ربما أدخل هنا في حقل ألغام لا خروج منه ، فكثير من الألغام زرعت بطريقة ذكية قد تجعل من المستحيل على سائر ألا تنفجر تحت أحد قدميه أوكليهما ، وللموضوع تقدمة ، فقد دعيت لصالون الشاعرة نور التركمان في عمان يوم الأربعاء الرابع من الشهر الحالي عندما كنت بطريقي للمغرب مستضافا من جمعية اللغويين والمبدعين المغربية بالدار البيضاء وجمعية بلسم للإبداع الأدبي بالمغرب وجمعية الشعراء في وسط المغرب في بلدة أيت أورير ، وجمعية الشعر المغربية بمراكش ، وكانت الندوة لتكريم الشاعر والأديب الفلسطيني عز الدين المناصرة ، وحضره معي الزميل خالد الشوملي الذي كان في زيارة أهله بعمان لأسبوع فقط ، ودار الحديث عن ظاهرتي التناص وما يسميه الأستاذ المناصرة التلاص ، والفرق كبير بين هذه وتلك ، ولست هنا لتفسير الظاهرتين ولا لتوضيح الفرق بينهما ، ولكنني سأتحدث بإبهام شديد عن ظاهرة التلصيص ، وسوف أكون كالسائر على حرف السيف حتى لا أثير عش الزنابير ، هذه الظاهرة هي أن بعض الكتاب والشعراء يتناسون أن لكل شاعر أو كاتب بصمته ، ومفرداته ، وقاموسه اللغوي ، وأسلوبه الذي يتجلى به بحيث لو أزيل اسمه عن عنوان نصه لما أنقص شيء لأن القاريء سرعان ما يعرف لمن هذا النص ، وحالة كاتبه حين كتبه ، وعندما يتناسون ذلك يمنحون مع من يحبون أو يعشقون نصوصهم كاملة بلا تعديل ولا أن يكون لمن لصصوه كلمة واحدة فيما يكتبون ، والمصيبة الكبرى أن بعضهن كان عندما كن ينشرن ما كتبن بمستوى متواضع ، وهذا ليس عيبا فكل من بدأ بدأ من أول درجات السلم ، ثم فجأة نزل الوحي ، والنبوغ الذبياني ، والإبداع والتألق ، هذه الظاهرة تدخل ضمن ظاهرة تزوير التاريخ التي يحذق بها العرب ، ويبزون غيرهم من الأمم ، لا أدري كيف يرمي أحد نصه أمام بيت آخر كاللقيط ، حتى ولو كان ذلك يضمن للنص أبا وعائلة أفضل !!!