هل مزقت مصر الكوفيةالفلسطينية؟!
د. فايز أبو شمالة
مزقبعض المتظاهرين المصريين الغاضبين على مقتل الجنود المصريين في رفح، مزقوا الكوفيةالفلسطينية، وهتفوا ضد فلسطين، وحملوا الشعب الفلسطيني المسئولية الكاملة عن مقتلالجنود المصريين، بل تجاوزت بعض وسائل الإعلام حد الموضوعية في التغطية والنشر،وعمدت إلى التشهير الرخيص بسكان قطاع غزة، والإيحاء بأن المصريين يكرهون كل ما لهصلة بفلسطين، وراح البعض يتحدث عن البدء في طرد الفلسطينيين من العريش، والاعتداءعليهم بالضرب، وكل ذلك لغرض في نفس يعقوب.
إن كلبعيد عن الساحة المصرية، وكل من لا يعرف وجدان الشعب المصري، وكل من لم يدرك أصالةانتماء المصريين لعروبتهم وإسلامهم، يكاد أن يصدق ما تردده وسائل الإعلام الموجهة،ويقع فريسة لوسائل الإعلام الإسرائيلية المعادية التي راحت تضخم من غضب المصريين علىالفلسطينيين، وفي الوقت نفسه راحت تقلل من شأن وعي المصريين، واستهانت بقدرتهم علىمعرفة الحقيقة، حتى أنها استخفت من تجمع الشباب المصري الغاضب أمام السفارةالإسرائيلية، واعتبرته غير جدير الانتباه!.
وسطهذا الجحيم الإعلامي، تنبهت صحيفة اليوم السابع المصرية للتيارات الهوائية اللافحةفي وسائل الإعلام، وأرادت أن تحسم تضارب المعلومات، وتحدد حقيقة موقف الشعب المصريمن الحادث الإجرامي في رفح، فطرحت على قرائها السؤال التالي:
هلتعتقد ضلوع إسرائيل في الحادث الإجرامي على حدود رفح؟
لقدأجاب 67% من قراء اليوم السابع على السؤال السابق بكلمة نعم. نعم ونحمل إسرائيل المسئوليةبشكل مباشر أو غير مباشر.
ولقدأجاب 33% من القراء على السؤال السابق بكلمة لا. لا نعتقد ضلوع إسرائيل، وعليهنحمل غير إسرائيل المسئولية، ودون تحديد.
إن استطلاعالرأي الذي أجرته صحيفة اليوم السابع ليعكس حقيقة الوجدان المصري، ولاسيما أن صحيفةاليوم السابع تعرف نفسها بأنها تعتمد المصداقية، وعمق التحليل، وشفافية المعلومات،وترى نفسها جسراً إلى قارئ بلا انتماءات سياسية أو حزبية أو انحياز عقائدي أومذهبي أو طائفي. بمعنى آخر؛ قراء الصحيفة يمثلون مختلف أطياف الشعب المصري.
ومعالأخذ بعين الاعتبار حجم الإعلام المعادي للثورة المصرية، والمشوه للقضيةالفلسطينية، فإن نسبة 67% من الشعب المصري يلقي بثقل الدم البريء على كاهلإسرائيل.
67%من الشعب المصري يرى دم أولاده يسيل من أنياب الذئب الإسرائيلي فقط، 67% منالمصريين تقريباً، يمثلون الصوت الانتخابي الذي قال نعم في انتخابات مجلس الشعب التيجرت مطلع العام 2012، وفي تقديري أن 67% هي النسبة الحقيقية التي كان يجب أن يحصلعليها الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي.
أماأولئك الذين مزقوا الكوفية الفلسطينية، فإنهم جيش الدعي "توفيق عكاشة"،إنهم رجال الفلول، دعاة الانفلات الأمني في مصر، إنهم الواهمون بالعودة إلى أيامالفساد، وقهر العباد، والتجسس لصالح "الموساد"، أولئك المتشككون بأن أرضفلسطين هي بوابة مصر الشرقية للحرية، والكرامة، وارتقاء سلم الحضارة الإنسانية،وقيادة الأمة العربية.