سعادٌ .. يا بنة العرب

بقلم ( محمد فتحي المقداد)

أسعاد, يا بنة العرب الأوائل
... ... ارفعي..وشاحك, شوّحي
وأشيري ..للشمس أن تعود بعد الغروب
وأخبريها..
أنك..
حبيبتي.. وحبيبتي .. وحبيبتي
واكتبيها..أحجيةً, وحصناً
واجعليها بين الضلوع
وانثري ..
شعاعك بسمة منذ زمان على الربوع
و انشري..
عطرك المضمّخ مع هبوب النسيم
وضمنيه..
رسائلك المخبّأة هناك في الأدراج عن مفاهيم الحب, والزمان الجميل.

** *** **

أسعادُ ..
إن كنت عالمةً, أو لم تعلمي ؟
حبّك الأول, والساكن ما بين السويداء ومجرى الدم, ما تاهت أرسانه, و ما ضاعت بين ظنون الشكّ والريب.
انفضي وَسَن الأيام عن الرموش, واجعليها حراباً تنخس الأسى.
وتحرّك رواسب الأيام الراكدة المنتنة.
وتفتح أنوفاً مزكومة, مدمنة الإنتان.
وتكسر أقفالاً ألجمت الحياة.
وتحرق أوهاماً كتلال صخور جامدة.

** *** ***
سعاد..
يا بنة العرب الأوائل.
خطي حروف اسمك على نصال الأسنّة الرهيفة.
لتفري الأوداج من الوريد إلى الوريد.

وأطلقيها زاهية تعانق الشمس لامعة كبريق اللجين.
عميقة كالحلم .. تزاحم النجوم لتستقر فوق الثريا.

** *** **

سعاد ..
أنت مأزقي ولُهاثي, و حرّاقة أعصابي
أنت أمي وأبي, وأخي وأختي, وصديقي وصديقتي, وكل شيء في حياتي.
أنت الوطن المرجّى, دافئ الأحضان
دمشق أنت, و زهوة الأوطان
لك التحايا, و ترخص من أجلك الأرواح والأبدان.
على عتباتك الخضراء قد دنت الخطوب
وطبولٌ الحرب تقرع و الدجى فيه الدمار.
فاضحكي.. إن ضحتك الطروب ترنّ في أذن القفار
فتنقلب البغايا مدحورة من عطر أضواء النهار
** *** ***

سعاد..
يا ألق الذرى, انهضي للمجد.. قومي من جديد.
لملمي مزق التشرذم.. وارقصي للضوء للمجد التليد.

-------------------------- انتهى
بصرى الشام 4-12- 2012See More