كيف أستطيع تغيير سلوكي تجاه طفلي؟
الأستاذ ماهر الملاخ - باحث في المجال التربوي

... توطئة:
سؤال قد يبدو غريبا عن القاموس الذي اعتاده الآباء في مجال التربية، و الذي يجعل تغيير سلوك الطفل هدفه الأول و الأساس، و لكني مع ذلك أقول لك:
إذا كنت من الذين اطلعوا على موضوع: مثلث العنف التربوي:
فأرجو أن تكون من الذين قد أدركوا خطورة تبني خيار العنف تجاه الطفل، فقرروا التخلي عنه.
و إذا كنت من الذين اطلعوا على موضوع: المفاتيح السبعة لعالم الطفل:
فأرجو أن تكون من الذين قد أدركوا مدى الغربة التي يعيش فيها الطفل بين أيدينا، فقرروا التجاوب الإيجابي معه.
و إذا كنت من الذين اطلعوا على الموضوعين و أدركوا الأمرين و قرروا القرارين، فأرجو أن تكون من الذين قد طرحوا السؤال التالي:

و عليه أقترح عليك الخطوات الأربعة التالية:
أولا: أن تعترف بأن سلوك طفلك هو انعكاس لسلوكك معه.
ثانيا: أن تجعل حاجة طفلك مركز اهتمامك عوضا عن سلطتك.
ثالثا: أن تجعل سلطتك في خدمة حاجات طفلك.
رابعا: أن تتبنى الخيار الإيجابي في التربية عوض الخيار السلبي.
أولا: أن تعترف بأن سلوك طفلك هو انعكاس لسلوكك معه:
قد يروق لبعضنا أن يتناسى بدهية بسيطة مفادها: أن أطفالنا مهما كانوا "مزعجين"، فإنما هم نتاج ما صنعته أيدينا.

ولأننا ننسى ذلك، فإنه يحكى أن مؤذنا نام حتى أشرقت الشمس، فلم يؤذن لصلاة الفجر، ولما استيقظ خرج إلى الناس محتجا، لا على نفسه و لكن على الشمس التي أشرقت قبل الوقت المعتاد.
و حتى لا نقع في تمثيل دور المؤذن الذي يحتج على الشمس التي أشرقت قبل الموعد، بدل أن يعترف أنه قد نام أكثر من اللازم، فإنه علينا أن نتقبل أولا أننا المسؤولين عن السلوك الذي يمارسه الطفل، و الذي نشتكي نحن منه، و ما هو في الأصل إلا فعلنا ارتد إلينا.
منقول من مركز تنمية الطفولة (( جدير بالقراءة والإهتمام ))