا
عندما تشتري أركانها وزواياها وأعمدتها بالحيلة ومازالت
..

نعم لكل قاعدة استثناء ولكن من لجأ للحرب والصدام هو فاقد للطريق القويم
وللمسار الأنقى في الحياة , هو يعاني حربا داخلية , يعاني نزاعا لأجل الأثرة وللفوز
بكل شيء دنيوي نظره الثاقب ركز على الأنا الدنيوية فهو هنا يملك ذكاء منحرفا
..

ولو
كان له نظرة ثاقبة وسوية , لعرف أن هناك آخرة فأعد لها ا وان لحياة الدنيا تسير على
قانون كما تدين تدان...

فلا حاربَ ولا قتلَ..لكنه الجبن والخوف من خسارة
المكتسبات وخلافه
!

هم حقيقة كأطفال صغار يفرحون بلعبهم
ودماهم الآلية ومالهم والذي سيتركوه لمن بعدهم..أليس في الموت عبره؟وهل فعلا
سيموتون يوما؟ وهل هو واثقون من أن من سيخلفهم سيكون حريصا أم مفرطا بما وصلهم؟
وإلى متى؟والله مطلع جبار؟
.

لن ننكر أنهم استطاعوا عن طريق الإمساك
بالخيوط الأساسية في اللعبة العالمية في أركانها الاقتصادية أولا والإعلامية ثانيا
والعلمية ثالثا.وهذا ما جعل العالم كلها تابعا لها ومن هنا يجب أن نبدأ دراستنا
لنفك أنفسنا من التبعية الفكرية أولا والخطيرة

خاصة أننا حاليا نعاني من ضعف كبير فلم
التأفف؟ فهذه نهاية أو مرحلة طبيعية جدا ومنطقية بسبب استعمارنا وبسبب أسافين
الاستعمار التي أكملت مشروعة وكنا نعتقد أننا تحررنا فعلا
..فأين عبقريتنا
إذن؟

***
ندخل هنا فكرة ذات صلة
:التوازن..والموازنة:

هل يعني أن العقلانية تغيب الآن عن فكرنا لذا فعبقرية الخير مندحرة
الآن؟وهل هناك ترابط مابين العبقرية والعقل؟

العقل في القرآن والذي
يفتقد لترجمته الكثير
:

لم يذكر لفظ " العقل " في القرآن الكريم كمصدر، و إنما
ذكر الفعل " يعقل و يعقلون "؛ و جاء ذلك على مستوى تسع و أربعين آية من أصل ثلاثين
سورة قرآنية ، تحمل معاني مشتركة لابد فيها من مراعاة السياق القرآني. و مجمل تلك
المعاني تدور حول العقل بمعنى القوة " المتهيئة " لقبول العلوم كما في قوله تعالى:
( و ما يعقلها إلا العالمون ) ، و هذه القوة هي التي يحصل بها التميز بين الحسن و
القبيح، و كذلك يكون بها العلم بصفات الأشياء من حيث الكمال و النقصان
.[1]

لقد حمل العرب كما كبيرا من رجاحة العقل فهي الهدف
الكبير الذي يسعى الغرب لتدميره في مسارات الخيانة والتوريط والتجنيد كي يبقوا
يعيشون على بقاياهم
..

يقول الدكتور صلاح الدين يونس في بحثه:
الشعرية العربية من الميتوس إلى اللوغس
:

كان للباقلاني قصب السبق في دراسة الجانب العقلي الشعري في لقصيدتي امرئ
القيس الأولى والثانية للبحتري
:

نبدأ بمطلعها:
أهلا بذلكم الخيال المقبل=فعل الذي نهواه
ام لم يفعل

ما كان مهما في دراسة الباقلاني هو ترسيخ النقد التطبيقي لها.وقد كانت
غايته الأولى والأخيرة إظهار الفارق بين القران والشعر إعجازا ومحاكمة
.

وقد أورد من الأمثلة العقلية والحجج والبراهين ما جاء في سورة آل عمران
وفي ياسين من 73 الى 40وكذلك الآبة 185 من سورة الأعراف وهي إن دلت على شيء فهي تدل
على النزعة العقلية التي أسسها القران ويجب أن يتمثلها المريد
.[2]

وعند الفلاسفة العرب ربطوا العقل بالوحي
ومجال عمله وهو غير كاف
.

وقد أورد الباحث مثال ابن خلدون والذي
كان من النماذج العقلية الواضحة العربية
.

وإذن؟
عندما نفهم علاقة العقل بالعبقرية نفهم ونحلل كل الاستثناءات وكل ما
يجري حولنا تماما ولم العبقرية يجب ان تكون خيرة لا شريرة سوف نفهم كل ما مضى وكل
الظواهر والأحداث وان العنف والشر هو نوع من الضعف ترجم لعمل شرير
...

فالعقل هو مصطلح يستعمل، عادة، لوصف الوظائف العليا للدماغ البشري.خاصة
تلك الوظائف التي يكون يكون فيها الإنسان واعيا بشكل شخصي مثل : الشخصية، التفكير،
الجدل، الذاكرة، الذكاء، وحتى الانفعال العاطفي يعدها البعض ضمن وظائف
العقل
.[3]

أما العبقرية فهي حالة إنسانية فريدة متعددة الجوانب
ومن الصعب الادعاء بإمكانية احتواء أبعادها في مجموعة صغيرة من الأوراق .. وعلى هذا
الأساس كان لا بد من الاقتصار على منحى واحد من العبقرية وكشف سرها من خلال أهم
أربعة عناصر في بناءها وهي
:
البيئة – الوراثة - الشعور بالمسؤولية
- الزمن المناسب

أما العبقرية في علم النفس فهي تمازج بين الذكاء ..
والموهبة .. والجرأة في اقتحام مجالات لم يسبق لأحد اقتحامها .. فالعباقرة هم دائما
القادة والرواد في تعريف الناس بحقائق وانجازات لم تطرق من قبل .. وهم من هذه
الناحية يختلفون عن العامة ممن يؤدون الأعمال بشكل روتيتني مكرر منتظرين من يقدم
لهم وسيلة جديدة أفضل
![4]

إذا هي أعلى من مستوى العقل لذا كيف تنحو
للشر؟

من
هنا النقاش يبدأ ولا ينتهي عند هذا الحد ويبقى لدينا سؤالا واحد كان مثار الجدل ي
الموضوع:
هل العبقرية والشر لا يجتمعان فعلا؟وإذا ما هذا الذي حولنا؟ وماذا
يسمى؟

الخميس 6-9-2012


[1] http://adilcom.maktoobblog.com/267750/%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85/


[2] انظر للبحث المذكور أعلاه فهي
مقتطفات
.


[3]http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=2353d956ca953c5b


[4]http://ejabat.google.com/ejabat/thread?tid=2353d956ca953c5b&pli=1