مراكب البنفسج
أيتها الماضية إلى شفق الحلم.. هل تدرين.؟
هناك.. تحت سماء ما أضعتُ وطني..!
بحثت عنه في أيقونات السحر، فوجدته بين عينيّ تلك التي سكنتني ذات صباح فأشرقتْ ضياءً..
وحين لمستْ مني عتمة الروح، أضاء بين عينيّ شهاباً ليس كمثله شيء.! هي هناك.. تحت سماء ما..
تسألني: إلى متى أيها المخدوع نعيش زحمة الصمت في زمن الكلام.؟
إلى متى يرجف قلبك بين الأسلاك المدبّبة.؟
إلى متى تجترّ الخيبات، وأنت على غيمةِ الضياع تعتصر أمنياتك، ولا تهطل منها غير عبرات قهر.؟
إلى متى يا حبيبي الساكن تحت ظلّ النبض تغتصبك كل ملاحم التاريخ، ولم تدرك بعد بأنك الباقي..
لو نظرتَ خلفك لما وجدت غير صدور مجوّفه.. فارغة.. صامتة.. كلها تنتظر موتك كي تطوي الحكاية.
فهل موتك قريب.؟ أم ستستجدي من بين عينيَّ عمراً جديداً يأخذك بعيداً في رحلة الصمود.؟
هو هذا الـ أنا.. بحثتُ طويلاً عنكِ حتى أدمى الحصى كبدي.. ثم.. أطلّت علي فرحة عمري يوم وجدت بين عينيكِ وطناً أسكنه.
كان بلون البنفسج.. والبنفسج حزين، لكنه يعبق برائحة ممسّكة أطربت جنوني.
فألقيت على جانبي الطريق عذابات الانتظار.. واغتسلت بذلك النهر الدافق..
بينهما أسكن الآن.. يغتالني الشوق في اللحظة ألف مرة، فقلبي ما زال بين الحدّين، على قارعة الأسلاك ينتظر مركباً للسفر..
ـ إلى أين يا عمري.؟
هناك.. بين عينيها يسكنُ وطني.. وليس لي من سكنٍ غير حصيرة الوطن.
أيتها المبحرة على زورق الأمنيات، خذيني إليك فقد أتعبتني رحلة الصمود، وأبقيني بين جانحيك البنفسجيين علّني أعيش عمراً بعيداً عن عيون المتربصين بي موتاً.
قد أعيش كثيراً، فلا تعدّي عليّ اللحظات فكم مضت تلك اللحظات ثقيلة ذات عمر.
واتركي صدركِ يتنفس على صدري ريحنا.
فأنت مقامي وملاذي ووطني.
ع.ك
24/10/2004