الشاعرةالفلسطينية مجدولين سعادة، وحوار عن أشعارها،في الحب والعشق

الكاتبوالباحث احمد محمود القاسم

الشاعرةوالكاتبة مجدولين سعادة: شاعرة متألقة، في العقد الثالث من عمرها، فلسطينيةالأَصل، وأردنية الجنسية، عاشتُ طفولتها بدولة الكويت، والدتها من فلسطينيي لبنان،مقيمة في السعودية، مع أُسرتها المكونة من زوجها، وابنتها، درستْ مادة ألحقوق،تهوى الكتابة، تكتب الخواطر والشعر الحديث، منذ صغرها، وهي بصدد طباعة ديوان شعرهاالجديد قريبا جدا.

سألتها:هل يمكن القول، ان السيدة مجدولين شخصية اجتماعية، ومنفتحة ومتحررة؟؟؟

أجابتوقالت:نعم، أنا منفتحة ومتحررة اجتماعيا، وأدعو وأحبْ ثقافة السلام ...ولستُعنصرية، وأدعو للإنسانية، ولا أحب التعصب الديني، ولا التمَّسك بالمبادئ والأفكارالشرقية المتزمتة والرجعية، كنظرة بعض المجتمعات للمرأة المطلقة مثلا، وفرض الحجاببالقوة عليها وغيرها من الامور ... وأنا شخصية رومانسية، تعشق الحب والجمالوالدلال، قبل كل شيء، فأنا انسانة حضارية، ليستْ السعادة عندي، بما امتلكه علىالارض، من أموال وقصور، بل بما حققته عليها من نجاحات وتقدم...وبالنسبة لي، أناأريد تحقيق رسالة من الكتابة، وبصمة لي في الحياة .

عقبَّتُعلى كلامها بشكل مستفيض، وقلت لها فعلاً، انت شابة، أفكارك مودرن، يعني حديثةوحضارية، وطيبة وبريئة، وليس لديك ما تخفينه، فكل الذي في قلبك على لسانك، وأناقلقٌ عليك، خوفاً من البعض، أن لا يفهمك، بشكل صحيح.

عقبَّتْعلى كلامي، وقالت لي بسرعة، يا سيدي:

(لاتقلق، أنا لســتُ بعيدة، فأنـــا في حــقولــــك، أتجولُ بـيــن ضــحكــاتكَالــزّمــرُّدية، ألــتقطُ ثمــاره، في حقول حبك المــاســية، واتخذتُ منهاأقمـــاراً، تضــيءُ وحــدتي، والتــحفْــتُ منــها وروداً، أعَـبـقُ مـنهاحــنيـناً، ومن نَــداها أرتــوي، من كؤوسٍ ذهبـيــة، ألــمِّعــها بنـــسيــمكلـماتــك، وتزهرُ في روحي، لـذاتي وذاتــك، في حقيــبـة أتــركها عـنـدصَــحـْـوي، أفتــحها، فأضحكُ مع ضــحكاتــك، فذكرى زهراتك ! صباحاً، تُلقي ليالتحية، فنتجَّـــولْ معــا في بســتاننــا الأبـــدي، نرقــــصُ مــع فراشــاتهونمــضي، معاً نــشـدو، ما كتَبْـتُ في حقيـبةُ أحــلامي، فلا تــقلـقْ ..فأنا لستبعيدة).

سألتهافيما اذا أَمكن القول: بأنها شخصية صريحة وجريئة، وعن الأفكار التي تحملها، وتدافععنها وتعمل على نشرها ؟؟

أجابتوقالت: نعم، أنا صريحة وجريئة، ولكن، لا أُحبُ الصراحةَ الى حد التجريح، ولكنني فينفس الوقت، انسانة دبلوماسية، اُراعي مشاعر الآخرين، إنسانة عاطفية ورومانسية كماقلت لك سابقا، وأحبُ أَن اكون مُحايدة نوعا ما، ولا أُصُّرحُ بكل ما عندي منافكار، لدي بعض الغموض، احتفظ به لنفسي، كما أنني، لا أُحبُ التزمُّت الديني، كفرضالحجاب بالقوة على المرأة، وبدون قناعة مثلاً، حيثُ أعْتبرهُ ضمن حرية المرأةالشخصية، اكره الرجل الشرقي المتعَّصبْ، والمتزَّمتْ، والمتحَّجرْ عقلياً، وأنالست محجبة، ولكنني لست ضد الحجاب، أو من يلبسه، أنا إنسانة عصرية كما ذكرت، لستمتزمتة دينيا، رأيي هو، خير الأمور الوسط، وقناعتي أنه: لا إكراه في الدين، والدينالمعاملة، والدين النصيحة، كما يقولون، اريد الانسان، أْنْ يُقْدمْ على الشيءْ،ويُطبقهُ، وهو مُقتنعٌ، ومُحبٌ له، وليس خوفا من العقاب او التهديد.

قلتلها: هذا يعني، أنك لست ضد لبس الحجاب والنقاب للمرأة؟؟؟

أجابتوقالت: هذه أعتبرها كما قلت لك سابقا، ضمن حرية المرأة الشخصية الحرية الاجتماعية،لأنني احترم الحريات الشخصية، بشكل عام، وكل انسان واع، هو مسئول عن افعالهوأقواله...

قلتلها:حقيقة انا شعاري على الشبكة هو: وراء كل عذاب امرأة رجل، وإذا كان وراء كل رجلعظيم امرأة، فوراء كل امرأة متخلفة رجل، فما رأيك بهذه المقولة، وهل تؤيدينني بها أَمْلا؟؟؟

أجابتوقالت: يمكنك القول، أَنَّ وراء الرجل العظيم امرأة، كأمه وأخته مثلا، ولكن وراءالمرأة المتخلفة رجل، يقف على مسارح المجتمع الشرقي، انسان سطحي، غير عميقالتفكير، وقمعي، لا أستطيع أن أجزمْ بهذا، على الجميع طبعاً، فمثلا زوجي ليسقمعياً. لكن اكرهْ، عندما تكون نظرة الناس، مبنية على الأمور السطحية والتافهة.

قلتلها: انا كتبتْ عشرات القصص، عن سيدات متزوجات، ووجدتُ كمْ هن يعانون ويشتكون

منظلم ازواجهن لهن، ومن ظلم الرجل لهن أيضاً، بشكل عام، ولهذا، اتخذتُ هذا الشعارلي، وبدأتُ اقف الى جانبهن، وأدافع عنهن، وأساعدهن فعلاً، في كتاباتي عن المرأة،بشكل عام، وحقيقة، نحن نعيش في مجتمع ذكوري، كل شيء مسموح به للرجل، اما اذاتعلَّقُ الأمر بالمرأة، فكل شيء عنها ممنوع.

عقبَّتْعلى كلامي وقالت: نحن العرب، أشعر أحيانا ولا أشمل الجميع طبعاً، أننا ما زلنا في عصرالجاهلية في بعض الأمور، مثل مبدأْ وأدْ البنات، ولكن في بعض المجتمعات.

سألتها: بصراحة، فيما اذا كانت مستقلة اجتماعيا، وتتخذ قراراتها بنفسها، أمْ قد تواجهصدْ من قبل الزوج بالذات، أَو الأهل لما تحمله من افكار تتعلق بحرية المرأةالشخصية ؟؟؟

أجابتو: قهقهتْ بدايةً (هههههههههههههه) وقالت، انا اناقش زوجي بأمور كثيرة، وهو حقيقة،متفهم لي، بهذا المجال. ولكنني مستقلة بقراراتي، وأجدُ تفَّهماً ملحوظًا من قبلهمعي. في الكثير من الأمور التي تخصُّني، وأحترمهذا الشيء فيه ...وأحمد الله عليه .... خاصة انني لستُ سطحية ولكنني مثقفة وواعية...أَنا أحببتُ قصة للكاتب اللبناني جبران خليل جبران، لأنها تتعلق بقضية زوجة،تركتْ نقود زوجها الغني وماله، وتمَّردتْ عليه، وتحدَّتْ المجتمع، لأن زوجها الغنيكان يراها، ويعاملها كأنها لعبة، يتسلَّى ويلهو بها، وهي لا ترضى بهذا، ولهذا،أحبَّتْ رجلاً فقيراً، وهجرتْ زوجها الغني، لأنه كان يعاملها على قدم وساق منالاحترام المتبادل والحب الحقيقي، كما جاء في القصة المعروفة باسم (وردةالهاني)......... جبران خليل جبران، شخص راقي، وتفكيره عميق وفلسفته واقعية ,,,, فهذههي علاقة الحب الحقيقية، ومبدأ الحب ....لدينا قد يكون مسلوباَ، أو ممنوعاَ، وعيباَأصلاً. أحب ان اقول للمرأة : أيتها المرأة، لا تكوني سيدة الحب، في أحلامك فقط،وجارية على أرض الواقع .

كَتبتْالشاعرة مجدولين سعادة، قصيدة لها بعنوان (الطيبة والشر) تُعبَّرُ فيها عن افكارهاومشاعرها بصدق وصراحة، حيث تقول فيها:

ماليلا أعلم قِصتهم، دُنيا العجائب ألسنتهم، عَجباً لِفكري ولِحالي، حُرتُبالبشر..وفِكْرتهم، كذب يُتوَّجُ سيرتهم، دعوى دُنياهم مَضمونة، بِخمائر زيفمعجونة، من خُبز الغدر فضيلتُهم، حُرتُ بطيبة أُتوَّجها، وتاجٌ يبكي حيرتُهم،فصِدْقي عَرشُ أوهامي، ورمالُ قَصري زينتُهمْ، منْ لي بكاشفْ قصتهم ؟ عجباً لِفكريولِحالي ! إحْترتُ دنيايَ وآمالي، وبحثتُ في كتب أحدَّثها، عن ألف سؤال لِسؤالي ؟أروي حَكايا كذبتهم، أبتسمُ لأحرقَ رواياتي، في صَدْر عانى فَجَعتُهم، ونفسيتُواسي مُواساتي، لا أعلمُ خلايا فَصيلتهمْ، وما عَلِمَ الطيب قُدرتهم، بل سِحرٌبحلو دمعتهم.

قلتلها وسألتها: ماذا يزعجك بشكل عام في المجتمعات العربية ؟؟؟؟

أجابتْوقالت: سأعطيك مثالا، لما قد يزعجني ويغضبني ويزعلني، أعرف امرأة، متصالحة معنفسها، في موضوع الولادة والأولاد، لأنها لا تُنجبْ، وزوجها راضياً بذلك، أصبحتْمنعزلة عن المجتمع، بسبب كلام الناس لها وعليها، وأسئلتهم الساذجة، (ليش ما عندكاولاد بعد ؟؟؟ ليشْ ما حملت بعد، وما خلَّفت لحد الآن؟؟؟) السؤال يكون حاضراً اولا.....قبل كيف حالك ؟ نحن أحيانا، لا نُؤمن بالحب، مجتمع سطحي، ويَحسد المجتمعالزوجة أحياناً، على صبر زوجها عليها، لعدم الانجاب، وكأنهم يريدونه أن يتزوجعليها بسرعة، أو أن يطلقها.

سألتهاسؤالاً وقلت لها: بصراحة اخت مجدولين، وبدون احراج، هل انت سعيدة مع زوجك، ويتقبلافكارك التي تحملينها؟ ام أنه يتحكَّم بك، حسب مزاجه وَيَسْتعْبدك ؟؟؟

أجابتوقالت: الحياة الزوجية مبنية أصلاً، على مبدأ المشاطرة ،لا المشارطة، واحترم زوجي،كونه يتقبل افكاري والحمد لله ....وأحيانا نتناقش كثيراً، ولا اشعر انني مستعبدةابدا.

قرأتقصيدة لي لها من بعض ما كتبته من قصائدتقول فيها:

(يــدُك،من ألـماس، بريقاً تُهْــتُ فيه، أَأُحـدّثُ الناس، كيف أستقيمُ في متاهــاتلَياليه !

عَفوتُعن الحب، ولا زالتْ أناملكَ تُناديه، طلبْـتَ القُربَ، ولِطيور الأشواقِ أَجنحةفيه، أَأُحدثك ...يا منْ أُحِبُّك، عن شوق أعدمُ الكلمات، أغدو أُلمْلِمُ الجسدَعند رُأياك، مُبعثراً كنجوم في فضاءاتُك، حَملتُ انْبِلاجَ شُهُبِكَ في صدري،وتَحرقُ أشواقاً في دمي تَسْري، نَسْمُك حولي ..وفي كل خَطْوٍ أراك، أين الكلمات ؟لِمَ عند رُؤْياك ؟...تَغيبُ الحروف عن الوَجْنات، والشفاهُ صارتْ صَدفا،ً لايُطْبِق، في بحرٍ حائِرِ الموجات، يَميلُ بي عَصْفُ صَوتك، فيمينا أَغرقَ...ويساراً كطير يُحَدِّق، يطلب شُروقاً من وهجك، لِيُرفرفُ حُراً في سمائك،ويُحَلِّق، وأمام الصقر تَصْغُر، الرَفْرَفات، فصار الطيرُ لا يَنطِق، وصار منلفظي الأحرف يَسْرق، فَحُّبكَ أكبر من أن يَحملهُ صدري، ففي حُضورك تضيعُ الكلمات،أيتها النجوم الفَوقية، نثرتُ فَوْقك هاماتٍ عُشقية، وسَطَـرتُكِ في كتبِ السُهاد،وجعلتُ منك ليلةً سَرْمدية، شَقَقْتُ طريقاً اليكِ، فوصلتيني، وصال الرَماد،وراحتْ شُهُبكْ تخترق الليالي، وأصواتها صَخْبٌ عِناد، فحربُ حُبكَِ لاحتْ، وكلماتالضباب ناحتْ، وعلى نِداكِ أمطرتْ، فقد قَلبْتِ ما اخْضـرَّ لـِرماد، ظَلماءُالعشقِ انبسطتْ على شمس كانت عَلياء، لكن نور النسيان حَلْ، وراح يُمْكركَ، وصنعتهعشق السناء، فكنتُ أرمي نَجمهُ بعيداً، لكنه بكرمٍ يهديني الضياء، يا نسياني، كمأعْشقكَ

!فكيفَالذكرى تَمْقُتكَ قلَّــدْتُــكَ من سَطْو النجوم، قلادةً، تُهبني وسادةً سِحرية،تفوق تلك النجوم الفوقي.

سألتهاوقلت لها: ما هي توصياتك للمرأة العربية بشكل عام، كونك سيدة صريحة وجريئة ؟؟؟

أجابتوقالت: أقول لها:لا تتهاوني، أيتها المرآة، بأي ضعف في حياتك ....لا تكوني كجدوليُرْمى بالحجارة ...بل كوني ذلك ألجدول، الذي يجرفُها ......قوُّتك أيتها المرآة،في كبريائك ...وحُبك ...وعزتك بنفسك، وإنتاجيتك، مهما تَنوَّعتْ. وأنت أيها الرجل،كنْ تلك الأمطارُ التي تُعانقُ أسطحَ مياه ألجداول، بخرير رائع ...فما الجداول دونامتداد عطائك ...فالحنان، رمزُ ألجداول، ولكنه يحتاج العطاء منك.

فأنتايها الرجلنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأُحــبــكْ، لــو مَــرَّتْ بي الأيــام، أَحبُّــه ُ قلــبــي، مــادام لــكْ، على مِّـر الــدقائــق، أذكِّركَ، هَبْنـــــي كلمةً .. أَهديك شعراً،هَبْنــــــي لَفْـتـة، أَهـديــك روحـــاً، يا لِعَجبي ! كـيـفَ مُقلتيك تـَنـام؟؟ فـَـروحي تُـحيـطـك لـيـلاً، تُـغنـي الأشـواقَ لـكْ، وتـَـدقُ الطـبـولوالأنـغـام على مسـمـعـك، يكفيك .....إنهضْ الآنْ.. وألَّا صَنْعتُ كأس شِعر،أسكـبـهُ على وجنتيك، فانهضْ ....فحــــــولــــكَ روحـــــان)

قلتلها : ما هي بعض اقوالك المأثورة ؟؟؟

أجابتوقالت: لا شيءَ يجعلك تـشعر بالفـرح الكـبير، إلا بِأَلَـم عمـيق. لا شَيءَ يجعلكتشـعر بصديـق حَمـيمْ، إلا بوحـدة عظـيمة. لا شيءَ يجعلك تشـعر بلقـاء جميل، إلا بوداعأليم. تلك هي الحياة... قد تُقَّدمْ لنا في تناقضاتها السعادة ...

قلتلها وما هي قصيدتك التي ستُنهي حوارنا هذا بها: قالت قصيدة بعنوان:أيُّـها الظلام!

سئِمتُالشمس ..وسعد ظلي فيك، إِنْ اقترب لَيلكَ روحي تُحييك، فَروحُ صَمتكَ لي، نِعْمَالصديق، لأني صَمْتُ البرد في نهار الأنام، وفي الليل، كلماتُ الدفْءِ في الظلام،ولا ألمٌ ولا أســىً مثْـنـياً فيك، غَرِقتْ سواعدي نهاراً، ومدَدْتَّ كفَّكَتُنقِذُ الغريقْ، ونام ظلي في أحضانك، أماناً، ولم يعدْ مَداساً تحت أضواء تَضيقْ،بل تَوَّحدَ في ظلام السلام، ورُحتُ أُبْحِرُ في حُضْنِ الكلام، أيها الظلام،ظلامك في نهارك، وظلامي فيك، ظاهرٌ عريق.

انتهى
موضوع: الشاعرة الفلسطينية، مجدولين سعادة، وحوار عن أشعارها، في الحب والعشق