نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


يخجل من جهله بأسماء الوجبات ومعانيها فيدعي حبَّ البطاطا
المصدر نبيل محمد
22 / 02 / 2007
فيليه، سكالوب، غوردونبلوه، نيكيت، همبرغر، تشيز برغر، طلياني سبنيولي، لازانيا، ماريا، سوبريم، كروك، ستيك، بيف استراغنوف، فيلادلفيا، مرغريتا، كاليزوني ناهيك عن السلطات واختلاف جنسياتها، والشوربات التي يطلبها بعض الزبائن مع ابتسامة صفراوية معبراً أهميتها في حياته، علماً أنه وسواه لا يعرف المكونات الأساسية لهذه الشوربة.....لا يمكن تعداد الوجبات التي تختلف أسماؤها وفق البلدان التي تنتمي إليها أو وفق ما اعتاد الناس أن يطلقوا عليها، مع العلم أن بعض هذه الأكلات جاء اسمه ارتجالاً من صانعيها وهلمَّ جرّاً.

عموماً

بات من الطبيعي أن لا تعرف جزءاً كبيراً من محتويات أجندة المطعم خاصة إذا كان مطعم وجبات سريعة "سناك" وأصبحت هذه الوجبات المكون الغذائي الأساسي للكثير من الناس خاصة الذين تمنعهم أشغالهم عن تناول الطعام في المنزل.

من الطبيعي والواقعي والمنطقي أيضا أن تأخذ هذه الوجبات مكاناً كبيراً في حياتنا حتى على الصعيد المحلي نتيجة الحاجة إلى ما يؤكل سريعاً أو يبعدنا عن طاولات الولائم، ولكن من المستغرب أن هذه الوجبات كلها كانت وليدة ثقافة غربية، وخاصة من خلال أسمائها التي يصعب على الكثير حفظها خاصة من قبل آبائنا أو أجدادنا.

هنالك من يقول: إنه من الطبيعي أن تكون هذه الوجبات غربية لأن السرعة وليدة الغرب والآلة وليدة الغرب لذا فكل مقتضياتها وليدة الغرب، وليس هنالك خلاف حول ذلك، ولكن المشكلة أن هذه الوجبات تعتمد على مكونات محلية من أسواق بسيطة ولا تعتمد على شرائح إلكترونية ومحركات ضخمة لذا فإنتاجها محلي، ولكن لماذا دائماً يأخذ هذا الإنتاج الطابع الغربي الغريب في اسمه؟، ليس حفاظاً على الثقافة المحلية بل من أجل سهولة الفهم وعدم تعرض الناس لمواقف لا يعرفون فيها ماذا يأكلون؟.

مشكلات عصيبة

- جبران: "عندما أدخل إلى المطعم ينتابني ذالك الشعور الغبي بأنني لست لائقاً لتحمل أعباء العصرنة والعولمة، فلم أعد أشهد أي كلمة عربية لأية وجبة ويزداد حرجي أكثر حينما يأتيني ذلك النادل مقدماً لي وسيلة للمساعدة "قائمة الأطعمة"، وهي وسيلة للتضليل، إذ عدا عن كوني لا أتقن الإنكليزية ولا معانيها لا أتقن أيضاً تهجية الألفاظ الغريبة والتي أعتقد أنها تحتاج الاحتكاك بطبقات من الناس لتعلمها، وكل ما أريده من الدخول هو التهام صندويشة (أم "25" ليرة) إلا أنني لا أستطيع نكران عيوني الحاسدة تجاه رواد هذا المطعم أمثالي الذين يتقنون كل فنون هذه الأطعمة وألفاظها وحيثياتها وأقترح إدخال أنواع هذه الأطعمة في المناهج الدرسية، لأنها أعتقد سوف تطغى على كل لغتنا مستقبلاً كي نستطيع المراكبة.

- فاطمة: "لي طريقة خاصة في التعامل مع هذه الظاهرة الاقتصادية والاجتماعية، فأنا أتحايل على صاحب المطعم بأن أنتقي واحدة تبدأ بحرف اللام، وأعتمد بعدها على التوفيق من الله ولكن أسجلها في مذكراتي لكي لا أنساها لأنني عندما أحضر صديقي إلى هذا المطعم سوف أتحدث له عن تلك الوجبة الرائعة والمميزة كوني لا أعرف سواها أساساً".

- يوسف: "لا ينتابني إحساس الأمية إلا عندما أدخل إلى محل الوجبات السريعة ولتفادي هذا الإحراج أطلب صندويشة بطاطا مع الكتشب فهي الوحيدة التي تنتمي إلى قاموسي".

حوار ع الماشي

- كيف الصحة عمو

- أهلين عمو

- شو بتعرف عن الغوردون بلو

- والله بيشبه اسم الدوا اللي باخدو

- شكراً عمو

-إنت شوبدك

- مش بس كنت حابب أعرف

قفشة

شاهدنا شاباً وفتاة يجلسان ويتناولان الاسكالوب فتوجهنا بسؤآلنا:

- ماذا تأكل؟

-سكالوب

-وما هو الاسكلوب؟

-شيش مصنوع بطريقة خاصة

- محشي مثلاً

- والله بدك تسأل الشيف

- طيّب

الحمد الله

من الطبيعي ألا يعرف هذا الشخص المكونات بشكل كامل فأنت لو قلت لحمة وجبنة وسلطة أسهل في الفهم من تشيز برغر، ولو وضعت اختصاراً عربياً لها أيضاً قد يكون أسهل.

طبيعي

رامي: "في الحقيقة أنا ألبي نداء معدتي بشكل جيد، وارتياد المطاعم بات طقساً يومياً بالنسبة إلي وبالتالي فإنه من الطبيعي أن أعرف كل المأكولات والوجبات التي تقدمها تلك المطاعم التي أرتادها، لكن المشكلة التي وقعت بها من حيث لا أدري هي تحولي إلى مستشار وجبات سريعة بالنسبة لكل زملائي وحتى أسرتي فـأصبحت الاتصالات تأتيني لاستشارتي بوجبة ظهرت حديثاً لأوصفها لهم وهذا ما أحرجني، أما عن غرابة أسماء هذه الوجبات فأنا أجده طبيعي جداً، فأنت قد لا تكون معتاداً عليها أو أنك لست من سكان المدن لذا من الطبيعي أن تجهلها كما أجهل أنا الكثير من المأكولات الريفية، ولا داعي لأن نغير أسماءها، لأني لأظن أن نسبة كبيرة من الناس تعاني من هذه الأسماء.

حدث في باب توما

مطعم فاخر يأخد طابعاً غربياً في جلسته وموسيقاه ووجباته، عندما دخله مرشد ومصطفى وزميله الثالث الذي يعمل في سلك الصحافة انتابهم الخوف- بداية- من الوجبات التي يقدمها هذا المطعم، لأنها قد تتجاوز المبالغ الموجودة في جيوبهم، ولكن عندما عرض النادل "الماكر" عليهم أسماء الوجبات حاولوا معرفة بعض الوجبات من خلال ألفاظ عربية تحتويها أو أجنبية يعرف الفريق معناها.

وعندما استدلّوا إلى وجبة تحتوي كلمة جبنة انتعش الرفاق وطلبوا هذه الوجبة متأكدين بأن صحن جبنة أرخص من غير بكثير خصوصاً أنهم فضلوه على اللحمة التي قد تكون مرتفعة السعر بفضل الطريقة التي تعد بها.

وبعد مرور ربع ساعة ترنح صحن الجبنة في الهواء وحط على طاولتهم بحلَّتِه المختلفة عن الجبنة وشكله الغريب الذي جعلهم يظنون في البداية أنه صحن زينة، وبعد تذوق بسيط امتنع الشباب عن أكله وفضلوا أكل الشيبس والموالح دون أن يبرروا هذا التصرف بأن الجبنة سيئة.

الطامة الكبرى عندما ترنحت الفاتورة ذاكرةً بأن تكلفة صحن الجبنة وحيداً تبلغ "850" ليرة لا غير وعندها امتنع الرفاق عن تكرار التجربة وأدركوا أن غرابة الوجبة ليست في مصلحة صحتهم الجسدية والمادية.