ملف مرفق 1719
كل امتحان كفاءة وانتم بألف خير...بقلم آرا سوفاليان
اليوم هو فحص مادة الاجتماعيات وهو أول يوم امتحان لجماعة الكفاءة وابنتي آني منهم، وكما توقعت فلقد وصلنا بعد شق النفس من جرمانا الى مركز بدر الدين محمد الغزال ط1 وعنوانه باب شرقي شاغور جادة آل البيت!... ودخلنا في هذه الحارة الطويلة المتعرجة الضيقة والتي تضيق وتضيق وتنعطف وتتفشكل بإستمرار مع جملة الداخلين، وكنّا وعين الله علينا، ماشيين بالرتل اليمين للذهاب واليسار للإياب حتى دخل ميكروجي حمار الى الرتل اليسار مع انه كان معنا على اليمين وقصده الذهاب وليس الإياب وأدى ذلك الى تعطيل جماعة الإياب وتبعه من تبعه من أصحاب غريزة القطيع، وحدثت علقة فظيعة ومشادات وشتائم وبهدلة مع عدم وجود شرطي سير واحد دارج أو درّاج أو متدرّج!!! أدت هذه البهدلة الى ترك الناس لسياراتهم في وسط الشارع ذهاب واياب والتوجه مع الطلاب سيراً على الأقدام، ونحن عالقون وخائفون على السيارة الى أن قررنا ما قرره غيرنا وتركنا السيارة في وسط الشارع أيضاً، وذهبنا بالمحتفى بها سيراً على الأقدام حتى نصل قبل إغلاق أبواب كنوز الملك سليمان ... بالطبع كاد ضميري أن يقتلني لأنني مساهم من جملة المساهمين في تعطيل الشارع، ولا يشفع لي شيء إلاَّ كوني عالق وغصباً عنّي...كنت أسأل نفسي: الى أي شيء ستفضي هذه الحالة الصومالية إن إضطرت سيارة اسعاف للدخول اوللخروج من هذه المنطقة العقدة ...وما هو المآل إن كان المستلقي على السرير في سيارة الاسعاف إمرأة في حالة المخاض؟! أو مريض تعرض لنوبة قلبية؟! ومن هم أولئك الذين درسوا وخططوا وفرضوا على المهندس الجهبذ ما فرضوا ، فبنى مجمع المدارس هذا دون ان يلحظ ويلحظوا وجود طريق مقبول لتخديم هذا الصرح الحضاري فتم حشر كل هذه المدارس في هذا الحيز الضيق بالذات، ولماذا يتمّ تشيد مجمع مدارس في منطقة واحدة في حين تحرم مناطق أخرى من المدارس مع أن المنطق يفرض تخصيص مدرسة واحدة لكل مجمع أو حارة سكنية واحدة فلا يتحول الطالب الى ابن بطوطة؟!
لقد بنوا مجمع المدارس حيث بنوه مع العلم بأن مجمع الحلو العربي صار يباع اليوم بحوالى الـ2400 ليرة سورية فقط لا غير "راتب ثمانية موظفين محترمين مجتمعين متضامنين في بدايات الستينات من القرن المنصرم" ، واستهلكوا الطريق وازدردوه ثم ابتلعوه هم وغيرهم بحيث لم يعد يصلح لدخول وخروج إلا سيارة واحدة فقط لأن الجانب الآخر فيه رتل من السيارات المتوقفة لأنه ورغم ضيق الطريق لم يتم لحظ مرآب واحد لزوم التوقف في هذه المعمعة حيث البنايات السكنية المتلاصقة ...لا نعرف ما الذي سيحدث في يوم الخميس عند تقديم امتحان اللغة الانكليزية إذا كان الأهالي اليوم نسيوا لغتهم العربية وتاهوا في هذه البلبلة والبهدلة!!! لماذا تمت فرطعة التلاميز على هذا النحو ؟؟؟ ولماذا لا نخرج عن فولكلورنا الصومالي ولو لمرة واحدة في العمر فنريح طلابنا وأهلهم؟؟؟ كان الأفضل ترك الطلاب ليقدموا الامتحان في مدارسهم، مع تغيير أساتذتهم بحيث يتم نقل اساتذتهم نقلة واحدة فقط أي الى المدرسة التالية مباشرة لمدرستهم؟؟؟ ومن هذا المنبر الجليل نخاطب السيد وزير التربية الصومالي الجليل قائلين: بالله عليك يا سعادة الوزير اسأل والدة حضرتكم هل عم أتطن عليها أدنها لأنو نحنا أهالي الطلاب تذكرناها كتير بهل شنططة والبهدلة التي جرت علينا في هذا اليوم المبارك، وحتى الامتحانات القادمة وفي نفس المكان مركز بدر الدين محمد الغزال ط1 الكائن في باب شرقي شاغور جادة آل البيت!... ونفس الاسلوب بدون أي تغيير كل امتحان كفاءة وانتم بألف خير
هامش"الصورة المرفقة هي صورة المحتفى بها قبل دخولها المدرسة"
آرا سوفاليان
arasouvalian@gmail.com