الاهداء الى روح من عاش للجزائر الرئيس الأول
أحمد بن بلله رحمه الله .





-1-

غزالة أم نهارا كنت أم فجرا

فصغت لي من ضياء المشتهى فخرا
وإن غفا خاطري يوما وجدت له

مرعى بصدرك، يمضي يعشق الصدرا
ورحت أصغي لصوت الريح تذكرني

وموجة البحر باتت كلها شكرا
سرتا تغازل همسا مثل جرجرة

ومثل وهران لما عانقت صبرا
وتشتهي القلب صحراء تعانقه

كما تلمسان يهواها هي الأخرى
وتلتقيني سطيف المجد أذكرها

في يوم أوراس، يوم الفرحة الكبرى
وكل شبر تغذى الرفض من دمنا

تحول الآن في أعراسنا فجرا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-2-

من لا يرى النور في أفكارنا غمر

ونحن أبناء عز، صانهم فكر
ويشهد الناس والتاريخ منبعنا

لا ينبت الشوك أنى يثمر الزهر
قال الزمان: تآخى الناس في كنفي

هنا وكان على أحقادهم حظر
ورفرفت راية قد كنت أرفعها

وظللت كل من قد ضمه حر
وكان أول ما أصغيت أسمعه

إن الجزائر روح المجد يا دهر
بقاؤها مهرها في عز صحوتها

فهل يعوق هنا عن وصلها مهر؟
فقلت: كلا لقد أبقيت عاطفة الـ

أبناء عشقا، وأنت الغادة البكر
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-3-

إن امتداد جذور الشعب في القدم

لا يترك الشك يغشى منطق القلم
فنحن في البدء كنا أمة حظيت

بأن تقود بحزم سائر الأمم
وتشهد البعث أيام تسابقها

ما كان "يوغرطة" فيها بمنهزم
بل قادنا لنكون الأولين، لنا

ضياء مجد بهذي الأرض مرتسم
يقودنا كل يوم نحو معركة

ندوس من كان ضد السلم بالقدم
نكون أقوى، تضم النصر رايتنا

في السلم والحرب نستعلى على الصنم
نناصر الحق، لا نخشى منازلة

حتى نرى دائما في قمة الهرم
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-4-

يوم الجزائر، يوم الثورة الكبرى

من ليس في هذه الدنيا به أدرى
فلا تسل عنه جهلا يوم موعده

قد غازلت في الربى نوفمبرا سرا
وقبلته، ونار الرفض تسكنها

فقال: هيا نمارس عشقنا جهرا
قالت: وأين نمضي نستضيء معا

فقال: كل مكان ها هنا مسرى
قالت: وفي قلب أوراس يطيب لنا

الحب الجميل ونحيا حبنا دهرا
فقال أوراس :روح الرفض في عنقي

أنا الزمان جميعا، لم أعد شهرا
يوم الجزائر فيه أرعدت سحب

وأمطرت أملا، واستنصرت أخرى
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-5-

خسمون ألف شهيد لست أنساها

وراية النصر من في "ماي" أعلاها
"بوزيد" قف إن هذا اليوم عاصفة

وأنت أعلنت أن الحب أقواها
وسرت يوم "سطيف" يوم "قالمة"

تصغي لـ "خراطة" في سر نجواها
قد صار "أيار" في أيامنا قبسا

من نور أحلامنا في روح معناها
خمسون ألف شهيد، أين أولهاو

وأين آخرها، من كان أحصاها؟
خمسون ألف ضياء حينما انبجست

أضاءت الأرض صار الكل يخشاها
تحقق الشعب من أن لا بقاء له

إذا أطاع فرنسا في نواياها
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق
هامش – بوزيد – أول شهيد يسقط بسطيف اثر حوادث 8ماي 1945
-خراطة – سطيف – قالمة – مناطق كانت مسرحا لما اقترفته فرنسا من جرائم .


-6-

ثرنا، فلا ننتهي من عزمنا أبدا

حتى نحرر من أغلاله بلدا
حبا تشابكت الأيدي وعاقرها

تعاون، أصبحت يوم اللقاء يدا
وكان من خيرنا في البدء كم أسد

يمضي يحاور عن آماله أسدا
نزداد في كل يوم من أشعتنا

وشمسنا ليس يخبو نورها أبدا
هذا رمى جبل عار به، فجرى

وذاك من عدم في لحظة ولدا
وآخر غابة الزيتون ترسله

وآخر من تراب الأرض قد صعدا
فلاحظي عدد الذرات في وطني

هم الجنود ولن تحصي لهم عددا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-7-

هذا الحمار، وذاك البغل محراب

تفتحت دونه في الحرب أبواب
ومجمع الحيوان الكل منتفض

بل كل شيء، هنا ماء وأتراب
وأنجم وشموس كلها غضب

عواصف، ونباتات وأعشاب
ضد الفرنسيس، ضد القادمين بلا

إذن، ومن لفرنسا الظلم أذ ناب
صوت الجزائر في آذانهم جبل

رعد يدوي، فتعلى صوته الغاب
يكون صاعقة للظالمين، سلا

ما للذين همو للشعب أحباب
صوت الجزائر ما تمضي به سحب

للمجد تحفظه في الخلد أحقاب
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-8-

عبد الحميد وعبد القادر الشهم

قد التقى بهم في أرضنا حلم
في أن تناغيهما شمس تضمهما

يزداد شعبها في عزمه، يسمو
فذاك بالحرب أمضى في وثائقهم

فلم يقف دونه في حربه خصم
وكان للشعر أن ترقى مقاصده

والشعر في جوفه قد يكمن السم
وراح هذا ينادي في ضمائرنا

وراح أيماننا من هديه ينمو
وحين برعم رفض الشعب أعلنه

فكان في كل يوم يزهر العزم
ويثمر الغرس والأعناب تسكرنا

نصير بالعزم في مقدورنا الحسم
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-9-

كل التراب تحدى، راح يفتعل

من تحت أقدامهم بالنار يشتعل
إن الهضاب تغني والسهول معا

لحن الوفاء الذي قد صاغه الجبل :
أرض الجزائر لا يشقى بها أحد

إلا الدخيل بها ليست له حيل
فالنحلة الأرض، سم ما تقدمه

له، وما ستغذينا به عسل
وما لمن يبتغي إذلالنا وطر

ولا لمن يبتغي اضعافنا أمل
إن الجزائر قبر الظالمين وللـ

مسالمين رياض، قل لمن سألوا
ولقن السائلين الرفض في بلدي

فهو العقيدة في الأفعال تمتثل
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-10-

هو التمرد ينمي العزم في الشعب

يمضي يغامر، لا يخشى من الحرب
الله أكبر ميثاق يحرره

يزيده قوة في الموقف الصلب
الله أكبر كم زادت حبائلها

فزلزلت كل أهل الظلم بالرعب
وحلقت بقلوب المؤمنين بها

فأصبح الكل يخشى وثبة العرب
الله أكبر يوم الفصل كم وزنت

كم أوقعت بجيوش الظلم من عطب
وكم أضاءت قلوب المؤمنين بها

في الكر يوم الوغى، في الفر و الوثب
وكم تلذذ كل الثائرين بها

شهادة هي قطف الموعد الخصب
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-11-

"جيمال" ما أفرد الرحمان من بشر

إلا ليومك يرضى الناس بالنصر
وأنت فيهن رغم الكم ساطعة

وحد سيفك أدمى صاحب الغدر
فقد رأيت نجوم الوهم تحجبها

شمس تفجر منها مشعل يغري
هو التمرد يغشاهم علانية

ويرسم الأمل المنشود في الصخر
فكم علونا، وكم عشنا، وكم سقطوا

وكم هووا، ولهم كم كان من كسر
"جيمال" يا صلوات النار في وطني

ويا شروقا أضاء الأرض من "بدر"
"مريان" قامت تصلي غير خاشعة

والرعب أركعها والخوف بالقسر
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق

-جيمال- أكبر معركة وقعت بين المجاهدين والعدو و منيت فرنسا فيها بهزيمة نكراء.
- مريا- اسم لفرنسا .
- بدر- اشارة لغزوة بدر الكبرى .

-12-

وفي كتابي كثير من أغانينا

ولحن "بوزقزة" بالفخر يغنينا
يبدي لنا سوءة الأوغاد كاشفة

عن شر ما فعلوا من مدة فينا
أنظر، هناك بـ - عين الزانة - اغتصبت

"مريان" وهي التي ظلت تعادينا
ولا ترى غير أن النار توقفنا

والفقر والجوع موت سوف يفنينا
لكنها أخطأت في أن تعلمنا

ما كان ما تشتهي بالحلم يعنينا
ونحن نشهد أن النصر من دمنا

سنشتريه، ولو فاق الملايينا
وهاهي الحرب أشقتها فكم خضعت

للشعب: لن توقف الهوجاء أيدينا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-13-

قد أنطق الرفض في عنابة الحجرا

وأوقد الريح، صارت يومها شررا
من لم يغن ليوم الرفض تسمعه

الأكوان، تمنحه من قلبها وترا؟
في يوم "عنابة" الهقار قد نطقت

صخوره، أعلنت في العالم الخبرا
من لم يعش يومنا إذ نجتني عنبا

حلوا، وتمضي فرنسا تجتني ضررا
نلتقي يومنا في الساح منتصرا

تمضي فرنسا تلم الجند منكسرا
إذ نشتهي أن نغني ألف أغنية

وتشتهي أن ترى موتا، وتنتحرا
فلا بقاء هنا يعلو بمنهزم

ولا يخيف الزوال المر منتصرا؟
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق

-عنابة- عين الزانة – بوزقزة –أسماء لأماكن وقعت فيها هجمات ومعارك كبرى هز صداها العالم أجمع .

-14-

وقام في "جبل العمور" ثوار

يزلزلون أمانيها فتنهار
وضاء تشرين للأيام تذكره

كم فيه كان لنا صيت وأخبار
وأيقظت من رقاد الحلم معركة الـ

عمور مريان لما شبت النار
أين الجنود، وأين الزاد أم عصفت

رياحنا فالتقى في السفح ثوار؟
خرت فرنسا لشعبي كي يعاقبها

وبين موت وطرد سوف تختار
فنحن من لا يناغي أرضنا أحد

أو يستخف بعز الشعب خوار
من يوم جئنا فلا ذل يخامرنا

بل نحن من أزل الآزال أحرار
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق

-جبل العمور – مكان وقعت فيه احدى المعارك الكبرى و هي تحمل اسمه .
-15-

موتى هنا يا فرنسا دون إعلان

لقد تفجر رفضا ألف بركان
وشاهدي ياشموس الرفض سقطتها

من بعد ظلم و إجرام وطغيان
هوت فلا تجتني من سعيها أملا

وقد نعى حلمها مليون إنسان
ضاعت أماني فرنسا بعد عاصفة الـ

قرن التي أشرقت من نور إيمان
وليس للحلف يأتيها بما ذهبت

به بطولة عشاق وشجعان
وليس للحلف أن يبقى وقد غدرت

به هناك أماني عشق مريان
وكل من غامرت عيناه في عبث

مصيره منتهى ذل وخسران
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-17-

مشروع "ديغول" أضغاث وأوهام

أيه، وهل صدقت في الظلم أحلام؟
تشوك الورد، لا يخشى النهار وقد

تفتحت عن خفايا الشوك أكمام
فأنظر تر الحلم في خبث يخاتلنا

ما أقبح الناس أذ تختل أفهام
أين الذكاء، وهل من قمة ضحكت

من منتهاها وهاد وهو مردام
الخبز، أطلق يدا بالكد تصنعه

والعدل - سافر- فكل الناس حكام
والأمن، أنت سليل الرعب، تزرعه

فينا،- تنح-، فنبع الأمن إسلام
والحلم، - غادر-، فأيدينا تحققه

يا من نواياه طغيان وإجرام
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق




-17-

يحاول الرفض، ما من رفضه يجني

إلا خسارته في سقطة القرن
الشوك ينبت مثل الورد في وطني

لكن كل يد تختار ما تجني
فنحن في وطن الإسلام غايتنا

السلم، والعيش في حضن من الأمن
لكن لمن لم يرد فالعنف ملجؤنا

وللعصا أن تقص السن بالسن
لابد من وثبات الليث في وطني

لابد أن يفهم الأوغاد ما نعني
حتى النهاية يا مريان فاختصري

أو مددي، لم يعد للوقت من وزن
لقد تخضبت الأيدي هنا بدم

فعرضك الآن يستحلى بلا إذن
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق




-18-

سل كم لنا اليوم بالأطواد من ذكرى

تجيء من سلسبيل الثورة الكبرى
أوراس قال: نعم والونشريس دعا

للحب جرجرة، واستنصر "الظهرى"
راح ينقش بالـ "هقار" قائدنا

مجدا عظيما، وبالـ "تاسيلي" الفخرا
ونحن نبصر أن الحب موطنه

جزائر الرفض ، منها يرضع الصدرا
والمجد ما كان لولم نقتحم لهبا

ونختصر دربنا، نجتز به جسرا
إن الجبال شهود لا يكذبها

الدهر مهما يطل بل ينحنى شكرا
لحن الجبال سيبقى كل أغنية

تبث في الروح بشرى بعدها بشرى
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيبعلو في ضحى الأفق




-19-

أخذت من شمسنا مجدا ونبراسا

حييت بالحب في الميلاد أوراسا
وجئت يوم تعالى الموت موعدنا

أقيم في الأرض أعيادا وأعراسا
"تموز" يشهد أن الأرض تعشقه

وكان من قبله "تشرين" حساسا
و "مارس" موعد الأحرار يجمعهم

فكم شهيد به قد شاء أشماسا
كم فيه لاح ضياء تستنير به

دنيا، وقد شهدت بالحرب أغلاسا
أيام تموز أضحت طائرا غردا

يدق في فرحة الأعياد أجراسا
أوراسنا صن لنا ما عشت من محن

وكيف أصبحت للأحرار نبراسا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلوفي ضحى الأفق




-20-

فجر السعادة في الأوراس قد لاحا

ونحن لم ننس يوم الأرض فلاحا
لا، فهو في أرضه، في حقله ملك

على يد يه يعيش الشعب أفراحا
ويصنع العز في أيامه ثقة

بأرضه تزرع الأيام أرباحا
يمضي وفي ثقة يهوى بها عملا

هو الجهاد، وإتقانا وإصلاحا
وسر على الأرض لن تلقى سوى ثمل

بحبها، بهواها بات مرتاحا
وانشق ترابا بها زكاه أحمرنا

فصار وردا، براح المجد فواحا
هذي الجزائر، والفلاح قد عشقت

في أول الحب، بل أبقته صداحا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-21-

لكم خطونا، وفي الإصلاح خطوتنا

ونعم ما نحوه تمتد نظرتنا
فكم تحقق من حلم، ومن أمل

وهاهي المنجزات اليوم وثبتنا
وما يزال غد الآمال يوعدنا

والغاية الغد طول العمر وجهتنا
ولن نحب ولا نبغي سوى قمم

وعز هذي البلاد الأم عزتنا
وخلدها خلدنا فلتبق رايتها

خفاقة أبدا، والظل نشوتنا
والحمد لله برعاها ويحفظها

طول الزمان، وكل الحلم وحدتنا
توحد الحب والأفكار في جبل الـ

أوراس، فالوحدة المعطاء قوتنا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلوفي ضحى الأفق



-22-

جئنا الصباح وفاض الكون بالأمل

فأين حاضرنا من أمسنا البطل؟
وأين أطفالنا والعلم مسبحنا

والجهل في الشعب دوما مصدر الخلل
وأين أحلامنا في الأفق نرسمها

وسوف نبلغها بالكد والعمل
هيا إلى الحقل كم ترجو سنابله

لقاءنا دائما، هيا إلى الجبل
هيا إلى الأرض ما أحلى عجائبها

وحسنها، إنها في أجمل الحلل
هيا فلا حلم إلا في مغانمها

وليس إلا الذي أعطت من الأمل
جئنا الصباح، وغنت كل مطربة

ولا أرى أي شيء غير محتفل
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق


-بيضاؤنا- جزائرنا

-23-

أنظر، فها هو نور العز مؤتلق

قد شع لما مضى عن أرضه غسق
وها هي العين قد سرت يساورها

حلم تراه هنا، يسمو بها أفق
وحيث ننظر نور الله يثملها

ما تاه من أشرقت من دونه طرق
الأمس يدفعنا إذ نشتهي غدنا

والحلم يجذبنا إذ يزهر العرق
ونحن ماضون في مجرى عزائمنا

ونجم "بيضائنا" في الكون يأتلق
لنا البقاء مع الأزمان نستبق

ومالها النصر، بل من حظنا السبق
نمضي بأمجادنا في الأرض نعلنها

وكيف أعداؤنا من صوتنا صعقوا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق




-24-

ارض الشباب، تقوى مرفق الجد

فاستبشري بغد قد فر من بعد
إن العواطف أشجار لكم حصدت

منها الشعوب ثمار العز والخلد
هذا الشباب يغني فاسمعي قدرا

من عزمنا في أغاني الحب والجد
نحن الشباب، بما نفديك يا وطني

قل، إن أرواحنا، أموالنا تفدي
وليس غير شباب العمر تعشقه

يطول، يشرب من حب، ومن ود
وتجتني العلم من مرعى عواطفه

تمضي تغازلها، في موسم الورد
نحن الشباب نغني: عشت يا وطني

وليس، ليس لهذا العز من حد
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-25-

ولست أنسى فتاة العز والشرف

إن الجزائر ترعى عزة السلف
في قلبها لوعة من حب مقدمها

تدنو بها دائما من ساحة الشرف
وفضلها في بزوغ الفجر، يذكره

فجر دعاها لشرب الراح: يا ..اغترفي
واليوم أزهارنا بالعلم مشرقة

يسرن في درب حلم غير منحرف
وهن في كل ميدان بما حبلت

عقولهن من الأعمال والحرف
ولا أرى أن عقل البنت ذو خلل

وليس من عقلنا هذا بمختلف
إن النساء سحابات تظللنا

إذا وقفنا معا في ساحة الشرف
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-26-

جل، لن ترى غير ظل الحب يكسونا

والغرب يبقى بحب الشرق مفتونا
والشرق بالغرب يبقى معجبا ثملا

بما به من جمال ظل يدعونا
وفي الشمال جمال البحر مبتسم

يسبي الجنوب فيمضي ذاك مجنونا
وهو العجائب، والطاووس ليس يرى

جماله، بومة، أو كان حسونا
هي الرمال تريد الحب من عطش

وليس من لا يريد الآن عرجونا
توحد الحب والإيمان في بلدي

وكل شيء به قد صار مأمونا
وهذه نعمة الخلاق في وطني

جل، لن ترى إلا ظل الحب يكسونا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-27-

والآن في ما نرى أحلى لنا قدم

تعزنا أمة من حولها أمم
والعز من أخضر الزيتون بذلته

ومرمر الحب، والمرسوم فيه دم
وحاضر الشعب صوت في مجالسهم

وحينما ترتقي راياتهم علم
فعاش أخضرنا للسلم تنطفئ الـ

حروب من ثلجه المد مي وتنعدم
فأمة السلم نحن الحالمين به

يسود في كوننا، في الأرض يرتسم
واقدر الناس من للسلم ملجأه

والحرب مهما طغت فيها له قدم
وإفريقيون على إسلامنا عرب

جزائريون في أحلامنا نغم
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-28-

ما كان يدرك أرض الله اظلام

وقد رعاها بنور الحق إسلام
من لم يعش مخلصا أدمت جوانحه

خيانة، وسقاه الموت إعدام
هذي بلاد الوفاء الآن تزرعه

ينمو، وتكسو غصون الحب أحلام
تحارب الظلم، فيها لا مكان لـه

والعدل يعلو به والحق حكام
وترسل العين في قلب البلاد ترى

حالاتنا، كيف تطوي البعد أقدام
والشعب لا يرتقي في سلم عظمت

إلا وفي روحه عزم وإقدام
شعب الجزائر شعب يزدهي غده

فانظره ستفضح أهل الشك أيام
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق




-29-

افريقيون، على إسلامنا عرب

جزائريون، في تاريخنا العجب
نشدو لوحدة حب أفقها أمل

بالحلم يسكرنا في غضنه عنب
فكم سعينا إلى توحيد مغربنا

حتى توحد في أفكاره....الأرب
وكم مددنا يدا للناس نجمعهم

في وحدة أهلها في الملتقى عرب
والكل ينشدها تمضي بنا قدما

فلا "الرياض" ستأباها، ولا "حلب"
ولا "طرابلس" تنأى، ولا "عدن"

وكل أقطارنا للوحدة الشهب
وها هو الشرق يدنو نحو مغربه

والمغرب العربي الآن ينجذب
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-30-

وفي الفؤاد فلسطين تنادينا

بالحب ها هي قد مدت أيادينا
مظلومة معها دوما وظالمة

وكم تردد هذا في أغانينا
وكم تمثل ذا في ما يظللنا

من الوفاء، به نغزو ميادينا
ولا سلام مع الأعداء، لا، أبدا

حتى نرى القدس في عز تناجينا
حتى نرى موطن الإسراء تثمله

حرية، يجتني منها أفانينا
وما فلسطين إلا حبنا أبدا

والقدس كم أرضعت من صدرها دينا
وأن ما سوف يبقى من أغانينا

إن الجزائر لن تنسى فلسطينا
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-31-

لك البقاء بثوب الخلد يا بلدي

تعانق الشمس في نجوى إلى الأبد
لك الحياة، ومالي من لذائذ ها

فداك في العمر عز الروح والجسد
في روضك الخصب كم مدت يدي عملا

من بعد ما ذاب قلبي أمس من كمد
هل أنت تصغي، وبالأعماق أغنية

ما عشت عشت، وكان العز نور غدي
مستقبلي أن أراك الفجر يحملني

إلى ربوع رياض الحب في بلدي
لك البقاء بثوب الخلد يا وطني

يا خير أغنية قد أسكرت خلدي
لك البقاء بثوب الخلد يا بلدي

تعانق الشمس في نجوى إلى الأبد
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-32-

جزائر الحب ما أغناك من وطن

أفديه بالروح طول العمر، بالبدن
ولست من حبه أصحو وعاطفتي

نار تغازلني، والشوق يسكنني
فعشت يا وطني طول المدى يقظا

لا تعرف النوم، أو شيئا من الوسن
وعشت في منتهى الآمال تحصدها

لا تنتهي، تمتطي إشراقة الزمن
وغاية العين ليس القلب يجهلها

بل سوف يشهرها في السر والعلن
في القلب أنت، في العينين تبصرة

في كل ما كان في الأحلام يا وطني
حلمي بقاؤك مثل النجم تسبقه

يرن صوت طيور المجد في أذني
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق




-33-

ما أنت يا قبلة الأحرار في الأرض

لمن بحبك في أعراسه أفضي
وكل من ثار أعراس الجزائر في

الوجدان ترسم بالآمال كم ومض
بالأمس مدرسة للثائرين على

المستعمرين، على الأحقاد والبغض
واليوم مدرسة الأحرار في أمل

في الرأي، في الفكر، في ماكان من رفض
فحلقي يا بلاد الحق وائتلقي

في الكون، سيري بدرب المرتقى، وامضي
فالثائرون يحبون الجزائر أم

م المعجزات، وفخر الناس في الأرض
فوحدي يا "هواي" الناس في هدف

وليس غير سلام الناس من غرض
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-34-

إذا الشعوب أرادت كان ما شاءت

وحققت أمانيها التي ضاعت
و أرغمت زمنا أحلى ليسمعها

يمضي يسائلها عن كل ما عاشت
إن الجزائر شعب لا يرى أبدا

إلا الجزائر تخطو كيفما شاءت
هذي الجزائر في مرأى مغازلها

هي البقاء، تعاطته، ولا زالت
وقد مضت بظلام الحرب تعلنها

وللورى بسلام العز قد عادت
بالظالمين رمت يوما إلى عدم

بالثائرين إلى المجد الذي نادت
كل الشعوب إذا ضاءت سرائرها

هبت تعيد معاليها التي ضاعت
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق



-35-

مليون جرح يناجينا بلا همس

ونصف مليون جرح: عانقوا شمسي
ولا تخونوا بلادي، فهي من دمنا

قد ارتوت، من رؤى أحلامنا أمس
وما ذهبنا، ونحن الآن نرقبكم

لا، لم نمت ما لنا في الأرض من رمس
فإن حفظتم أمانات الوفاء فقد

أرحتمونا، ولم نركن إلى اليأس
و طاب مكث بما قد كان خاتمة

في موطن المشتهى، في جنة القدس
عيوننا ما تزال الآن ترقبكم

وقد شرينا سلام الشعب بالنفس
وليس للشهداء اليوم من أمل

إلا بقاء بلاد المجد في عرس
جــــــــــــــزائر الحــــــــــــــب مــــــــــــــا أغناك من عبق
وحبنــــــــــــــا من دم أزكــــــــــــــى، ومــــــــــــــن عــــرق
تنســــــــــــــم الحــــــــــــــب من نجواك فائتلقــــــــــــــى
إن البقــــــــــــــاء سيعلو في ضحى الأفق
1988