تغيير مواعيد الامتحانات في التعليم المفتوح
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
المصدر زينة بيطار
12 / 02 / 2007
لا يخفى على أحدٍ التخبُّطُ الذي عانى منه التعليمُ المفتوحُ ... من الشائعات إلى عدم توافر البنيةِ التحتيةِ والكوادر الكافية إلى إشكالات طالت المنهاج والتسجيل ... بصيغة أخرى كان القانون والتنظيم مغيَّبان ... لا شيء يحكم التعليم المفتوح ... أي لا درب واضح أمام طلابه ولا هم يحزنون..




ويبدو أن الأمر لم يعد يُحتمل بعد عدة سنوات من بدء التعليم المفتوح في سورية ... فالفوضى في التسجيل أثارت الكثير من "الشوشرة" هذا العام ... كما أن إشكالية الاعتراف بشهادة التعليم المفتوح كان أمراً غير قابل للأخذ والرد بعد عدة سنوات من نظام تعليمي تدعمه الحكومة ... فتم التأكيد على الاعتراف بالشهادة ...


وأخيراً وعد وزير التعليم العالي "غياث بركات" بتغيير منتظر في نظام التعليم المفتوح و"بشّر" عبر صفحات "بلدنا" بأنه " سيتم وبدقة تحديد سقف التعليم المفتوح ... هناك ضوابط ونظم ... سنشهد تنظيماً دقيقاً ومحدداً لهذا التعليم .." ... كان ذلك حيث انعقد مجلس التعليم العالي لبحث هذا الأمر وتم التأكيد خلال الاجتماع على وضع هويةٍ للتعليم المفتوح يتم على أساسها التعامل معه ... وأشار الوزير إلى أنه نظام تعليمي يجسّد معنى التعليم المستمر مدى الحياة ... وتناول المجلس وبالتفصيل موضوع المناهج، حيث يفترض بها أن تتلاءم مع المستوى المطلوب وبالتالي وضع ضوابط وأسس معينة للتأليف ... وفي نهاية الأمر (وضع مجلس التعليم العالي القواعد والضوابط التي تحكم التعليم المفتوح من حيث الإدارة والأهداف وقواعد القبول والتسجيل والانتقال ونظام الامتحانات ومواعيدها ورسم الأحكام التي تساعد في إدارة هذا النمط من التعليم بهدف تصويب مساره وقوننته وتحصينه وزيادة فرص القبول الجامعي وإيجاد اختصاصات جديدة غير متوفرة في التعليم العام.


واعتبر المجلس التعليم المفتوح جزءاً من منظومة التعليم العالي تتحمَّل الجامعات الحكومية كل المسؤوليات المنوطة به، هدفه توسيع فرص القبول الجامعي وتحقيق التعليم المستمر يقتصر القبول فيه على الكليات التي تتوافر فيها المستلزمات والإمكانات اللازمة لها مشيراً إلى أنه لا يجوز افتتاح أي اختصاص قبل التحقق من توافر الكادر التعليمي والإداري والبنية التحتية اللازمة.


‏وأقرَّ المجلس إحداث دائرة موازية خاصة بنظام التعليم المفتوح في كل كلية تطبق التعليم المفتوح إذا دعت الحاجة تقوم بما تقوم به الدائرة في التعليم العادي، ويتم القبول في نظام التعليم المفتوح وفق قواعد المفاضلة الخاصة على أن يكون الطالب حاصلا على شهادة الثانوية السورية أوما يعادلها ومتفقة مع الاختصاص المطلوب التسجيل فيه إضافة الى حاملي شهادة المعهد والشهادة الجامعية ويعفى المقبولون منهم من المقررات المماثلة).
إلا أن النقطة التي من المفترض الوقوف عندها هي "البنية التحتية اللازمة" والتي لا بد أن تسعى الوزارة إلى تأمينها ... والتي للأسف ربما ستحتاج إلى الوقت الأكبر مقارنة بغيرها من اللوازم ...


وها نحن اليوم نصطدم من جديد بعنصر البنية التحتية ... فاصطدم البرنامج الامتحاني للتعليم المفتوح مجدَّداً ببدء الدوام الرسمي للتعليم الحكومي في الجامعات مما ترتب عليه اضطرار القائمين على التعليم المفتوح إلى إجراء تعديل في البرنامج الامتحاني، مما تسبَّب بإحداث أزمة لعدد من الطلاب حيث اصطدمت المواد الامتحانية مع بعضها وتزامنت موادهم بعد التعديل في اليوم نفسه ... وربما كان من الممكن تفادي المشكلة لو أن هذا التعديل تمَّ في وقت مبكر إلا أن يأتي هذا التعديل في الأيام الأخيرة قبل الامتحان فقد تسبَّب ذلك بإحداث إرباك ... وبعضهم اتصل بـ"بلدنا" يشتكي ... والأمر لم يقف عند هذا الحدّ، فقد تقدَّمت إحدى السيدات بطلب يقضي بإيقاف تسجليها لإحدى المواد التي تمَّ تعديل موعدها ذلك أنها تتزامن مع مادة أخرى ... لكن طلبها قوبل بالرفض ...


"بلدنا" التقت الدكتور "أحمد نتوف" مدير مركز التعليم المفتوح" تسأل عن الإجراءات التي تمَّ اتخاذها ...
الدكتور "نتوف" بيَّن أن سبب التعديل هو بدء دوام التعليم الحكومي وأنهم بعد النقاش لم يستطيعوا إقناع الجهات المعنية بقبول تأجيل الدوام أكثر من ذلك ... والتأخير في القرار يعود إلى الضغط ... والتغيير يقتصر على تقديم 3 مواد اختيارية بضعة أيام لا أكثر ولا أقل وتم هذا التعديل قبل سبعة أيام من بدء الامتحان ...
وحول لماذا لم يتم الإعلان عن هذا التعديل مما جعل التعديل بمنزلة مفاجأة للطلاب قد لا يتنبهون له إلا بعض مضي الوقت؟... فقد أشار الدكتور "نتوف" أن الذي حدث كان مفاجئاً، ذلك أنه دون سابق إنذار تم إغلاق موقع التعليم المفتوح من قبل الشركة المنفذة له وهي شركة كندية، وتمَّ إجراء عدد من الاتصالات معها لكن أحداً لم يجب ... وتم الاستنفار لإنقاذ الموقع وأخيراً وبالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية تمَّ إحداث موقع جديدٍ والإعلان عنه في الشريط الإخباري على شاشة التلفزيون السوري ... هذه الفوضى كلها ... سببت الكثير من الإرباك للطلاب...
ويعود الدكتور "نتوف" لينوّه أن هدفهم هو تأمين راحة الطالب حتى المواد التي تمَّ تقديم موعدها هي مواد اختيارية ...
وعند سؤاله عن سبب رفض إيقاف تسجيل بعض المواد، ذلك أن التعليم المفتوح هو تعليم مدفوع الأجر، فقد شرح مدير مركز التعليم المفتوح أن رفض الطلبات يعود لعدم وجود قانون يدعم هذا الأمر، وحسب القانون فإن إيقاف التسجيل إما أن يتم شاملاً كل المواد أو لا يتم ...
وعلى اعتبار أن التعديل أيضاً ليس أمراً نظامياً وغير محكوم بقانون وبالتالي على القائمين أن يتعاملوا مع طلبات الطلاب بطريقة أيضاً تنسجم مع الإجراء الذي اتخذوه بتعديل مواعيد بعض الامتحانات فقد أشار الدكتور "نتوف" أن الأمر لم يتم إغلاقه نهائياً فمن الممكن أن يتم تغيير المواعيد مرة أخرى أو اتخاذ إجراء من شأنها مساعدة الطالب ... باب النقاش لا يزال مفتوحاً وإن كانت الطاقة الاستيعابية للجامعات تسبب هذه الإشكالات فإنهم سيسعون في التعليم المفتوح إلى تحقيق راحة الطالب ... والقصة لم تنتهِ بعد...
إذاً، هناك وعد بإرضاء الطلاب ... لكن كيف ومتى ؟... وهل ستفرز النقاشات حلاً حقيقياً يعوض على الطلاب؟ ... أم نقول للطلاب: عليكم بالدراسة ليل نهار لكي تلحقوا بهذا التعديل ... فربما النية سليمة ... والاتجاه واضح لمعالجة النواقص في التعليم المفتوح ... لكن كل أمر يحتاج إلى وقت كي يصبح على أحسن حال ... ومع تمنياتنا بالنجاح لكل الطلاب ..

آخر تحديث ( 12 / 02 / 2007 )
www.ol-damas.net
مغلق مؤقتا
مواقع ذات صلة
http://www.olc-albaath.net/

http://www.syria-news.com/edu/readnews.php?sy_seq=22328

www.ol-damas.net