لقاء وحوار، مع شاعرة مغربية، وهموم المرأة المغربية

الكاتب والباحث احمد محمودالقاسم
ضمن برنامج لقاءاتي مع سيدات عربيات، في الكثير من الدول العربية، من المحيطالى الخليج، ما زلتُ أتواصل، في اقامة لقاءات وحوارات، مع سيدات عربيات ممَّيزات،من مصر وليبيا وتونس وغيرها من الدول العربية، لتركيز الضوء عليهن كسيدات مميزات،ولمعرفة رأيهن، بوضع المرأة العربية في بلادهن، وعن دورهاالمنوط بها القيام به. وفي هذا اللقاء والحوار، التقيتُ معشابة مغربية، تدعى حسناء البولندي، وهي شاعرة رائعة، وتُعرفُ في المنتديات بأميرةالشعر، وهي شابة من بلد عريق معروف بحضارته، وتتمتعبالصراحة والصدق، وتؤمن بحرية التعبير، وكذلك تتصف بالشجاعة،والجرأة، في طرح افكارها وقناعاتها، في العقد الثالث من عمرها، تعشق الشعب الفلسطيني،والمرأة الفلسطينية خاصة، تناول اللقاء والحوار معها، هُمومها، وهُموم المرأةالمغربية بشكل عام، ابتدأتُ الحديث معها، بسؤالها عن نفسها، فقالت، بأنها شابةمغربية، من مواليد الدار البيضاء، تدرس بمعهد خاص، بتصميم الازياء، وهي احدىهواياتها بالإضافة الى هواياتها في كتابة الشعر والمطالعة والسفر سألتها فيما اذا كان لديها قصصٌ الآن، وما هي طبيعة اشعارها، وفيمااذا كانت أشعارهاٌ كلاسيكية أم حديثة، وهلتصبُ في الحب والغزل والسياسة وخلافه، أي ما هو نوع الشعر الذيتكتبه الآن؟؟؟ فكانت اجابتها ..( بأنه لا توجد حياة تخلو من الحب والعاطفة، لكنيقابلها ايضاً، صدودٌ او هجران، ولا توجد حياة يملؤها السلام دائما، فهناك ايضاًحياةٌ مصبوغة بالحروب والفتن والدم، ولكنها كتبتْ عن الحب والحرب، وبالنسبة لشعر الغزل،فهي لا تكتبه لأنها حتماً لن تصل الى مستوى الشعراء الذين كتبوا في هذا الصدد، وتقولبأنها تذكر ان شعراء الجاهلية احسن من كتبوا وتفننوافي هذا المجال. وقالت بأنها تعشق ايضا الشعر العباسي، وأفضل شاعر والذيتعتبره اعظم شاعر عرفته الجاهلية، هو الشاعر ابو الطيب المتنبي، وتحب في شعرهالشموخ وعزة النفس والكبرياء، وحتى (الأنا) التي تلازمه يكون لها وقع خاص، وجميلٌ فياشعاره. وتقول بأنها كتبتْ الشعر الحر والعمودي، وأيضا كتبتْ النثر، وتفضل كتابة الشعر،الذي يتحَّدث عن الواقع المُعاش، اما بخصوص القصص فإنها مُقلَّة بكتابتها الآن، وإنهاتركَّز حاليا على كتابة الشعر فقط. مع انها انقطعتْ عن كتابته مدة سنة ونصف.سألتها فيما اذا كانت كتاباتها للشعر، تعَّبرُفيه عن أحاسيسها وأحلامها ومعاناتها الخاصة مثلا، أم تعبرُفيه عن معاناة آخرين غيرها؟؟؟فكان جوابها بأن (أي شاعر يكتب قصيدة، فهو يعبر بهاعن احاسيسه وأفراحه وأحزانه، التي تأَّثر بها، اثناء حياته ومعاناته، وقد يكون عايشهابشكل أو بآخر، أو سمع بها من آخرين، وتأثر بها، وأضافت قائلة، بأن كل مرحلة عمرية عايشتها،كانت تمثل بالنسبة لها موضوعاً كاملاً. ففي المرحلة الحالية، انشغلتُ بالأحداث السياسية، التيهزَّتْ العالم العربي، وهي قضية ما سُميَّ بالربيع العربي، وما حَدثَ بكل من تونسوليبيا ومصر واليمن، وما يحدث في سوريا الآن،وما حدثَ وما زال يحدث في فلسطين الحبيبة، كل هذه الاحداث،صراحةً، لم تكن بالنسبة لها، حافزاً كي تكتب، واكتفتْ بدور المشاهدة من بعيد، ربمالأنها، كتبتُ عن الثورات وضروراتها، قبل ان تحدث، وانتقدتُ أنظمة الحكم والحكام،في زمن كانت فيه الشعوب، خانعة للأنظمة، وتَجسَّدَ هذا في قصيدتها (حكام، أفزعتهمصُفارة) وكانت ثورة ضد الصمت الشعبي العربي، الذي عرفه العرب، قبل هذه الثورات. طلبتُ منها ان تتلو عليَّ بعض من اشعارها، فقالت سأسمعك قصيدة منشِعري بعنوان:حكامٌ، افزعتهمْ صُفَّار:نحن الذين هَزَمْنا الصمتْ العربي، ببندقية وحِجارة.وبصقنا في وجوه، نتنة، وجئنابالبشارة.نحن الذين، كان لنا وطنٌ، فيوجه الرياح، صامدٌ، كَمَحارة.نحن الموت القادم، من زغاريدْ،من اناشيدْ، من حجارة ، اخذنا بها ثأرنا.نحن الازهار المنتشرة، حول مستوطنات، كانت لنادارة.نحن الزمن الماضي، نحن الزمن الآتي.وانتمْ حكامٌ، اشتروا بدمائنا، سلاحاً، اكلهُ الصدأْ، وبثمن دم الشهيد.استدانوا من امريكا طيَّارة، وانتم من قبَّلوا النعال، فوق اجسادنا،وكذبتمْ علينا حين قلتمْ: اننا ارهابيون، نفَّجرُ اجسادنا، داخل سيارة.وانتمْ من بنيتمْ بِصمْتكمْ قصوراً، وعقدتمْ مع الصهاينة تِجاره.ونحن نموت الف مرة، ونَدفنُ شهداؤنا في حُفرة، في جنين، وآخرون، فينابلس الفؤاد.وفي غزة العذراء، امتصوا دماءَ نَوّاره. وللقدس، ويافا وحيفا،حنينٌ، وفي الخليل، آلاف الثواروفي قلبي، عنادلُ، وأزهارْ. وفي الشرق، ملوكٌ ورؤساء، من جليد، أفزعتهمْصُفَّارة. وفي عالمنا العربي، جيوشٌ في غيبوبة،قضتْ عليهم الحرارة.وفرسانُنا الابطال، داسوا على حضارة العرب، وأتوا من اسرائيل،بِحضارة.قلت لها بأن هذه القصيدة، قصيدة سياسية بامتياز، وفيما اذا كان لديهاقصائد غيرها؟؟؟
قالت بأن لديها اشعاراً كثيرة، في هذا المجال، وقداختارتْ منها هذه القصيدة، تتمنى ان تعجبني وتعجب القراء :
في مِحرابكَ، إحْترقتْ دعواتي.يأتي الحنين اليَّ، بعد الرحيل.أتذكر تلك الثواني، المظلمة فيحياتي.أتذكر البحر، وأول لقاء.أتذكر الشوق المكتوبَ، بزُرقة السماء.وقصائدَ بريئةً، عبَّرتُ فيها، عن أُمنياتي.وعادتْ بيَ الأيامُ، لأرى، امامَ ناظري، طفولتي،عرائسي، وأحلامي الجميلة.اتذكر ذلك الوجه الصبوح، وكلمات غيَّرتْ،مجرى حياتي، كلها صُورٌ مُتناقضةٌ، تكسرَّتْفي كفي، وتمزَّقتْ معها ذكرياتي.لم اطلبْ رحيلكَ يوماً، فقط، اردتُ أنتُعيدَ النظر في اوراقك، وتكُفَّ عن اللهو بذاتي.اعرفُ أنني، حلمتُ كثيراً، وماقرأتُ إلا الكوابيسَ، والبؤسَ في صفحاتي.أعرفُ انني تنبأتُ بالأملكثيراً، لتقولَ لي، بعد كل هذا، أَنني،كنتُ سطراً واهياً في كتابك. بعدها ادركتُ انَّ الشمسَ، لم تشرقْيوماً في حيات، وان الغروبَ، طالما عَشِقْني، فأبى،إلاَّ أنْ، يَسْكنُ نَظَراتي.بالأمس، أَتَيتكَ باكيةٌ، وكانت دموعي، مِحراباً، اعتكفتُ فيه طويلاً،وما وَصَلتكَ صلواتي. هو الحزنُ، وحدَهُ مَنْ لازمني، فيوحدتي، وقرأَ الناسُ الكبرياءَ، والضعفَ في عيوني،وكانتْ نفسي وحدها من تأثَّرتْ بدَمعاتي.بالأمس كنتُ نبراساً أضاءَ دربي، وهاأنتَ اليومَ، ترقصُ ساخراً فوقَ جراحِي، وآهاتي.أَتيتُكَ، وفي نفسي، حنينٌ وأحلامٌ، وما قرأتُالشوق في همساتي.سأعود الى جراحي من دونك، لا، لأقوللكَ، لا تسألْ عني، وانأ على قيد الحياة،لكن، لأقول لك فقط، لا تقطعْالتذكار، إذا أبْلغوكَ، عن وفاتي.فاذرفْ، دمعتينِ، صادقتينِ، لأولَ مرة، فوقرُفاتي.********************************
قلت لها هذه قصيدة من قصائدكالعاطفية، ولكني الآن أَودُ أن أعرفَ، ما هو تقييمك لدور المرأة المغربية في المجتمعالمغربي؟؟؟
فكان جوابها ..(انا احَّيي واُّشدُ على ايدي كل امرأة مغربية أصيلة،لكفاحها، وصبرها على المحن، وتفَّوقها، في كل المجالات العلمية، والأدبية، ولكن،أكثرُ ما يَّحِزُ في نفسي، هو النظرة اللا موضوعية، والظالمة، التي ينظر بها بعضأهل الشرق العربي، الى المرأة المغربية، أحياناً، اشفقُ على نساء العرب، اللواتييختزلن حياة ونضال المرأة المغربية، في العهر فقط، وسرقة الازواج، والشعوذة،وهي جميعها ظواهر، موجودة، في كل المجتمعات العربية من المحيط الى الخليج...استطيعالقول صراحةً، بأن المرأة المغربية، رغمَ كل الانتقاداتْ الموجهةُ لها،إلا انها امرأةٌ، مُميَّزة، ومِعطاءة، وصبورة، ..استطاعتْ، ان تتفوَّقْ على باقينساء العرب، واحيي ايضا المرأة الفلسطينية المكافحة والصبورة والقنوعة والمعطاءةوالرائعة في، وأقول لها من خلال هذا الحوار بكل فخر واعتزاز، بأنمًكانتهاِ، في قلوبنا كبيرة ولن يهزها احتلال، فالمرأة الفلسطينيةِ فعلاً، اروعُمثال للمرأة العربية).قلت لها بأنه ليس كل ما تفضلت به، عن المرأة المغربية،من النواحي السلبية صحيحاً، لأن كل المجتمعات العربية، وفي كل عواصمها، من المحيط الىالخليج، عامرةٌ ببيوتِ الدعارة والانحلال الخلقي، فهذه الظاهرة، موجودة، في كل المجتمعاتالعربية، وحتى الإسلامية، وطبعا العالمية، وطلبتُ منها إعطائي فكرة، عن نظرةالرجل المغربي، للمرأة المغربية، وهل هو حقاً يضطهدها، ولا يعطيها، حريتها وحقوقها،وهل هي راضيةٌ عن معاملته لها، وما هي مطالبها وطموحاتها الآن؟؟؟؟ كما أننيشكرتهاِ كثيراً، لنظرتها الرائعة، عن المرأة الفلسطينية، وتقديرهاَ لنضالاتها وتضحياتها.وطلبْتُ منها معرفة مضمون الرسالة التي توجهها، ولمن تكتب؟؟؟؟؟ وما هي الموضوعاتالعامة، التي تتذوقها وتحب الكتابة عنها؟؟؟قالت لي بأنه أكيد، هناك اناس من الشرق،اعترفوا بدور المرأة المغربية، وبتمُّيزها، وأعطوها حقها، لكنها، تتكلم عن الاقليةالتي تهتم بالقشور ...وتَحْكُمْ على الناس من خلال السمع. وأما بالنسبة للرجلالمغربي، فالناس معادن، فهناك نماذجٌ منهم تحترم المرأة وتقدرها، وهناك من يختزلها فيصورة، يضعها هو، حسب مزاجه الشخصي، وهذا يوجد، في اي مجتمع عربي . للأسف، خلال بحثيفي النت، استغربتْ أن بعض الرجال المغاربة، هم أول الناس، الذين يشَّوهون صورة المرأةالمغربية، ويُعطون عنها صورة قبيحة ومشوَّهة، مع انها قد تكون هي اختهُ،أو أمهُ أو زوجتهُ ..هذه حقيقة.قلت لها، بأن ما يهمني معرفته هو، النظرة العامةللمرأة المغربية، لا نظرة قلة قليلة من الناس، وماذا عن طموحاتوأحلام المرأة المغربية، والى ماذا تريد ان تصل، وما هو الذي تبحث عنه الآن، وهلحققتْ حريتها، ونالتْ ما تطالب به من حقوق؟؟؟؟اجابتنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي المرأة المغربية هي مثالحقيقي، يُحتذى به، في الأخلاق، والكرمْ والرقيْ، والحفاظ على التقاليد العريقة للبلد،وتجد بها خير من يُمثل المغرب، وكوْني مغربية، فهذا يجعلني اكثرَ فخراً، وأسعدنياخر استطلاع جرى عن النساء المغربيات يقول، ان النساء المغربيات هن اكثر نساءالعالم العربي تدينا و كثرهن، ذكاءاً وتفوقاً).عندما سألتها هل يمكن القول، ان المرأة المغربية، منفتحة اجتماعياً،مثل النساء اللبنانيات مثلا، ام متزمتة اجتماعيا، ومحكومة بالتقاليد والعادات،ويتحَّكم بها الرجل المغربي، كما يشاء؟؟؟قالت بصراحة: (كلْ ما وَصلتْ اليهالمرأة المغربية من تقدم أو تطور، هو نتيجة كفاح مستمر، قبل الاستقلال وبعده، وكانتهي السَّباقة في التحرير، فهي من ساندتْ المجاهدين، ايام الاستعمار الفرنسي لبلادها،وهي من وقفتْ الى جانب الرجل، ولا زالتْ. أما قضية التزَّمتْ او الانفتاح،فهذه الظاهرة موجودة في كل المجتمعات، وان اختلفتْ نسبة هذا الانفتاح او التزَّمت،فإذا كنَّ اللبنانيات، مُنفتحات، كما يُقالعنهن، ففيهن ايضاً، المتزمِّتات، ونفس الشيء، في المجتمعالمغربي، لكن هناك حقيقة، أَثْبَتَتْها الدراسات، ان المرأة المغربية، هي الاكثرتَدَيُناً، على صعيد العالم العربي، هذه الحقيقة، قد لا يصَّدقُها البعض، لكنهاموجودة، المرأة المغربية، هي السبَّاقة في العلم والمعرفة، وتقول، أن لديهم السيدة زينبالنفزاوية والسيدة الحرة، السيدة فاطمة الفهرية، التي أَسسَّتْ اول جامعة في العالم،وكلهن عرفن، الى جانب جمالهن، بالتفقُه في علوم الدين والشريعة، والحساب والشعر،وهناك العديدات غيرهن، كنَّ منارةً، وقدوة يُحتذي بهن .سألتها فيما اذا كانت تعرفالسيدة المغربية فاطمة المرنيسي، وما هو رأيها بها وبأفكارها، وفيما اذا تؤيددفاعها عن المرأة المغربية، وعن حريتها الشخصية؟؟؟كانت إجابتها صريحة، بأنها لا تعرفها جيدا، إلا منخلال النت. عندها قلت لها بأن السيدة فاطمةالمرنيسي، هي من رائدات النساء المغربياتْ، ومن رائدات الفكر المتحرر والمتطور،ومن المدافعات عن حقوق المرأة المغربية، وحريتها الشخصية، وأنا قرأتُكتابها المعروف باسم (احلام النساء الحريم)، وعلَّقتُ عليه، عقَّبتْ على حديثيوقالت (حقيقة انا معجبة بالكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي.سألتها ايضا فيما اذا كانت تؤمن، بحرية المرأة الشخصيةام لا، وبالرأي والرأي الآخر؟؟؟ وهل تحترم حرية التعبير والحرية الشخصية، وبالحوارالديمقراطي ؟؟؟ وفيما اذا كانت تؤمن بوصاية الرجل على المرأة؟؟؟اجابت وقالت: بأنها تؤمن بحرية المرأة، لكن بحدود، لأن المرأة، لايجب ان تتجاوز بحريتها، حدود اللائقوالمعقول، كما تؤمن بالرأي والرأي الاخر، لكن شريطة أن لا يَفرضْاحدهما افكارهُ على الطرف الاخر، وبالنسبة لوصاية الرجل على المرأة، قالت بأنه قد تكونلديَها نظرة قديمة نوعا ما، وقد لا تتَقْبلها اغلبُ النساء المغربيات، لكنها فعلاً،ترى قيها، ان المرأة المغربية سابقاً، وحين كانت تحتَ وصاية الرجل، كانت اكثرْقناعة وحُباً، وأكثر سعادة، وكانت ناجحةفي الزواج ايضا، عكس المرأة اليوم، فهي اكثر انشغالا بالعملوالمادة، وكل هذا، اخذ الكثير من وقتها. قلت لها، أَودُ ان تُسمعيني آخر قصيدة شعرية،تهديها لي؟؟؟قالت: طالما أنت شخصية سياسية، فأكيد، أنت تعشق القصائد السياسية،سأقرأ لك قصيدة بعنوان: طيور،ٌ تموتُ تحت الرماد:وحدي من تَعرفْ، ما معنى، انيموتَ العربي، دون عزة او كبرياء.وحدي من تعرفْ، سرُ ذلك الحزنُ الابدي، فيعيون ليلى، التي أَحْرقتْ ضفائرها، في إباء.وَوَحْدُها ليلى، منْ تحدَّتْذلك الخوفُ، الذي يختبئُ فيه، هؤلاء وهؤلاء.يخرجون عندما، يريدون تجريد الأشجار منالاوراق.ووحدها ليلى، من رفضتْ حضارةً زائفة.ووحدي، من رفضَ تقديم البيعة والولاء.عرفتُ مِرارا، معنى ذلك الشوق، في عيون سوداء.وذلك الحزن الساكن، في وجه المساء.تمنيتُ مِراراً، أَن نعود الى ماض، كان بالأمس حُلما،واليومَ صار الحلمُموشحاً، لأَغاني كئيبةً، دُفِنتْ في العراء.كَثُرَ الرقصُ في الوطن، ورقصَ منقذونا، من الضِياع والجوع، فوقَ الدماء.كُف أيها الجُرحُ عن البكاء، وكفانا من الرياء.نحن لا نريد سلاما وقحاً،مغموساً ببعض الرجاء.لا نريدُ خُبزاً، من الصليب الأحمر، ولا قارورةَ دواء.لا نريد شرائحَ لحم، تقصفُنا، به أمريكا، ولا قطْرةُ ماء.نريدُ جذوراً، اكثرُ عُمقا، ودماءٌ جديدةً.مَللْنا هذه الدماءُ السوداء، المُغلفةُ بكوفية، وتاجمن الذهب الخالص، وصدريةً بيضاء.مَلَلنا انتظار فارس عربي، يُعيدُ لنا الزهوُ،الذي فقدْناهُ، ويعيدُ لماضينا الإباء.لطالما تمنيتُ الرحيلَ، دون رحيل، الى عيونِامرأةٌ، فاقتْ حدود الصمتِ، أُسْمها الخنساء.---------------------------------------------------قلت لها وأخيراً، ما هي اخر كلمةتودين قولها لي بعد كل هذا الحوار ؟؟؟؟قالت، أود باسمي الشخصي وباسم المغاربة،خاصة النساء المغربيات، تقديم أبهى وأرقى عبارات التقدير والاحترام، لشخصكمالكريم، وحقاً لقائي معك كان مثمرا ورائعا، وَسَعدتُ به كثيراً، وكيف لا أسْعد!!!ْوقد اعطيتني هذه الفرصة الجميلة، لأعبر لك عما يجول فيخاطري من افكار وأشجان، وَصَدَقَ من لقَّبك ب(قاسم امين العصر)، لأنه، لا يوجدكاتب عربي حاليٌاً، يدافع عن المرأة وحقوقها وحريتها، مثلماتدافع انت عنها، في كتاباتك المتواصلة، وتحية من القلب ابعثها مع طائر النورس، الىشعبكم الفلسطيني الحبيب.
انتهىموضوع لقاء وحوار

مع شاعرةمغربية، وهمومالمرأة المغربية