بسم الله الرحمن الرحيم

قرية المحزم .. بيوتات ورجال



أرض صدرها ماء وظهرهـا جبـلُ *** هي واحة خضراء فيها الشهد والعسلُ
على دجلة الخير ضفاف ربوعهــــا *** وأرضهــا جنـة فيـهــا ألسهــلُ والتــلُ
النخل والرمان والزيتون غرسهـــا *** حباهــا الله بالخيرات وَمَنٌـــهُ فضـــــلُ
هي قرية المحزم طاب ثراها بأهلها *** هـم عناوين طيبٍ وهم للطيبِ اهـــــلُ
أدام الله ربـــي خيراتهـــا أبــــــدآ *** وأمنها بأهلهــــا فـــي كــــل فصـــــلُ


**
الموقع والتسمية : المحزم قرية عراقية صغيرة ، زراعية جميلة تقع شمال مدينة تكريت بمسافة
( 13 ) كم وتبعد عن طريق عام تكريت_بيجي مسافة ( 4) كم باتجاه الشرق ،
وتسميتها مرتبطة بطبيعة موقعها الجغرافي على نهر دجلة الذي كان يحيط بها راسمآ شكلآ متقعر يسير من الشمال للجنوب (من جهة الشرق) ، وسلسلة الجبل الممتد من الشمال للجنوب ( من جهة الغرب) فهي محزمة اومطوقة بالنهرالمتقعرالشكل والجبل...والجبل المقصود عبارة عن سلسلة تلول ذات طابع جبلي لها قطع حاد من جهة الشرق قبالة النهريبلغ ارتفاعها مابين( 40 / 50) متر تقريبآ .ويتخلل الجبل طريق طور وبلط لنزول السيارات من الاعلى الى منطقة المحزم الرسوبية في الاسفل على سفح نهر دجلة ويسمى هذا الطريق بلغة اهل المنطقة (طريق المفازة)..



وفي نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات من القرن الماضي توسعت المحزم وتغيرت مجاري النهر وارتقى بناؤها الى سطح الجبل هروبا من مايسببه فيضان دجلة من خسائر وكسبا لآراضي يستطيع اهلها التوسع فيها في البناء ..وكان اول من نقل داره للمنطقة العليا من الحجاجي المرحوم الحاج طايس عبدالله الحاج احمد رحمه الله تعالى وسبقه بذلك مجموعة من فلاحي القرية ، حتى اخذت القرية بالامتداد باتجاه الشارع العام غربآ ،، وعليها تقام حاليا كل الخدمات المتوفرة بالقرية من مدارس ومستوصف ومسجد جامع تقام فية الصلوات الخمس .. ولم يبقى في المحزم السفلى الا مشروع الماء وبيوتات معدودة اهمها دارالمرحوم حماد شهاب الحاج احمد ودار المرحوم ثابت سلطان الحاج احمد اضافة الى بيوت الحجاجي القديمة التي يسكن معظمها الفلاحين وبيوت قليلة اخرى للفلاحين ايضا ..

[u]أهل المحزم وسكانها الاصليون :[/u] أصل عائدية منطقة المحزم كانت لعائلة غنية من عوائل اهل تكريت الكرام وهم الجعافرة المحسوبين مع البو ناصر سابقآ ، وبيعت في زمن العثمانيين واشترى قسمها الاكبرمنهم والد الشيخ احمد الياسين ((وهو السيد احمد بن علي بن عوني بن محمد بن علي ابن الامير عبداللطيف)) رحمهم الله جميعا .. والقسم الاخر اشتروه الساده أولاد المرحوم الحاج أحمد الياسين من الجعافره أيضا (من المرحوم محمد صالح عبدالله الجعفري) وعندئذ أصبحت أرض المحزم بغالبيتها تعود ملكيتها للحجاجي .. وقد سجل الحجاجي قسم من اراضيهم (قطع أراضي صغيره ) بأسماء من الاصدقاء والأقارب من ابناء عمومتهم .. ومن الدوريين الاصل من عشيرة البو مدلل والبو حيدر ومنهم بيت المرحوم سهيل عبدالله كريم والمرحوم حمد نجم عبدالله والمرحوم محمد نجم عبدالله وهو والد المرحوم (( دحام محمد النجم )) وهم من العوائل المعروفة والمعتبرة بالمنطقة..

وكان نظام الاستملاك والسقي في تلك الفترة يسمى ( كرود) أي حصص توزع على اهل المنطقة لتشكل عدد معين(من العدد المطلوب ووفق الشروط في حينها حتى يتسنى ويستحق اهلها معه ان يزودوا بمضخات الماء الاروائيــــة ، (وفق خريطة تملك اوستن)... وطبيعي قام الحجاجي بجلب اقاربهم ومعارفهم للعمل بالزراعة والفلاحة حسب نظام الكرود حيث تكاثر العدد بسكن الدوريين من البو مدلل والبو حيدر.. ومع مضي الزمان وتطور الالة الزراعية دخل القرية للعمل فيها في مجال الفلاحة اناس أخرين من السادة المعامرة وعرب الدليم واللهيب والبونمر والكرد وغيرهم وسكنوا وتوطنوا بالقرية وبنووا فيها دورهم الخاصة ولا زالو فيها كحال واحد متآخين متعاونين ويبلغ تعداد سكنة المحزم ما يقارب (1500 ) نسمة موزعين على مايقارب ( 250 ) دار سكنية ...


المحزم وأهميتها الزراعية:: ان الموقع المتميز لمنطقة المحزم جعلها من افضل المناطق الزراعية لكونها ارض رسوبية مستوية خصبة اتصفت بزراعة المحاصيل الشتوية والصيفية وزرعت فيها البساتين الحاوية على انواع النخيل والاشجار المثمرة .. مما جعلها تشكل رافدا مهما لاسواق تكريت والموصل وكركوك وحتى بغداد في فترات معينة لسد حاجاتها الزراعية وتقدر مساحاتها المحزم الزراعية ما يقارب ( 500) دونم طابو صرف لاهلها من غير المناطق الاميرية المحيطة بها.. وكانت في أرض المحزم جهة الشمال باتجاه قرية الحمرة المجاورة حويجة تنمو فيها الطرفة وشجر الغرب يملكها المرحوم الحاج سعيد توفيق عبد الغفور الناصري وتسمى بأسمه،، وفي مطلع السبعينات اشتراها منه المرحوم الحاج امين العلي وحولت الى ارض زراعية وزرع فيها بستان مثمر.. .. كما تربى في القرية انواع المواشي والاغنام والابقار كثروة حيوانية لاغنى عنها لأهلها في الحياة القروية.
*
وبعد الاحتلال الهمجي البغيض للعراق سنة 2003 م انتكست نظم الزراعة والري ونظم خزن مياه الفيضانات وسبل السيطرة عليها في السدود وما آلت اليه الامورمن تدهورعام نتيجة فقدان الكفاآت والايدي الوطنية الشريفة المختصة..وفقدان الدعم الحكومي للفلاحين وشحة الكهرباء والمحروقات الزراعية ،، وانجراف أراضي واسعه جدا في مجرى النهر نتيجة للفياضانات المدمره واالعنيفه لتعثر عمل السدود ، وطبيعي ان تتأثر ارض المحزم بذلك ،، حيث ابيدت وانجرفت بساتين كانت مثمرة بكاملها .. مما جعل اهلها يفكرون بالبدائل ومنها ظهور اقامة احواض تربية الاسماك وانتشارها والتي تحمل مخاطر كثيرة على تربة الارض مع تقدم السنوات العجاف والله المستعان ..

ألبيئة الاجتماعية الحالية للمحزم : كما ذكرنا ان الحجاجي آل احمد الياسين هم البيت الكبير القديم الذي نشأ بظله مجتمع المحزم .. فالسيد الشيخ احمد الياسين كان الرجل الذي اكرمه الله تعالى بموجبات رحمته وسابقات فضله ، فهو الشيخ التقي العابد الورع امده الله تعالى بالمال والبنون وجعل البركة فيما آعطاه، فقد طال عمره وحسن عمله وبارك الله له في ذريته ايضآ والله يختص برحمته من يشاء ،، وهل جزاء الاحسان الا الاحسان.. فقد قضى عمره بكسب الحلال وطاعة الرحمن ، عاش (( 138 ))عاما صاحب العلماء وسمع منهم واكرم قدرهم ومنهم قريبه نسبآ العلامة المجتهد الشيخ داود بن سلمان الناصري،الذي آخاه وماشاه حتى اوصى الاخير رحمه الله المتوفى عام (1360 هجريه الموافق 6/آذار/1941 م ) ان يدفن عند موته قرب الحاج احمد ونفذت وصيته،،

ولقد ذكر من شاهد الحاج احمد وعاصره فترة بكونه عربي أصيل، بدوي الطبع متواضعآ سخيأ كريما مصلحا يحب الانفاق في سبيل الله بارآ بالارحام يتفقد اقاربه كل اسبوع عندما يأتي لصلاة الجمعة على ظهر جواده من المحزم الى تكريت ويمر بهم بيتا بيتا ، له كلمته المسموعة عند مختلف العشائر المحيطة وبذلك تقدم على عموم اقاربه بسابق فضله ليكون رئيسآ لعشيرته اللطيفات واحد رموز قبيلته ال ناصر من غير طمع ولا حب تسيد حتى لحق بربه الاعلى بتآريخ ((في شهر رمضان الفضيل عام 1355هجريه /الموافق ايلول 1936)) ودفن بمقبرة تكريت.. له المغفرة والرحمة وعليه شآبيب العفو والرضوان .

وكي لانطيل فالنارلاتحتاج لسارية اوعلم .. بقت سجايا وطباع الشيخ احمد الياسين في اولاده الطيبين وصولآ لحفيده الشيخ الحاج امين بن علي الحاج احمد مجدد سمعة أهله الكرام، فبتغير الوقت وتغيرالحالات الاجتماعية والسياسية للبلد نهض الشيخ امين رحمه الله وسط ذلك الوقت واستطاع ان يبني مجدا وعزآ لعموم اهله واقاربه واهل بلدته ،،، من خلال شخصيتة العربية القوية والكريمة وحافظ على جميع سجايا اهله الطيبة بالسخاء ومكارم الاخلا ق وإمتد صيته الطيب الاثر لعموم سوح العراق ويتعداه حتى توفاه الله تعالى عام 1993م رحمه الله تعالى وأكرم مثواه .. وقام من بعده اولاده الشيخ خالد والشيخ حاتم حفظهما الله ليتحملا هم واخوانهم وابناء عمومتهم مسؤلية الحفاظ على كل ماتحمله عناوين القدوة الصالحة والاثر الطيب للعائلة الكريمة والعشيرة الموقرة في جميع نواحي العلاقات والمآثرالمسجلة لاجددادهم فكانوا وبقوا بتوفيق الله خيرخلف لأطيب سلف وبقت المحزم ارض طيبة ينظر لها بعيون الاحترام والتبجيل وتقصد من بعيد وقريب..والحمد لله رب العالمين.

وللحجاجي ال احمد الياسين في المحزم بالوقت الحاضر أربعة بيوتات رئيسيه وهم أعمدة تكوين الحجاجي واللذين هم ذرية الشيخ الحاج أحمد الياسين الذي اعقب من الذكوراربعة هم ::
( عبدالله /والحاج شهاب /وعلي/ والحاج سلطان رحمهم الله جميعا ) ..
فبيوتات أولاد الحاج طايس والحاج فارس وخيرالله هم حفــدة عبداللـه الحـاج احمـــد..
وبيوتات أولاد الحاج شريف ،والشهيد حماد هم حفـدة الحاج شهاب الحــاج احمــــد..
وبيوتات أولاد الحاج ضامن والحاج أمين والحاج عبدالفتاح هم حفدة علي الحاج احمـد..
اضافة الى بيوتات اولاد الحاج ســـــلطان ابن الحـــــــــــاج احمــــد الياســــين..

وكل ماذكرناهم من الحجاجي فإن أكثرهم يسكنون حاليا في قرية المحزم والباقي
سكناهم موزع بين تكريت والبيجي وبغداد(سابقا)..ويتقدمهم بيت المرحوم الشيخ
الحاج أمين رحمه الله تعالى متمثلآ بالشيخ خالد الحاج امين رئيس العشيرة والشيخ
الوجيه الفاضل الحاج حاتم الحاج امين امد الله وبارك لهما وأعانهما في ديوانهم العامر المفتوح للداني والبعيد ليل نهار..
**
ولعمومة الحجاجي واقاربهم في الرحم والنسب بيوتات في مجتمع المحزم:
منهم بيت الشده ( هم بيوتات اولاد علي وحمد الشده رحمهما الله ) يتقدمهم السيد ( إبراهيم حمد الشده ) .. ومن اقاربهم ايضآ من البو خسارة وهم ( بيوتات الحاج مهدي والحاج جبار وإبراهيم اولاد رجب المحمد الخسارة رحمهم الله ) و يتقدمهم السيد ( سعد مهدي ) ..
ويسكن في قرية المحزم كذلك ::
الدوريين البومدلل ومن بيوتاتهم ( آل محمد وحمد النجم وبيت المرحوم سهيل) ويتقدمهم الآن علي دحام محمد النجم ..
وكذلك من الدوريين البو حيدر بيوتات ومنهم ( البو سناوي وبيت المرحـوم علي ( علون ) ويتقدمهم الآن احمد العلي ..
..
كما يسكن قسم من الساده المعامره ومنهم أولاد المرحوم ذنون والمرحوم إسماعيل أولاد إبراهيم المعماري ويتقدمهم خميس إسماعيل واخوته وابناء عمه..
ومن البــــدو يوجد شمر منهم بيت المرحوم علي الموســى ..
ومن اللهيب بيت كردي الخابور ويتقدمهم بيت عايد الكردي ..
ومن الدليــم البوعبيد ويتقدمهم بيت عيسى وموسى الخلف ...
وأيضا هناك عوائل وبيوتات آخرى ، تسكن المحزم من مختلف أطياف المجتمع العراقي وعلى أختلاف أجناسهم ومذاهبهم ويجمعهم المحزم دون تفرقه أوتطرف يذكر اذ يشكل مجتمع المحزم عراق مصغر .. تسوده سكنته وأهله الالفة والمودة..والاحترام المتبادل ...

اهم معالم المحزم ::
*
* مسجد المحزم
: بناه المرحوم الحاج امين عام 1978م في منتصف القرية اعلى الجبل وهو مسجد جامع تقام فيه الصلوات الخمس والخطب الجمعية وتحيى فيه المناسبات الدينية، تبلغ أبعاده (30/15 م2 ) م تتوسطه قبه دائرية قطرها (4) م ،واول خطيب فيه المرحوم العلامة ملا محمود الدهيمة الصميدعي ... وللمسجد دار للأمام ومرفقات للطهارة والوضوء وحديقه وسياج خارجي ومنارة من الحديد بإرتفاع (15) م تعلو من فوق سطح الجامع..

وقبة خضراء عالية حديد منارتهــا *** بها الصلوات الخمس تقـام والقـرآن يرتـلُ
وخير بيوت الله على التقوى إن بُني *** وعليه بالصلوات والاذكار الرحمات تتنزلُ

*
** المدارس // توجد أربعة مدارس وعلى النحو الآتي مدرسه إبتدائيه للذكور ومدرسه إبتدائيه للبنات ومدرسه ثانويه للذكور ومدرسه ثانويه للبنات..والثانوية تحمل اسم الشهيد العقيد الركن عدنان شريف // وهو اول شهيد من شهداء المحزم في معركة قادسية صدام المجيدة واحد ابناءها البررة الشجعان..رحمه الله تعالى بواسع رحمته .
** المستوصف الصحي ...
** كما توجد في المحزم ثلاثة مشاريع ماء كبيره وموزعه على النحو الآتي::
مشروع للمحزم // والآخر يجهز حي حماد شهاب // والآخر يجهز حي الصقور..
*
***وللمحزم على شاطئ دجلة موقع طبيعي جميل نادر في منظره الخلاب تقصده عوائل تكريت اوقات الصيف للتنزه والمتعة والسباحة جالبين معهم
امتعة العشاء والشاي بسفرات سياحية هاربين من شدة حرارة الصيف اللاهب وانعدام الكهرباء ..ليقضوا فيهات ساعات راحة واستجمام هادئة خصوصآ على ضوء الليالي المقمرة ،، بعدما حرموا من شواطئ تكريت الغناء (بعد الاحتلال الاجنبي) حيث كانوا يقيمون على شواطئ تكريت السيابيط التي قوامها الخشب واوراق شجر الغرب والسوس ويزرعون عليها الشطاطي بخيراتها المعروفة من الرقي وانواع الخيار واللوبيا والتي كانت تمثل اهم معالم المدينة التراثية المتوارثة لمئات السنين تناقلها الابناء عن الاجداد جيل بعد جيل حتى طوتها الضروف القاهرة للاحتلال ومخلفاته التي غيرت طبيعة الاجواء السائدة وخنقتها بمفاهيم الامن الجديدة التي تخدمه وأعوانه على حساب امان المواطن وحريته في التمتع بجمال وطبيعة ارضه التي يعيش عليها..
*

***ومن الجدير بالذكر أن ارض المحزم انشأت حولها من جهة الغرب معسكرات حكومية تابعة لوزارة الدفاع العراقية مطلع السبعينيات ، وبنيت لمنتسبي وحداتها قرية عصرية على الشارع العام تكريت / بيجي على مدخل الطريق المؤدي لقرية المحزم،، وسميت قرية ((حماد شهاب)) تخليدآ لإسم احد ابناء ورموزالمحزم وهو المرحوم الفريق (حماد شهاب الحاج احمد) وزير الدفاع في وقته الذي استشهد غدرآ في 1 تموز 1973 في المؤامرة الفاشلة ضد الحكم الوطني آنذاك ..والقرية حاليا تأؤي خليط لمنتسبي وموظفي محافظة صلاح الدين وشرائح اخرى.. وفي عام 2001 م أنشا فيها مسجد كبير بناه على نفقته الخاصة الحاج حسان بن المرحوم الشهيد ثابت سلطان الحاج احمد.. فجزاه الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته وأهله ومن ساهم معه من ابناء عمومته الحجاجي آل احمد الياسين ..


هذا ما وفقنا الله لتوثيقه واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين