رئيس جمعية مكافحة السل والأمراض التنفسية: لا نجد جهة تكافح الثلوث بشكل جدي
المصدر آنا البني


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
19 / 02 / 2007
تأسست عام 1953 وتم تعديل اسمها عام 1988 ليصبح "الجمعية السورية لمكافحة السل والأمراض التنفسية" استطاعت أن تساهم إلى حدٍّ كبير في تطوير الخدمات الصحية في سورية، وفي تراجع مرض السل بشكل ملحوظ من خلال قيامها بنشر الوعي الصحي بين المواطنين ومكافحة مرض السل، وإنشاء المستشفيات والمراكز الصحية اللازمة، والتي كان أولها مستشفى حرستا الذي وضع تحت تصرف وزارة الدفاع بعد حرب 1967 ، ومستشفى الكندي في حلب الذي وضع تحت تصرف كلية الطب في حلب، ويساهم الآن في تهيئة الجيل الجديد من الأطباء.....

حول هذه الجمعية ونشاطاتها والخدمات التي تقدمها، التقت "بلدنا" الدكتور "عبد الغني عرفة" رئيس مجلس إدارة الجمعية، الذي حدثنا في البداية عن مرض السل قائلاً: "السل هو مرض قديم جداً وجد آثاره في قبور الفراعنة، وانتقل من تلك الأيام إلى أيامنا هذه، وينتشر الآن بين الفقراء، وفي الأماكن المكتظة لأن سببه سوء التغذية التي تؤدي إلى تخفيض مناعة الإنسان".

وأضاف: "بقي السلُّ من الأمراض المجهولة السبب حتى قبل 150 سنة تقريباً حيث اكتشف العامل الجرثومي المسبب له، والذي أطلق عليه اسم "عصية كوخ" نسبة للعالم كوخ الذي اكتشفه، ثم توالت الاكتشافات حيث اكتشفوا اللقاح الذي يقي من المرض، والذي جعل إمكانية مكافحة المرض متاحة، فبدأ العالم كله يعمل على استئصال السل".

ويتابع: "دول أوروبا سبقت العالم كلَّه في القضاء على السل فهي خالية 100% من هذا المرض".

ويضيف: "أملي كبير أن نصل نحن أيضاً في سورية للقضاء على المرض، فكل الظروف اللازمة للقضاء على السل متوفرة لدينا وهي:

- العامل الجوي: فعصي (كوخ) من العصيات التي تتلف عند تعرضها للشمس خلال 15 دقيقة وبلدنا بلد مشمس.

- العامل الغذائي: متوفر أيضاً فليس في بلدنا ذلك الجوع القاتل.

- التوعية الصحية: متوفرة بين الناس، أما بالنسبة لموضوع الاكتظاظ السكاني قلَّ أيضاً، فالناس أصبحوا الآن يعيشون ضمن شروط صحية جيدة إلى حد ما".

ويبين قائلاً: "إذا دخلنا في برنامج استئصال السل، ونجحنا بذلك سنكون أول دولة في الشرق الأوسط تقضي على هذا المرض".

وحول دور اللقاح في الوقاية من المرض يوضح الدكتور عرفة قائلاً:

"لقاح السل من بين اللقاحات التي يأخذها الطفل عند ولادته لكنه غير واقٍ 100% وله شروط دقيقة يجب التقيد بها بشكل كامل، وغالباً أن هذه الشروط لا تُحترم في بلدنا، أو أنها غير معروفة من قبل الملقحين وأهل الطفل، فاللقاح عبارة عن مادة سريعة العطب إذا تعرض المريض للشمس، وهذا الأمر لا يراعى في كثير من الأحيان ويؤدي إلى تلف اللقاح".

وبالنسبة لأعراض المرض يتابع:

"تختلف الأعراض من شخص إلى آخر حسب مناعة كل شخص، لكن بشكل عام تتركز أعرضه بالسعال المستمر عند المريض، والذي يدوم من 15 إلى20 يوماً، وارتفاع درجة الحرارة، والنحول وكل ما استفحل المرض دون معالجة يؤدي إلى وفاة".



ويوضح الدكتور عرفة: "العلاج متوافر بكثرة في بلدنا بأيدي الأطباء، فلدينا في سورية دائرة لمكافحة السل في وزارة الصحة، ولها فروع في كل المحافظات تقدم الفحوص الشعاعية، والعلاج مجاني للمريض سواء كان سورياً أم غير سوري، لذلك لامجال لأي إنسان ألا يخضع للعلاج".

أمَّا عن الجمعية ودورها في مكافحة المرض يحدثنا قائلاً:

"تأسست الجمعية سنة 1953 بموجب مرسوم رئاسي آنذاك وقد أسسها مجموعة من الأطباء الغيورين على المصلحة العامة، ولم يتقاضوا أي أجر عن أي عمل قاموا به فكان عملهم طوعي 100%".

وبالنسبة لدور الجمعية يقول:

"إن دور الجمعية اجتماعي أكثر منه دوائي يتمثل بنشر الوعي الصحي بين الناس، والعمل من خلال ذلك على مكافحة مرض السل، بالإضافة إلى إنشاء المراكز الصحية والمستشفيات، حيث شيَّدنا في الجمعية مستشفى حرستا الذي يضمُّ بين 400 و500 غرفة، وقمنا بتقديمها إلى وزارة الدفاع، وأنشأنا مستشفى في حلب قدمناه إلى جامعة حلب، وبنت الجمعية مستشفى أمراض العيون "ابن النفيس"، ومستشفى في حمص، كما قمنا ببناء مراكز صحية في حمص وطرطوس ودوما ودرعا والسويداء بالإضافة إلى العديد من المراكز الصحية، والمستشفيات وقدمناها لوزارة الصحة".

ويضيف: "وهناك بعض المراكز التي أنشأناها، احتفظنا بها كالمركز التثقيفي للسل والأمراض التنفسية الذي أطلقنا عليه اسم "ابن اللبودي" ومهمته الكشف عن السل، حيث نحيل المصاب إلى مركز وزارة الصحة ليتلقى العلاج اللازم، كما اتفقنا في المركز مع وزارة التربية بأن نقيم محاضرات لأطفال المدارس من مختلف الأعمار مرتين في الأسبوع وهذه المحاضرات تقام بشكل دوري، ووضعنا في المركز مستوصف لمعالجة الأمراض الصدرية والأطفال والداخلية والنسائية".

وحول استراتيجية الجمعية في اختيار المناطق لبناء المركز المستشفيات يبيّن:

"المبدأ الذي اعتمدناه أثناء بناء المراكز الصحية هو اختيار أماكن اكتظاظ المسلولين حيث وجدنا أن أكبر نسبة مصابين بهذا المرض في الحسكة، وحلب (في بلدة عفرين) وتدمر، فقمنا ببناء مراكز صحية في تلك الأماكن، ونستعين بخبرات أجنبية، كالبعثة الهولندية التي جاءت إلى سورية وأقامت دراسة حول توزع مرضى السل فيها".

ويتابع: "حرصنا في كل المراكز الصحية التي شيدناها أن نوفر فيها قاعة انتظار كبيرة ليكون هناك مجال لإقامة محاضرة أو عرض "سلايد" أو أفلام على المرضى، أثناء انتظارهم في هذه المراكز، لكن مع الأسف لم تنفذ هذه الخطة بعد أن أصبح الموضوع في عهدة وزارة الصحة"

وعن نشاطات الجمعية الآن:

"نقوم الآن بتعمير مستشفى في بلدة كفربطنا وهو قيد الإنجاز وتواجهنا بعض الصعوبات لكننا إلى الآن نحاول تجاوز الصعوبات في بنائه، وبقي علينا تجهيزه بالمعدات وسنحتفظ بهذا المستشفى لنا".

وحول تمويل مشاريع الجمعية، يتابع:

"إنَّ مرسوم إحداث الجمعية سمح بإصدار طابع يدعى طابع مكافحة السل ومن خلال هذا الطابع نقوم بتمويل مشاريعنا، أما بالنسبة للتبرعات فهي بسيطة جداً".

وبالنسبة لخدمات الجمعية التي تقدمها للمرضى: "تقدم الجمعية مساعدات مادية للمرضى تقدر بـ 1000 ليرة لكل مريض شهرياً لمدة 6 أشهر، أي خلال فترة العلاج ليستطيع تأمين غذائه".

ويبين الدكتو "عرفة" الأسباب التي أدت إلى تعديل اسم الجمعية وإضافة موضوع الأمراض التنفسية عليها قائلاً:

"لم يكن هذا الموضوع من الأعضاء بل ظهر من منظمة الصحة العالمية التي اقترحت على كل جمعيات العالم توسع اختصاصها، لذلك تبنينا كجمعية هذه الفكرة، واخترنا الأمراض التنفسية على اعتبارها من أكثر الأمراض انتشاراً فالجهاز التنفسي على اتصال مباشر مع كل العوامل الخارجية، واستطعنا من خلال ذلك الدخول إلى موضوع التغذية الصحية، وقمنا بعدة برامج للتلفزيون كما قمنا بزيارة كل المحافظات السورية وألقينا محاضرات وعرضنا أفلام حول أخطار التدخين".

ويضيف: " تحدثنا عن الأمطار الحامضة التي عطلت العديد من الغابات في أوروبا ونحن نعاني منها الآن، لكن لا أحد يصدقنا، كما أننا لا نجد جهة تكافح التلوث في سورية بشكل جدي، فلا يكفي أن نصدر قرارات فنحن بحاجة لمتابعة هذه القرارات" .

- كلمة أخيرة للناس: "نرغب بالتعاون معنا أكثر، والمقصود أن يفهموا الغاية من جهودنا الكبيرة التي نقصد منها فائدتهم ووقايتهم من المرض ووقاية أولادهم".



- كلمة للجهات المسؤولة: "نطلب منها التشدد في إصدار القرارات اللازمة لمكافحة التدخين، وأن يسمحوا لكل مدير دائرة أن تكون له صلاحياته لمنع التدخين في دائرته".



آخر تحديث ( 19 / 02 / 2007 )
جريدة بلدنا