أحببت
***
شعر
صبري الصبري
***
أحببت فاتنة ثوت بكياني
بالحل والترحال في الوجدانِ

أهفو إليها إن نأيت وأشتهي
وصلا لأحيا دونما هجرانِ

وأبث تحناني ومحض تشوقي
عبر الأثير بصبوة اللهفانِ

وأروم فيضا من رقائق حسنها
بين الخمائل بالقطيف الداني

أهدي لها الأشعار حبا صادقا
مسترسلا من بحره الإنساني

بمشاعر الملهوف أجج عشقها
محض انشغالي بالندى الهتانِ

من صبح وجه للحبيبة عندما
تبدي ملامح وجهها الفتَّانِ

والطير يسرح بالربوع رواحه
فيها بديع واكف الطيرانِ

بين الحقول وما حوته مراتع
نهنى بها بنضارة البستانِ

والنيل يمضي بالعذوبة راسخا
بحماه أرقب بهجة الشطآنِ

والبرتقال فصوصه بفروعه
تدنو بطلع عبقري هاني

والتين والزيتون والنخل الذي
يعلو بتمر باهر الألوانِ

بالظهر والعصر البديع أصيله
فيها بشمس مغيبها المتداني

من صفحة النهر الطهور بمائه
يجري بمجرى خيره الريانِ

أحببت ليلك باستتار جماله
وسكونه في مهجة الولهانِ

وكمونه في مستقر بدائع
شتى تلوح بمستقر بيانِ

يشدو نقاء البوح بين مروجها
ناي الصبابة نيِّر الألحانِ

أنغام أشواق تواصل عشقها
دون انقطاع طيلة الأزمانِ

فالحب في نبض القلوب لأجلها
يحيا بولهان بها ظمآنِ

لكؤوس ماء من منابع نيلها
يأتي سعيد الموج والسريانِ

إني عشقتك عشق صب معجب
بجمال حسن صفائك الرباني

من فضل ربي كل شيء هاهنا
من بسطه من جوده الهتانِ

أعطاك يا روح الفؤاد مكانة
عظمى بفيض وافر الفيضانِ

وحباك خيرات الحياة جزيلة
في الأرض والآلاء والإنسانِ

فنداه يزهو بالمواهب جلها
بين الحقول وسائر الأركانِ

أهداك حب الناس يا ذات السنا
بملاحة تأوي لكل كيانِ

ومودة بالروح تدلف للحشا
بغرام عشق دونما استئذانِ

إن كان شعري للحبيبة مسرفا
في مدحها متألق الديوانِ

فلقد تلوت السابقين قصيدهم
ترنوه في كل الدنى العينانِ

ويضمه ضم النقاء سجلها
يزهو به بتجلة العرفانِ

وتحفه أزهار روضة أنسها
بوشاح فخر مشرق بمعانِ

وتؤمه الأحلام لاح مدارها
برحاب ما بالأفق من أكوانِ

تاقت لأرض الخير ترجو قربها
كم فيك من أهل ومن جيرانِ !

يا من نظرتك بالبعاد قريبة
مني وإن عانيت من حرماني

طالت ليال الهجر أنَّ بجوفها
قلبي لها بمدامع التحنانِ

فمتى أراك وبالجوانح لهفتي
ومتى أشم مراتع الريحانِ

ومتى أشاهد بالربيع ربوعها
بنفائس شتى من العقيانِ

ومتى يعود هدوؤها وسلامها
برسوخ إنعام بها وأمانِ

بالله كونوا للحبيبة كلكم
بالرفق .. هذا للكرام بياني

صلى الإله على النبي وآله
خير الأنام المصطفى العدناني !