يوم الفرقان
***
شعر
صبري الصبري
***
يــــــا شـــعـــر هـــيـــا نـــذكـــر الـفـرقــانــا
هــــيـــــا نـــســـطّــــر لـــلـــكــــرام بـــيـــانــــا

ونــواصــل الــمـــدح الـشــغــوف بـثــلــة
بــــدريـــــة فـــــــــي حـــبـــهـــا نــتــفـــانـــى

ونــذكـــر الأجــيـــال بـالـنـصــر الــــــذي
بــالــصـــوم كــــــــان لــعـــزنـــا عــنـــوانـــا

وأعـــــــاد تــرتــيـــب الأمـــــــور بــعــالـــم
عــانـــى الــضـــلال وكــابـــد الـطـغـيـانـا

فـالـكـفـر أضــحــى بالـقـلـيـب مـجــنــدلا
يــلـــقـــى بــــــــإذلال الــــبــــلاء هــــوانــــا

والـمـسـلـمــون بـــرغـــم قِـلَّـتــهــم لـــهـــم
فــــي بـــــدر جــيـــشٌ يــهـــزم الـكـفـرانــا

ويـحـيـلــه لـلـخــســر يــلــقــى صـــاغـــرا
قهـرا .. هلاكـا .. حـسـرة .. خـذلانـا

فـــي بـــدء مـعـركـة الـفـخـار (مـحـمــدٌ)
طــــــــه الــحــبــيــب تــفـــقَّـــد الأركــــانــــا

واسـتـشــرف الأنــحــاء يــأخـــذ أهــبـــة
ويــــمـــــد كــــفـــــا يــــســـــأل الــرحــمــنـــا

بـعـريـشــه يــرجـــو الإلـــــه الـمـرتــجــى
يــعــطــيــه عــــونــــا ســابـــغـــا ريــــانـــــا

والــمـــاء يـهــطــل بـالــســلام مــؤانــســا
أهــــــــل الــيــقــيــن مُـــرَطَّـــبـــا هـــتـــانـــا

يــهــديــهــم نــــومـــــا بـــلـــيـــل هـــانـــئـــا
يـهـب القـلـوب مــع الـتـقـى اطمئـنـانـا

ويـثــبــت الأقــــــدام فــــــي رمــــــل بــــــه
غــــــاص الـــعـــدو مــرافــقـــا خــســرانـــا

والله أنــــــــــزل لــلــحــبــيــب مـــلائـــكــــا
(جـبـريـل) فـيـهـا يـصـحــب الـفـرسـانـا

ويـقـود جيـشـهـم الأبـــي مـــن الـسـمـا
قـــد جــــاء يـنـصــر بـالـهــدى الـقـرآنــا

والمصطـفـى المـحـمـود قـائــد عـسـكـر
لــلــنــور شـــــــرَّف بـالــجــهــاد مــكــانـــا

فـــي (بـــدر) أضـحــى معـلـمـا متـمـيـزا
لــلـــحـــق بــــــــز الــكـــفـــر والـبــهــتــانــا

وســـل الأســـارى يـــوم (بـــدر) قُـيِّــدوا
يـــرنــــون قــهــرهـــم الألـــيــــم عــيـــانـــا

وســل القـلـيـب بـقـاعـه أهـــلُ الـهــوى
والــكــفــر لاقــــــوا بـــالــــردى الـنــيــرانــا

ونـــــداء ســيــدنــا الـحـبــيــب عـلـيــهــم
أَصْــغَـــوا لــــــه فــــــي مــوتــهــم آذانــــــا

وجــدوا الخـسـارة فــي الحـيـاة وبــرزخ
وبــســعـــر نـــــــار واجـــهــــوا الأفـــرانــــا

والـمــســلــمــون بــغــبــطـــة وســــعـــــادة
فـــي (بـــدر) كــانــت بـالـضـيـا فـرقـانــا

شــهــداؤهــم بـالـخــلــد رغـــــــدا طــيــبـــا
يـغـشــون فــيــه مــــع الـنـعـيــم جِـنَــانَــا

شــهـــداء (بــــــدر) أكــــــارمٌ وأفـــاضـــلٌ
بــهــروا الــدهـــور وزيَّــنـــوا الأزمــانـــا

ومـضــابــط الـتــاريــخ أرَّخـــــت الــعـــلا
لــــهــــم جــمــيــعـــا يـــثـــقـــل الــمــيــزانـــا

ســتــظــل سـيـرتــهــم مـــنـــار حـيــاتــنــا
تــهــدي الـقـلــوب وتــرشــد الـوجــدانــا

وتضيء درب المؤمنين على المدى
وتـنــيــر بـالــحــب الــصـــدوق جَــنَــانَــا

فبـهـا اسـتـنـار المسـلـمـون وواصـلــوا
فــتـــحـــا مــبــيــنــا حــــطـــــم الأوثــــانـــــا

وبــــكــــل أيــــــــام الــــزمـــــان تـــألـــقـــت
(بــــــدر) وكـــانـــت لـــلــــورى بــرهــانـــا

ستـظـل (بــدر) هـــي الـطـريـق لـعـزنـا
هـــيــــا نـــجــــدد بــالـــهـــدى الإيــمـــانـــا

ونـــكـــون حـــقـــا صــادقــيــن قـلــوبــنــا
بـالـحـسـن تــلــزم بـالـتـقــى الإحـســانــا

ربـــــاه يـــــا ذا الـــجـــود وفــقــنــا لـــمـــا
فــيــه الــصــلاح وهــــب لــنــا الـغـفـرانـا

واقـبــل صــيــام الصـائـمـيـن جمـيـعـهـم
واجـعــل لـنــا طـــول الـمــدى رمـضـانـا

صــلــى الإلـــــه عــلـــى الـنــبــي وآلـــــهِ
مـــا الــبــدر هــــل بــنــوره يـغـشـانـا !!