الأتراك الاتحاديون أو الضباع البشرية...بقلم: آرا سوفاليان
كل الشعوب المنضوية تحت نير العبودية قررت الانفصال عن السلطنة العثمانية ودفعت الغالي والرخيص ثمناً للحرية، وقامت بالثورات الشعبية وانهكت مستعبديها... من حدود النمسا الشرقية الى اليونان والكريت والبلقان والصرب والبلغار والقبارصة والقوقاز في شمال شرق السلطنة والعرب على الحدود الجنوبية للسلطنة من اليمن الى الحجاز الى بلاد الشام والتي عرفت فيما بعد ببلاد سوريا ولبنان وفلسطين والاردن، الى افريقيا من شرقها والى غربها، والأرمن وهم من الشعوب المنضوية تحت نير العبودية التركي.
وكانت أخطر هذه الثورات ثورة الشعب الأرمني، وهي الثورة التي قام بها الشعب الأرمني لنيل حريته واستقلاله، فقابلته القوى الاستعمارية وقتذاك (فرنسا ـ بريطانيا ـ روسيا القيصرية) بأشد درجات الجحود والعقوق والكفر، ولأن الأرض التاريخية للشعب الأرمني هي الأناضول "آسيا الصغرى" وهناك تداخل حاصل ما بين الشعب الأرمني والأتراك، وهذا التداخل سيؤدي الى انهيار السلطنة العثمانية في حال نجاح الثورة الأرمنية وبالتالي كان لا بد من القضاء على الأرمن كشعب وثورة وإجتثاثهم من أرضهم التاريخية وإفناؤهم عن آخرهم.
ولأن العلوم الجنائية لا تعترف بوجود الجريمة الكاملة فإنه وبالمثل لا توجد ابادة عرقية "جينوسيد" كاملة فلقد بقي من الشعب الأرمني الشهيد من بقي على قيد الحياة ليتحدث ويفضح الجناة أو الضباع البشرية وممارساتهم الوحشية بحق هذا الشعب الشهيد.
لم يكن هناك أي وجود للأتراك قبل القرن العاشر في الأناضول فلقد كانوا قبائل همجية تعيش في تخوم الصين ومنغوليا الى أن قرروا الزحف بإتجاه الغرب فأذاقوا شعوب المنطقة العلقم والسم الزعاف، ولم يكتفوا بالقضاء على الأرمن وتقويض ممالكهم واستقلالها بل زحفوا باتجاه الجنوب فقضوا على الخلافة العباسية وأحرقوا بغداد ومكتباتها ووصلوا الى دمشق فحرثوا بساتينها بعظام أبنائها وقتلوا معظم سكانها حتى فرغت من البشر والتهمت النيران الزرع والحجر فاستقدموا لها سكان جدد من التخوم والأمصار ... فلقد كانت كتب التاريخ العربية والآشورية والرومية والفارسية تتحدث عن الفرس وبلادهم في الشرق "مملكة فارس" وأرمينستان وبلادهم في شرق وأواسط وغرب الأناضول ، فأرمينيا الشرقية هي البلاد الواقعة ما بين القوقاز وبلاد الأذر الى نهر الرث أما أرمينيا الغربية فحدودها من غرب نهر الرث الى منابع دجلة والفرات والى أواسط الأناضول، أما مملكة كيليكيا الأرمنية فتمتد حدودها من مرسين في الغرب وأضنة وسيس ودورت يول وبياس والاسكندرونة وماجاورها حتى تخوم مرعش وغازي عنتاب في الشرق، أما في الغرب وفي الشمال الغربي فتتحدث كتب التاريخ عن وجود امبراطورية الروم وعاصمة ملكها القسطنطينة التي تم اخضاعها في العام 1453 وتم تدمير كنيستها الرومية الأورثوذوكسية وتم نفيها وطردها وتهجيرها بتآمر وتواطؤ من الكنيسة الكاثوليكية الغربية وعاصمتها روما بمعية بابوات جاؤوا بكل أسف من الشارع اليهودي وضاعت آجيا صوفيا وتحولت الى مسجد واليوم الى متحف.
والمعادلة المعروفة كانت التالية: إن نجاح ثورة الشعب الأرمني في أراضيه التاريخية يعني القضاء على الوجود التركي في آسيا الصغرى وبالتالي فيجب القضاء التام على كل الشعب الأرمني.
وبدأت المسألة في 24 أبريل نيسان من العام 1915 بتوجيه برقيات الى كافة مواضع الجيش والشرطة والأمن والتشكيلات المخصوصة والمخابرات في الولايات والمدن والقرى التي يتواجد فيها الأرمن تحوي ما يلي:
لقد سبق وأعلن بأمر لجنة الاتحاد والترقي أن الحكومة العثمانية قررت إفناء كل الأرمن الساكنين في تركيا، فالذين يعارضون هذا الأمر لا يمكن اعتبارهم أصدقاء لتركيا، مهما بدت مؤسفة الوسائل المؤدية الى تحقيق الهدف المقرر، فيجب اطفاء صوت الضمير والمشاعر الخاصة الانسانية وانهاء عملية إفناء هذا الشعب، دون أي مراعاة للنساء والأطفال والشيوخ والمرضى.
التوقيع طلعت باشا، وزير الداخلية
وتمثل هذه البرقية غيض من فيض ففي الرابع والعشرين من نيسان عام 1915حانت ساعة الصفر للتخلص من الأرمن ومصادرة أرض أجدادهم وإبعادهم وتنفيذ الابادة بحقهم وكانت قيادات الاتحاد والترقي قد نظمت لوائح مسبقة بأسماء زعماء الأرمن وأماكن تواجدهم وأعطيت التشكيلات المخصوصة أوامر التنفيذ فتم إعتقال الجميع مفكرين وكتاب وشعراء وأطباء ومعلمين وقادة أحزاب وأعضاء في مجلس المبعوثان ورجال دين وتم تقسيمهم الى قافلتين.
الأولى وجهتها جان كيري التابعة لولاية أنقرة والثانية وجهتها حلب وكان من افرادها كريكور زوهراب النائب عن استانبول وهو محامي لامع ورجل قانون قابل وزير الداخلية طلعت باشا وقال له سيحاسبكم التاريخ على فعلتكم المشينة وسيذكرها وسأقاضيكم فسأله طلعت :أين؟ فأجابه في مجلس الأمة... واقتيد الى الموت في اليوم الثاني.
وفارتكيس وهو نائب عن الأرمن في مجلس المبعوثان والدكتور داغافاريان النائب عن سيفاس وروبين زارتاريان صاحب جريدة آزادامارت ورئيس تحريرها وقتل الجميع غيلة في الطريق ولم يصل منهم أحد.
والقافلة الثانية كانت تضم سيامانتو شاعر أرمينيا الأكبر والشاعرتانييل فاروجان شاعر الشبيبة الأرمنية وآرداشيس هاروتيونيان عضو المجلس الملي الأرمني في استنبول وسركيس بارسريان وشقيقه كيغام وميكائيل كورجيانيد والدكتور سيفاك وشتهيريكيان ومراد وكيري وبيرم وخاجو... وتم قتلهم جميعاً في الطريق وقبل وصولهم الى الأماكن المعدة لمنفاهم عدا واحد.
هو الكاهن صوغومون صوغومونيان وهو باحث جمع التراث الموسيقي الشعبي وشذبه ... هو الأب كوميداس ...تمنى لو أنهم قتلوه الف مرة فهذا أفضل بالنسبة له من أن يراهم يفعلون ما فعلوا... رآهم يقتلون النخبة من أبناء شعبه ... رآهم يسحقون رؤوس المفكرين بالحجارة نجى بعد تدخل الغرب وأمضى ما بقي من حياته في المنفى وكانت حياة شقية ومتعبة...
طائر الرها المهاجر الى الغرب... ينتابني شوق عظيم لسماع صوتك... طائر الرها القادم من أوطاننا ... هل أحضرت معك خبر صغير... تركنا كل شيء خلفنا ... أرضنا وأرزاقنا أملاكنا وكروم العنب... طائر الرها القادم... من أوطاننا... هل أحضرت معك خبر صغير.
وفي ساحة بيازيد تم نصب عشرون مشنقة تأرجح في ظلالها عشرون شهيد في يوم أسود مقيت من العام 1915 بتهمة الخيانة العظمى وهم على التوالي:
باراماز. دكتور بيننيه طوروسيان (بيدروس مانوقيان). آرام اتشيكباشيان. كيغام فانيكيان. يروانت طوبوزيان. روبين كارابيديان. هوفهانيس دير غازاريان. توفماس توفماسيان. هاكوب بصمجيان. موراد زاكاريان. مكرديتش يريتسيان. كاريكين بوغوص. ارميتاك همبارسوميان. يريميا مانوكيان. ابراهام موراديان. ميناس كشيشيان. سمباط كلجيان. هرانت يكافيان. بوغوص بوغوصيان. كارنيك بوياجيان.
وبدأت حفلات الابادة بعد تنحية القادة والزعماء والمفكرين وأدت الى إزهاق مليون ونصف روحٍ بريئة من الأرمن... واستمرت جولات فرسان الحقد الأعمى من العثمانيين وورثتهم الشرعيين جماعة الاتحاد والترقي من غرب السلطنة حيث أبواب أوروبا إلى شرقها إلى العراق والى بلاد الشام وسفر برلك ومئات الألوف من العرب الذين قضوا في الصحراء وأمام ترعة السويس بعد أن هلك نصف الجيش في سيناء ليس من الحرب بل من العطش ونقص الإمداد والتموين.
ـ وسأل مورغنتاو سفير الولايات المتحدة في تركيا طلعت باشا عن الأرمن، فأجابه طلعت وبلهجة قاسية: ما نفع العودة وذكر هؤلاء لقد أبدناهم وانتهى الأمر، فما عجز عنه السلطان عبد الحميد خلال ثلاثون عاماً أنجزناه نحن في ثلاثة أشهر، ونطلب منك سعادة السفير المساعدة في تحصيل مبالغ سندات التأمين المتعلقة بهؤلاء الأرمن والموجودة في البنوك الأميركية لطالما أنهم في حكم الأموات حالياً ولا توجد دولة تعتبر وارثة لهم ولأموالهم غير تركيا.
وأضاف طلعت باشا على أوامر النفي والتهجير السابقة ما يلي: يجب ان تعملوا على إفناء الأرمن في طريق المنفى وبشكل جماعي لأن الأموات لا يعودون.
أما ممارسات الضباع البشرية ومن حالفهم من الأكراد والشركس والتركمان فلقد تجلى الجزء اليسير منها بما يلي:
إن آلام الشعب الأرمني لا توصف... وأخبار الناجين منهم مذهلة، لقد تمت المذبحة بأشد قسوة عرفتها البشرية عبر تاريخها الطويل، فكان رجال الشرطة المرافقون للقوافل والسوقيات ينتهكون حرمة العذارى والنساء ويغتصبونهم قبل قتلهم أو بيعهم للأكراد، وكانت ترى جثث النساء عارية ومسلوخة ومنزوعة الأحشاء بسبب البحث عن الذهب الذي كانت تبتلعه بعض النسوة ليقيم بأودهن وأود أطفالهن في هذا القفر الوحشي بعد ان تم سوق شبابهن لخدمة العلم وجرّدوا من أسلحتهم وتم تحويلهم لكتائب السخرة، وطلب منهم حفر قبورهم على انها خنادق دفاعية وقتلوا بإطلاق النار عليهم من الخلف.
إمرأة نجت باعجوبة تحدثت بما يلي: كان رئيس الشرطة يضرب أمي لتكشف له عن المكان الذي خبأت فيه مالها، وبعد حصوله على المال، قطع ذراعها اليمنى ثم اليسرى، ثم أمسك بي وانتهك عرضي على مرأى من أمي المسكينة التي كانت تعاني من سكرات الموت.
كل النساء والبنات والفتيات الصغيرات تعرضن للإغتصاب المتكرر على الطريق وفي المدن وفي القرى، حيث تم بيعهن كالعبيد وبأسعار زهيدة، وفي حلب لجأت فتاة صغيرة مسكينة إلى السيد كروس Krauss رئيس خطوط القطار الحديدي بإعتباره مسيحي مثلها حتى ينجدها ويخلصها من العذاب، ولكن هذا اللجوء لم ينفعها في شيء فلقد تم انتهاك عرضها بشكل جماعي ففقدت عقلها وصارت تهذي واختارت الموت فاستجاب لها ملاك الموت في صباح اليوم التالي وتم رمي جثتها في الطريق كالكلب النافق.
إن الشهود على هذه الحوادث كثر ومنهم الألمان والأتراك والعرب والأميركيين والنروجيين، فلقد كان يتم الهجوم على قوافل الترحيل فيقتلون الشيوخ والنساء والأطفال بالسيوف والسكاكين وبالرصاص وكانت تلوى أذرع النساء الى الخلف ويتولى من يفرغ أحشائهن من الأمام، فيسود سكون تمزقه بعض الطلقات حيث يكون بعض الأكراد يجهزون على بعض الأنفس التي لا زالت تغالب الموت، وفي مدن الشمال المطلة على البحر الأسود كباطوم وارزروم وسامسون فلقد كانوا ينقلون الأرمن في السفن ويجهزون عليهم ويرمونهم في البحر، وفي المدن الداخلية كان يتم حشر الأرمن في الكنائس والمغر والجبوب وتوضع في الفتحات وفي النوافذ أكوام القش التي تبلل بالنفط وتشعل بها النار فتنبعث ألسنة الدخان من الأعلى والسخام من الأسفل فتختنق الناس من الدخان أو تحترق بتأثير النار.
الأرض تشرب من الدماء وبعض الأطفال صراخهم يمزق العنان يلتفون بأجسادهم الصغيرة الناحلة المتعبة فوق جثث أهلهم فيأتي من الضباع من يشفق عليهم فيحملهم من أقدامهم ويحطم رؤوسهم الصغيرة فوق الصخر فيتوقفون عن البكاء وفي أماكن أخرى كان يلقون بالناس من أعالي الجبال الى السفوح فكانت تتكسر عظامهم على الصخور، وقد رأت البعض من بنات الأرمن هذا المشهد فأحببنه وكن يمسكن أيدي بعضهن ويركضن باتجاه المنحدارت ويقفزن فتستقبلهن الصخور المسننة في أعماق الوديان وتسيل دمائهن لتمتزج بمياء الأنهار.
وفي سوقيات أخرى كان يتم رهان سخيف تبقر بموجبه بطون الحوامل ويتم استخراج الجنين لمعرفة جنسه... وفي صحراء دير الزور يتم صلب نساء الأرمن على صلبان خشبية تحاكي صليب السيد المسيح الذي بات يدرك من علياء السماوات بأن هناك من تعذب على نحو أشد إيلاماً وأكثر وحشية وبربرية، فللسيد المسيح صليب واحد ونصف يوم من العذاب، أما الشعب الأرمني فله مليون ونصف صليب وسنين من العذاب والبطش والوحشية... أما القلة الناجية فلقد تم التحفظ عليها في معسكرات الابادة الجماعية في الصحراء السورية وخلف الأسلاك الشائكة، ليتكفل بها السل والطاعون والملاريا... وكان هذا العبث واللهو والمجون والجنون لا يتوقف حتى تم افراغ آسيا الصغرى من الأرمن... أما الناجون من الأرمن فلا بد أن السموات السبعة قد تشفعت بهم ولهم، فكانوا نموذج من البشر الذين حملهم الحظ وطار بهم بعيداً وألتمست لمصائرهم كل الأنبياء والاتقياء والمحسنين والصديقين وكل هؤلاء الذين تقبل شفاعتهم لدى الرحمن الرحيم. ونهض الشيخ أبى الهدى "عبد الهادي الصيادي" صاحب أول فتوى تتعلق بالجهاد وذبح الشعب الأرمني عن بكرة أبيه، نهض يلعق خنجره.
وبعد انتهاء الحرب تشكلت محكمة هزلية هي محكمة جرائم الحرب تحت قيادة المنتصرين (الفرنسيس والانكليز) وكان الضابط مصطفى كمال أحد الشهود ...فسجّل الشهادة التالية:
لقد ارتكب مواطنونا جرائم لا يصدقها العقل ولجؤوا الى كل اشكال الاستبداد التي لا يمكن تصورها ونظموا أعمال النفي والمجازر وأحرقوا أطفالاً رضعاً وهم أحياء بعد أن صبّوا عليهم النفط واغتصبوا النساء والفتيات أمام ذويهم المقيدي الأرجل والأيدي واستولوا على الممتلكات المنقولة والغير منقولة للشعب الأرمني وطردوا الى بلاد ما بين النهرين والصحراء السورية أناساً في حالة من البؤس والشقاء وأهانوهم واضطهدوهم خلال الطريق بوحشية لا توصف ...لقد وضعوا الشعب الأرمني في ظروف لا تطاق لم يعرفها أي شعب طوال حياته.
الضابط مصطفى كمال
الشاهد في محاكمة زعماء حزب الاتحاد والترقي.
وقد كنت قد أزمعت على وضع نقطة النهاية للمقالة والتوقف هنا لولا أن الذي حدث بعد هذه الشهادة يصلّي ويسلّم على الذي سبقه، فلقد سار كمال أتاتورك على نفس الطريق بعد أن عمد ملوك العقوق من الفرنسيين والانكليز الى حمل سبع وسبعون من المجرمين المدانين في طراد بحري حربي ونقلهم الى جزيرة مالطة حيث تم تحريرهم هناك وانتشر هؤلاء في اوروبا وعاد بعضهم الى تركيا ليُسدل الستار على هذه المسرحية الدموية بإمتياز، فكانت مؤامرة أكبر بعد أن تحققت أهداف المؤامرة الأولى، وبمبادرة خجولة تشكلت فرقة انتحارية من الفدائيين الأرمن بإسم: (كوماندوس العدالة والثأر للأرمن) اقتفت آثار المجرمين وقتلت المتنفذين الكبار منهم وهم: جمال باشا السفاح وتم قتله في مدينة تفليس عاصمة جورجيا السوفياتية في تموز عام 1922 من قبل بدروس دير بوغوصيان وستيبان دزاغيكيان أنور باشا وطلعت باشا وزير الداخلية الذي انجز في ثلاثة أشهر ما عجز السلطان عبد الحميد من انجازه في ثلاثين سنة قتل في برلين في 16 آذار عام 1921 بيد صوغومون تيهليريان وسعيد حليم باشا وقتل في روما في 6 كانون الثاني من العام 1921 وجمال عزمي وبهاء الدين شاكير وتم قتلهما في برلين بتاريخ 17 نيسان 1922 من قبل آرشاوير شيراكيان وآرام يركانيان وجوانشير خان سفاح أرمن باكو عاصمة أذربيجان السوفياتية تم قتله بيد الكوماندوس ميساك طورلاكيان.
وافلت البقية من العقاب الأرضي ليواجهوا عقاب السماء في يوم لا تنفع فيه الانسان شفاعة ولا فداء ولا مال ولا جاه... وذهبت أرضنا وبيوتنا ومزارعنا وجبالنا وسهولنا وأنهارنا وكنائسا ومدننا وقرانا وثروتنا القومية وكاد أن يستفد إنساننا ليصل الى حد الانقراض وتشردنا في جنبات الأرض كلها وعملنا بكد وجد وإخلاص ولم نتسوّل، ولكل ما سبق وعلى الرغم من مرور 97 على الكارثة فإننا لم ولن ننسى ونعرف ان الحقوق لا تموت وأن حقوقنا عائدة مهما طال الزمن، أما الصورة المرفقة بالمقالة فتضم بعض أعلام الأرمن من الشهداء الذين تم اعتقالهم وقتلوا غيلة في بدايات الابادة الجماعية العظمى والتطهير العرقي الذي نفذ بشعبي الشهيد.
آرا سوفاليان... كاتب وباحث في الشأن الأرمني
دمشق في 22 حزيران عام 2012
arasouvalian@gmail.com