محمد رشيد"نخنوخ" فلسطين

د. فايزأبو شمالة

فيكل بلد عربي "نخنوخ" طالما كان البلطجي "مصطفى حلمي نخنوخ"يحكم مصر، ويحل العقد السياسية التي عجز عن حلها سياسيو حسني مبارك، ويربط بينالصفقات المالية المشبوهة وبين عاهرات شارع الهرم، ويوفر الحماية لبعض الفنانينوالصحافيين ورجال الإعلام، ويوثق الصلة بينهم وبين وزير الداخلية "حبيبالعادلي"، ليقوم "نخنوخ" في المساء بالتفجيرات، والسطو المسلح،والقتل، والتهديد، والابتزاز، والتزوير، وفي الصباح يسافر "نخنوخ" بجوازسفره الدبلوماسي، سفيراً للنوايا الحسنة، دون أن يشفق على مصر التي صارت جارية،يتوسل سياسيوها نصيبهم، بعد أن تم تأجيرها مفروشة لرجال الموساد الإسرائيلي.

الذييتعقب سيرة "نخنوخ" المصري يجدها لا تختلف كثيراً عن سيرة "محمدرشيد" الفلسطيني، فكلاهما بلا مؤهلات علمية، وكلاهما زاوج بين السياسيةوالمال، وكلاهما استمد قوته ونفوذه من أعلى سلطة سياسية حكمت مصر وفلسطين، وكلاهماوظف ذكاءه في بسط نفوذه المالي، وحرص على شراء النفوس والمصفقين، وتنصيب الأزلام،وإذا كان "نخنوخ" مصر قد صار ملكاً على شارع الهرم، فإن "محمدرشيد" فلسطين قد صار ملكاً أيضاً على نادي القمار الدولي في مدينة أريحا،وإذا كان "نخنوخ" مصر يهدد بكشف مستور السياسيين في عهد مبارك، فإن"محمد رشيد" فلسطين قد بدأ في كشف بعض المستور عن شركائه في السلطة،ويهدد بكشف المزيد، وإذا كان "محمد رشيد" فلسطين قد عمل بعلم الموسادالإسرائيلي، وترقى بدعمهم وموافقتهم، فمن المؤكد أن التحقيقات مع"نخنوخ" مصر، ستكشف أن الموساد الإسرائيلي يقف وراءه بشكل مباشر، أو يقفوراء من وقف وراءه.

نخنوخ"مصر ليس إلا نفراً، ولكن التحقيقات المصرية ستكشف عن شبكات "نخنوخ"الممتدة على طول بلاد مصر وعرضها، وكذلك "نخنوخ" فلسطين "محمدرشيد" يبدو أنه فردٌ، ولكن له تفريعاته، وله امتداداته، وله جيش من التابعينوالزملاء الذين يسيرون على نهجه سراً، ويهاجمونه علانية، ولما تبين أن"نخنوخ" المصري قد ترعرع في حضن نظام ديكتاتوري داس على إرادة الجماهير،ومد رقبته السياسية خنوعاً لإسرائيل، فإن "نخنوخ" الفلسطيني قد ترعرع فيحضن السياسية الفلسطينية الخانعة لإسرائيل أيضاً، السياسة التي أفرت عشرات"النخانيخ"، الذين هم على شاكلة "محمد رشيد"، أو أرقى منهدرجة، وهم على أتم الاستعداد للتعاون مع الموساد الإسرائيلي إلى أبعد مدى.

"نخنوخ"مصر كشفته ثورة الشعب المصري، ولولا الثورة لظل "نخنوخ" مصر رجل أعمالمحترم، ورجل سياسية موثوق، ورجل نفوذ لا يمس سلطته بشر، فهل تحتاج فلسطين إلى ثورةتشبه الثورة المصرية، كي تكشف عن مجموعة "نخانيخ" فلسطين؟.

نخنوخ" مصر عابرللقارات، ومن المؤكد أنه موجود في كل بلاد العرب، التي ما زالت بحاجة إلى ثورةشبيه بثورة مصر، لتتكشف شخصية "نخنوخ" العربي، إنه يبدو سياسياً مهذباًمؤدباً مثقفاً، ويوزع على الفقراء الهدايا، ويقدم للمحتاج المنح والعطايا.