نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كثر اللغط حول توم وجيري والتعلقيات المتاخرة وكأننا أنجزنا جديدا بينما فاتنا أن الجيل الذي تربى من خلالها شرب اللعبة السياسية الخانعة بامتياز.
ربما استيقظ متأخرا بعدما تضخم الغول...
فمحور العمل الكرتوني المذكور , يختزل ذكاء المؤلف وبراعة الرسم والإخراج و حتى المنطق الذي تسلل للعقول بمكر ,يحرك بها عواطفنا لنقتنع بوجهة نزره هو لا نحن ....
ناهيكم عن الشركة التي صنعته وهي يهودية الهوية كذلك ,لكن النقد الذي قدم قديما عن هذا العمل,لم يرق للمستوى المقنع الذي لو تابعنا الأعمال التي تليها نر حجم المصيبة الفكرية التي شربناها بعد ذلك.
فكيف كان تأثيرها؟
لو قلنا أننا بتنا أكثر وعيا فهل نحن أكبر مفعولا؟المركب تمضي ودوما الوقت هو المراهن عليه وهو الذي تساوم عليه الدول والشعوب منطقيا..

كما نعلم :
توم: شخصية انفعالية, مترددة ترى المشروع الذي تحارب به الفار المتسلل للمنزل أنه على وشك الفشل لكنه يكمل!! وبكل ثقة, توم الذي يحمل أكبر قدر من الجبن والكسل, والذي لاينتبه إلا متأخرا , ولا يعي مستوى الخطب إلا بعد ان يصل الى إلى الذقون.
وتلك السذاجة التي تمتزج بطبعه وسلوكه , فهو لايعرف متى يتحرك ومتى يتوقف.
قد تظهر لنا بعض حلقات بلا جيري لكن محورها هو المادية و المصلحة , و التي قد تجمع صدفة توم وجيري بمواجهة الضيف الجديد, هو هنا عمل سياسي بامتياز,فدقق يارعاك الله..فنحن في خضم لعبة سياسية تعبث بعقولنا وتتسل للعقل الباطن بقوة وإصرار.
جيري الحيوان الحقير الصغير غير المفيد عموما ,والمنتصر دوما بفكره الذكي المتأني ومنطقه المقنع .
والأدهى هنا السؤال: كيف أقنعونا بمحبته؟ وهو المتطفل والضيف الطارئ الدخيل؟ وتوم الساكن بموافقة أسياد المنزل؟والذي يعد ركنا من أركان المكان؟.
صرنا نسلم بأن توم فاشل دوما وجيري منتصر دوما , صرنا نعرف النتيجة مسبقا كيف حدث ذلك؟طريقة تفكير توم الغير مجدية وجيري العملية الخاطفة سريعة الحركة,هي تقنعنا بأن حيوان صغير يمكنه صنع المعجزات إن فكر ودرس موقعه وطريقة جيدا,
وبصرف النظر عن طيبة توم وحقد جيري إلا أن عواطف الجميع مع جيري كيف ذلك؟ أليس هذا سؤالا مهما؟
وهذا يفسر لنا تعاطفنا مع العمل الدرامي الغربي الذي يجعلنا نسوغ للمجرم الذي يثأر لمن قتل زوجته اباه الخ..برد الفعل المجرم ذاته! اليست هذه عادة ثأر عربية الأصل؟. فكيف هي حلال لهم حرام علينا؟وكيف تقبلناها وملنا عاطفيا نحو هذا البطل ونحن الذين نعرف الحق من الباطل وكل أبطال افلامهم مجرمين؟!
من هنا تتسلل الآلة الغربية لعقولنا بدهاء ومكر لتتحرك مياه فكرنا الراكدة , وتحول ماكان صائبا لمنطق معوج .
كيف يمكننا تطبيق هذا الأمر على الأمور والقضايا من حولنا؟
ريمه الخاني 22-7-2012