يوميات عبد الرحمن الفرا
للكاتب سليم المبيض
-------------------
في أربعة أجزاءوتجليد فاخر كانت يوميات المجاهد الكبير المرحوم بإذن الله / عبد الرحمن الفرا –أبو اسعد –
رئيس بلدية خان يونس لربع قرن من الزمان وأكثر مابين أعوام 1930 –1958م
وضمت الأجزاء الأربعة سيرة ذاتية نقلها المؤرخ المعروف الأستاذ سليم عرفات المبيض كما هي دون تغيير أوتعديل وببعض التعليق
لكي يترك للقاري أن يحكم على ذلك الزمان الذي عاش فيه الشعب الفلسطيني بتفاصيله الصغيرة والكبيرة
في ظل مواجهة الاستعمار الغربي والصهيونية العالمية لإقامة كيان دخيل على المنطقة بكل أبعاده
يمكننا أن نقسم تلك اليوميات إلى أربع أقسام مختلفة بعيدا عن ما صدر منها على أساس المنهج التاريخي الذي اعتمده الكاتب الكبير والمؤرخ الحصيف الأستاذ سليم المبيض قائلا :
انه يقدم اليوميات كما هي لتسجل تاريخا للرجل – ماله وما عليه –
ولكي يكون مرجع للأدباء والكتاب حين يفكروا في معالجة هذه المرحلة الحساسة من التاريخ الفلسطيني
لأنها كتبت كيوميات يمكن أن تروى بقلم أديب روائي –
وكتبت كيوميات يمكن أن تكون جزء من التاريخ الفلسطيني في ذلك الزمان من خلال مدينة خان يونس
التي يمكننا القول أن لعبد الرحمن الفرا الفضل في التأسيس لنهضتها ووضعها في المكان الذي تستحقه
وهي لا تزال بلدةصغيرة لم يزد تعداد سكانها قبل العام1948م عن خمسة عشر ألف إنسان
فكانت واحدة من عشرين مدينة فلسطينية تتمتع بلديتها بمكانة مميزة
في الهيئة العربية العلياوالمجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الحاج أمينالحسيني
نحن يجب أن نقرااليوميات بنظرة المؤرخ أكثر من نظرة المحلل السياسي
ومع هذا تقف الرؤيةعند التقسيم الرباعي التالي
اليوميات العائلية
يوميات البلدية –بلدية خان يونس
اليوميات الوطنية –في ظل الهيئة العربية العليا
اليوميات العربية مع حكماء وحكام مصر والأردن والسعودية بالتحديد
والجدير بالذكر أن السيد عبد الرحمن الفرا كان من المؤسسين لجمعية الشبان المسلمين عام1927م
والتي انطلقت من خلالها حركة الإخوان التي أسست لها فرعا في خان يونس منذ العام1928م
كما كان لها فروعها في المدن الفلسطينية المهمة
وكان لعبد الرحمن الفرا علاقته المميزة مع الإخوان في هذا الجانب التأسيسي
0000000000000000000000000000000000000000000000
ولن نخوض في اليوميات العائلية لأنها اقرب إلى الأدب منها إلى السياسة والتاريخ
رغم أهميتها في كتابة الرواية الفلسطينية الواقعية التي تشكل الظل لأي عمل تاريخي وسياسي من منظوراجتماعي
وسوف نكتب سلسلة مقالات عن اليوميات على مستوى البلدية
واليوميات على مستوى الوطن الفلسطيني
وعلى مستوى العلاقات مع دول الجوار العربي
سائلين المولى عزوجل أن تكون هذه المتابعة إطلالة جادة للبحث عن جذورنا الفلسطينية
لان مذكرات رجل مجاهد مثل عبد الرحمن الفرا عاصر القضية في مرحلة الانتداب تبقى مهمة
لإنعاش ذاكرةالعالم بأن الشعب الفلسطيني ليس مجرد لاجئين هبطوا من القمر
لكنهم أصحاب حق وأصحاب ارض وأصحاب حكم وأصحاب سيادة
فكل مدينة فلسطينية يجب أن تحكي قصتها مع السيادة والأرض والحكم في مدن فلسطين كلها
وليتنا نجد مثل مذكرات عبد الرحمن الفرا لدى كل الرجال الذين عاصروا تلك الفترة ما قبل النكبة
لنبحث عن يوميات السيادة الفلسطينية في كل المدن الفلسطينية :
حيفا وعكا ويافاوالمجدل ورام الله والخليل واللد والرملة ونابلس وجنين وطولكرم
وبئر السبع وغزة وأريحاوخان يونس وبالطبع تاج فلسطين القدس
من يكتب لنا يوميات السيادة الفلسطينية على مدننا التي اغتصبها الصهاينة
هذا يثبت ان فلسطين كان يحكمها شعب عربي مسلم ومسيحي حتى العام1948م
لا يكفي أن نكتب عن النكبة من منظور إنساني
بل يجب أن نكتب القضية من منظور أننا العرب المسلمين :
كنا نسود هذه المدن التي تصهينت بفعل فاعل
وهنا المقدمة على أمل أن اكتب في سلسلة مقالات أخرى اليوميات بشيء من التفصيل أكثر
والله من وراء القصد

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي