مبروك؟!حصة تموينية رمضانية شاهقة كجبال الهملايا لكل عراقي

بعيدا عن التنظير .. يشّكل الحديث العراقي عن مايسمى الحصة التموينية التي كانت مرسومة مع مخططات حمورابي في مسلته الشهيرة ولحد يومنا هذا .. تُشّكل جزءا مؤلما في خلايا التفكير المجتمعي العراقي. لم يتعود العراقي عموما على التقنين في مصروفاته ومكتسباته بالعموم الشعبي ولكن الحصار ومغامرات الدولة الممحوقة اوجدت لنا مالم تستطع الذاكرة نسيانه.. مسمى الحصة التموينية التي لم تتطور لاسرطانيا فتقتل المستفيد ولاعلاجيا فينجو منها المترقب إكتمالها القمري الشهري! 9 سنوات حكومات متعاقبة وكذا وزير للتجارة ،عاقبت الشعب بنفس رداءة الجودة! والمسار المتعرّج للحصة التموينية ...لم تكلّف الدولة نفسها بالمطلق في ان توفّر للشعب حاجاته الموجودة في بطاقات وكلاء التوزيع الحصصي ابدا واتحدى اي عراقي يقول استلمت الحصة التموينية لشهر او شهرين كاملة الدسم والتوصيف وشهوق للجودة والنوعية! مع إن العالم كله اليوم معنا والمطارات تفتح أذرع بواباتها والمؤانيء تنتظر سيول البواخر والحدود والسبل والشاحنات وشركات الشحن والنقل كلها بإمرة دولاراتنا ولكن بلا دبلوماسية يسيل لعاب القائمين فقط كيف أن يستفيدوا أولا بدل كيف أن يوفرّوا الحصة حتى بشكلها المهلهل البائس التبعيضي! نعم لامناص من إننا لانتوقع إلغاء الحصة ولانتوقع تطويرها ولانتوقع ان يقرا المقالة مهتم حكومي بل قد يهزأ الكثيرون عن بطر الكاتب وقد سمعتها مرات متأسيا أنهم فوق حساب الشعب والبرلمان صاحب نواب اللاحصة التموينية!!فكيف يتحسس المسؤول معاناة الناس وهو يجد مالذّ وطاب في مائدته وحتى خبزه قد يكون مستوردا من لبنان أو دولة صمونستان؟ الالم متشعب أذكّر بالحصة التموينية العراقية الخالدة التي هي كدروس البكلوريا ملزمة التحقق: 11 مادة كملاك لاعبي كرة القدم!! طحين/ رز/ سكر/ شاي/صابون/تايت/حليب/ حليب اطفال/ زيت طعام/ معجون طماطم/ بقوليات!!! والاحتياط الكروي.. مواد أخرى! هذا مامسجل في بطاقة التجهيز لكل عام. الخبر بمناسبة قدوم شهر رمضان وشهوق الأسعار وكثرة إستيراد الشرابت من نوعيات ردئية طبعا لان السيطرة النوعية نقدها يقودني للمقاضاة التي لااحتملها حتى في مرتسمات الخيال... أعلنت وزار التجارة؟ لااعرف بم تتاجر لطفا؟[[ عن تجهيز كيلو ونصف رز بسمتي وربع كيلو عدس لكل فرد في شهر رمضان؟!!!. وانها قامت بتهيئة المواد الاضافية من العدس والطحين الصفر والرز البسمتي اضافة الى قيامها بتهيئة المواد المقررة من مفردات الحصة الخمس وهي الطحين والرز والسكر وزيت الطعام وحليب الاطفال وذلك ضمن استعداداتها لشهر رمضان وكانت الشركة العامة لتصنيع الحبوب بوزارة التجارة اعلنت انها ستباشر مع بداية شهر تموز المقبل بإنتاج الطحين الصفر المخصص لتوزيعه على العوائل بمناسبة شهر رمضان المبارك]] نبارك جهدهم ونتمنى ان تكون كل اشهرنا رمضانيه بلاصوم طبعا حتى تكرمنا الوزارة بهذه الهبات الربانية والعطايا التي لاتُصّدق لنائلها!!

للعلم لمن يقرأ بإلم وجراح وتحسس لفقر هذا الشعب وطيبته وصبره.. وليس للمقارنة.. دولة قطر الشقيقة قدمّت لكل صائم بدل وجبة ال11 مادة فضائية عراقية للحصة التموينية يصل منها للمستفيد العراقي الصابر إثنان او ثلاث مواد لاغير.. قدّمت لمواطنيها والساكنون أراضيها275 سلعة بأسعار مخفضة في رمضان!! اللائحة اهديها إلى اي ضمير يقظ ومتنفذ الصلاحيات في وزارة إستيراد التجارة العراقية لعلهم يقتدون ويهتدون بعد 300 رمضان قادم مع ثبوت بقاء الحصة التموينية تلازم اجيالنا واحفاد أحفاد نا، لتوفير فريق كرة القدم الوارد في برنامجهم السنوي المستحيل التحقق والتصديق!

المواد القطرية: 6 أنواع من الطحين ومشتقاته// 65 نوعاً؟!!! من الحليب ومشتقاته// 9 أنواع من منتج العصير// 9 أنواع من المعجنات والأرز// 21 نوعاً من اللحوم البيضاء؟!! يارخص العشق// 4 أنواع من البيض// 12 صنفاً من اللحوم الحمراء والبيضاء المجمدة+++فضلاً عن سلع تعد الأكثر استهلاكاً خلال شهر رمضان! مبروك لمواطني قطر رمضانهم ومبروك للعراقيين رمضائهم!! ياريت بتمنيات اليقظة وواقعها تشرف وزارة الأعمال والتجارة القطرية فقط في أشهر رمضان القادمة على توفير سهم من نصف ربع حصتهم للمواطنين العراقيين!وشكرا وتعظيما وتقديرا وإمتنانا وعرفانا لوزارة التجارة العراقية على ربع كيلو العدس في رمضان للفرد العراقي الواحد لان سعره بمثقال يورانيوم مخصّب!!

عزيز الحافظ