قالت شهرزاد:
وانطلق السندباد من بغداد . قاصداً البصرة فالخليج , ولكن مركبه لم يستطع التقدم . فالماء في دجلة قليل . ركب سيارة أجرة . قاصداً البصرة . فملّ من زحام الطريق . وخاطب السائق بخطابٍ رقيق .سيدي أسرع . فتوقف السائق على حين غرة . وإذا بهم في السيطرة . أين تذهبون ؟ ومن أين مقبلون ؟ . نقصد البصرة . ماذا تفعلون ؟ ماذا وماذا وسارت السيارة ولم تلبث أن أبطأت . سيطرةٌ أخرى قد بدت . وانهالت الاستفسارات . وتكررت الإجابات . ومضت السيارة . وتوقفت . وسارت . وتوقفت . حتى دخل سندباد البصرة . كان الغبار والحرّ في جوها مرتفع . وتيار الكهرباء فيها ينقطع . قرأ على البوابة أهلاً بكم في البصرة . فتوجه الى الأرصفة العشرة . وابحر من هناك فاعتقلوه في أول الانطلاق فلم تكن لديه أوراق . وكيلت له الاتهامات . فأخبرهم أنا سندباد أول كرتون في السبعينات . لم يعرفه الشطار لأنهم كانوا صغار . أطلق سراحه أولاد الحلال بعر شهرٍ في الاعتقال .
وركب السفينة البحرية . فأوقفته خفر السواحل الكويتية . وما إن قال من بغداد . حتى تفجرت الأحقاد . قيدوه بالقيود ونهوه لمثلها ان يعود . فهرب منهم وسبح بسرعة جنونية . فأسرته البحرية الايرانية . وبعد كثير السؤال . تمكن من الفرار . وسبح في المياه الدولية فتلقفته الفرقاطة الأمريكية .
وما إن شاهدوه حتى تعجلوا عليه فقتلوه .
وأدرك شهرزاد الصباح فأكثرت على سندباد النياح ..........