فتح عينيه أكثر فأكثر , وصب نظراته على القاضي , فوجده شخصا رفيقا يكلم تلك البنت الماثلة أمامه برفق وأناة . لم يصدق .. وقال بينه وبين نفسه:

  • هؤلاء الأشخاص خداعون , يطلون حديثهم بالعسل , حتى يتمكنوا من الوصول إلى ما يبتغون ,حتى إذا ما ظفروا نكلوا بمن يستجوبونه.. ليس هناك من سوى الحبس . ليس في هذه الدنيا غير الأشخاص الملاعين الخداعين , أبو لبادة وصاحب المحل , وربما هذا القاضي .

وأشاح بوجهه وقلب شفته لا يعينه من كل ما يجري شيء وعلى كل حال فلن يظفر هذا القاضي منه بكلمة واحدة . ما حصل عند قاضي التحقيق سيحصل هنا, لماذا يغير موقفه؟
انتهى القاضي من استجوابه للبنت , فنادى رجل الضابطة الذي دخل وأخذ له التحية , هذا الرجل هو غير رجل الضابطة الذي أحضره هو , وقاد الرجل البنت خارج القاعة إلى أين؟ أغلب الظن إلى دار الأحداث . هذا ما أخبره به لداته في نظارة التوقيف :

  • ماذا في معهد الأحداث ؟ أكل وشرب ونوم وتعلم مهنة . أشار له القاضي بالاقتراب , فلم يتحرك وظل ينظر ألى القاضي , وعندما أشار إليه مرة ثانية قام متثاقلا وجلس حيث أشار , وسمعه يسأله:
  • - اسمك. اسم أمك.. اسم أبيك.. محل إقامتك؟
  • - اسمي صقر ولا أعلم اسم أمي ولا اسم أبي لا أقسم في مكان.
  • ص 73