ملف مرفق 1651

ملأ سامي غرفته أوراقا , ومفكرات, وتناثرت مزق التقويم الهاشمي الذي يذيل دوما بحكم ومقولات...
كل مايسمعه من الخارج والداخل يسجله على كراسته الخاصة , حتى ضاقت غرفته بكل هذا..
مازال يقرأ كثيرا لأنه يفخر بين أصدقائه قائلا:
-انتظروني سأصبح كاتبا كبيرا مثل خالتي الغالية...
حتى لما حاولت والدته جمع ماتناثر وترتيب الفوضى العارمة فيها , صاح عاليا مستنكرا تلك العمليات الإجرامية:
-إلا غرفتي لاأحد يعبث بها أبدا حتى اخي الصغير!!..
حزنت الام وخرجت تشكو أمرها للخالة تلك القدوة التي مرت جراثيم هوايتها بدم سامي فلوثته بالفوضى المزعجة..
-تعالي أصلحي ما حصل لم يعد بي طاقة على محاروته مطلقا ..لقد بات عنيدا جدا و صعب المراس...
جلست الخالة قربه ظهرا بعد تناول وجبة رائعة من الأرز والخضار , خاصة أن والد سامي كان مسافرا في مهمة رسمية من قبل عمله...فكانت فرصة سانحة لمحاورته بحرية.
نظرت لغرفته بأسى والفوضى تأكل حتى الجدران أكلا ,من صور وفقرات وشذرات وكتابات..حتى بات نوم أخيه الصغير فيها شبه مستحيل..
-حبيبي سامي يا روح خالتك ..ما أراه هو نموذج صغير لما أدخلته لعقلك الجميل تماما, فهو ذكي وحريص ومصر على دخول هذا العالم الشائك بقوة وصبر وأصرار..
لكن مازاد عن حده سينقلب لضده..أنت في الصف السادس الاتبدائي ولو بدات مسوارك الادبي من الآن بهذا الشكل فالأمر سيستمر بطريقة فوصوية تماما وغير ناجحة ولا مجدية..
عقلك يا سامي ليس مكب نفايات..فمن يريد أن يصبح مهندسا يقرأ في أمور الهندسة ..والأديب يقرأ رويايات قصص شعر..ومن رتب مكانه رتب عقله..
قم لنرتبها معا ولنعرف ماهو المفيد وماهو غير ذلك ..
-نظر سامي لخالته ونظر لأرواقه...وحاول التعبير بطريقة لم تسعفه الحروف حينها..
-ولكن..
-هذه ليست غرفة أديب أبدا..هل الأديب المبدع يعني الفوضوي ذو التصرف الشاذ؟ ليس بالضرورة..
هيا ياسامي سوف نقوم معا بتنسيق مايفيد ومالايفيد..قبـّل يد والدتك لأنها تحبك وإن لم تكن أديبة فماذنبها ان تتحمل أديب رائع مثلك وفوضاه ؟ هي مبدعة في أمور أخرى تماما..يكفي أنها ربت الأديب الجديد سامي..
هيا كي نرتب أوراقك ياسامي...
عانق سامي خالته وقبل يد أمه..ومسح من عينيها دموعا استعصت عن الهطول..وشرعوا جميعا بترتيب طاولة الأديب الجديد...
ريمه الخاني 23-4-2012