إنه درس اللغة العربية الثقيل . مزعجةٌ لحظاته كاللحظات التي أقضيها أمام المخبز بأنتظار دوري ، تتداخل في ذهني الحروف والكلمات ما الموصولة والنافية . ألم يجدو غيرها ؟ والـ لا وأنواعها ما الذي يجبرني للإنصات لمدرس اللغة العربية الطويل النحيف وهو يلبس نظاراته السوداء التي تحرمني أن أعرف لون عينيه أو في أية زاويةٍ ينظر . كنت أكره صوته وأكره مجاملاته الفارغة وأسئلته المزعجة في آخر الحصة والتي لاتفرق بين الشخصي وغير الشخصي . اسئلةً تبدأ من أولنا وتنتهي بآخرنا ، كل يوم كل حصة ياااااه ليت لي جناح لأحلق بعيدأً عن هذه الحصة المملة .وتتوتر اعصابي وتنتابني موجة مغصٍ هاهو يسال عماد عن رأيه . رأيه بماذا ؟ لم أكن معهم ويلي أنا التالي . تعودت أن أسأل بعد عماد الأسمر البدين الذي يقف كالخشبة لا كلمة ولا إشارة لا تبصر سوى غمزات عينيه المتتالية أجب يا عماد تكلم ولو لمرةٍ واحدة ،ولكنه ظل متخشباً . ويلتفت لي وبلحظةٍ يلعب فيها الحظ لعبته الموفقة ليسألني ما رأيك بأمِّك ؟ رأيي بأمّي ؟ انشرحت نفسي وزالت عني غيوم الضجر هذا ماانتظرته هيّا رتب كلماتك واختر أشدها وقعاً إنها فرصتك لتطلق لسانك فيما يجول في خاطرك ، فوقفت منتصباً والبهجة تتأرجح في صدري أنا أحترمك يا أستاذي كم كنت ظالماً لك . وبدأت كلماتي بتمتمةٍ سرعان مازالت واسترسلت أمّي مااحتضنتي صغيراً ومااهتمت بي صبياً . ثمّ أقبلت تأمرني يافعاً إفعل هذا واجتنب ذاك وواجبٌ عليك كذا ومستحبٌ لك ذاك إيّاك وسماع هذا لا تأكل هذا لاتشرب هذا وأخذت أتكلم وأتكلم ونسيت نفسي وشغلت المدرس أن يسأل تلاميذه وبعد أن بدأت شهيتي تتناقص وفرغ سري من مكنونه ، إلتفت له وقلت سؤالي لك يا أستاذي كيف لي أبرء من أمّي ؟؟؟؟؟