|
لا تسألي هل زرتِ ذاكرتي |
و قدّني شوقٌ لمرآكِ |
لا تسألي عن وجدِ قافيتي |
هل في البعادِ سوف تنساكِ |
فاض الأسى في نبضِ أوردتي |
يشكو الهوى في قلبي الباكي |
و مُزقَتْ في الريحِ أشرعتي |
ما أبحرتْ في الموجِ لولاكِ |
و حُطمتْ في النوءِ ساريتي |
فجئتُ مجنوناً لألقاكِ |
أدخلتُ في الإعصارِ قافلتي |
و لا أرى في الأرض إلاكِ |
قطرتُ في الأشعارِ أخيلتي |
و الدرب قد غصّ بأسراكِ |
طوقتُ بالأشواقِ أسئلتي |
كي لا ترى أشلاء قتلاكِ |
تنقشُ الأحزانَ ملحمتي |
و تُلْهِمُ الوجدانَ عيناكِ |
هل تسمعينَ بوحَ أغنيتي |
لم يبقَ فيها غير ذكراكِ |
و ذكريات العشقِِ مملكتي |
لا تطعميها النارَ إيّاكِ |
و ضمّدي آهاتَ أجْنحتي |
فإنها بعض خَطاياكِ |
لأنها تَهواكِ غاليتي |
ضمّي إليكِ صدرها الشاكي |
حتى يعودَ نجمُ أزمنتي |
و يلتقي أقمارَ أفلاكي |
و تختفي جدرانُ أقبيتي |
و ترتقي في الروحِِ نجواكِ |
فأنت وحي الشعرِِ ملهمتي |
و بحر شعري من عطاياكِ |
و أنت نبض الحرفِ أمنيتي |
ما كنتُ خوّاناً لأنساكِ |
و لوعة الأشواق قاتلتي |
من وجدها تصرخُ أهواكِ |