هناك خمس أمور عظمى تحدث على أرض الوطن..

كلها نابعةٌ من "الأنا" ومذيبةٌ لـ "النحن"..

"الخيانة".. و"السلبية".. و"الوصولية".. و"التظاهرية".. و"النجومية"..
...
أما الشيء الوحيد الذي لا تنطبق عليه صفة "عظمى" في هذا الوطن فهو "الوطنية"..

التي تنبعُ من "النحن" وتذيب "الأنا"..

النظام يمارس الخيانة العظمى، فيجسِّد أبشع أنواع "الأنا"..

والصامتون يمارسون السلبية العظمى، فيجسِّدون أذلَّ وأضعف أنواع الأنا"..

والمرتزقة والبلطجية يمارسون الوصولية العظمى، فيجسدون أنذل وأخسَّ أنواع "الأنا"..

ومعظم فئات المعارضة تمارس التظاهرية العظمى، فتجسِّد أتفَهَ أنواع "الأنا"..

وبعض قادة الحراك يمارسون النجومية العظمى، فيجسِّدون أسفَهَ أنواع "الأنا"..

أما القلة القليلة المخلصة في الشارع، فهي وحدها من يمارس "الوطنية"، بالمواصفات التي تتطلبها المرحلة..

محاصرةً من كل جانب..

بخيانة النظام..

وسلبية الصمت..

ووصولية الارتزاق..

وتظاهرية المعارضة..

ونجومية الحراك..

كل هؤلاء الذين يحملون على جباهمم أختامَ "العظمى" سيسقطون ويتهاوون، إذا وفقط إذا..

صبرت القلة القليلة، وثابرت، وإذا وعت وأدركت..

أن الوطن يحتاج إلى هؤلاء الذين يملكون القدرة على الخروج من عباءة "الأنا" والذوبان في عباءة "النحن"، مهما كانوا قلة..

فمزيدا من "النحن" على حساب "الأنا" أينها القلة القليلة "العظمى"..

إنما النصرُ صبرُ ساعة..