نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأيها الإخوة الكرام، آن لهذه الأمة أن تصحو من غفوتها، آن لهذه أن تعود إلى ربها، آ...ن لكل فرد منا أن يقيم الإسلام في بيته، آن لكل فرد منا أن يقيم الإسلام في عمله، آن لكل فرد منا أن ينكر المنكر، وأن يأمر بالمعروف، آن لكل فرد منا أن ينتبه إلى أولاده، وإلى بناته، وإلى زوجته، وإلى أهل بيته، من أجل أن نستحق النصر على أعدائنا، لأن الله عز وجل يقول:

((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))

إن كنا في محنة شديدة مع عدو غاصب، مع عدو وحش كاسر، عدو لا يرحم، عدو متغطرس، عدو مستعل، عدو معه قوى الأرض، تظاهره على ظلمه، إن كنا كذلك، فلا بد أن نلتجئ إلى الله عز وجل، قال تعالى:

((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ))

يعني غيِّر كي يغير، إن لم تغير، لا يغير، أما أن نتساهل فيما نحن نملكه من بيوت، وأعمال، ثم نشتكي إلى الله، لأنه لا ينصرنا!!! هذا كلام فارغ...

أقم الإسلام فيما تملك، يكفك فيما لا تملك... هذه القوة الجبارة العاتية، هذه القوى المتوحشة، الكاسرة، لا نملك ردعها، لكن نملك أن نقيم الإسلام في بيتنا، نملك أن يحب بعضنا بعضاً، نملك أن نكون منصفين، نملك أن نعود بالإسلام إلى أصوله، إلى ينابيعه...

كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونسيء الجوار، ونقطع الرحم، حتى بعث الله فينا رجلاً، نعرف أمانته، وصدقه، وعفافه، ونسبه، فدعانا إلى الله لنعبده، ونوحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا، من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحقن الدماء...!


أيها الإخوة، هكذا الإسلام، الإسلام له مضمون أخلاقي، فلابد من أن نعود إلى ربنا... من أجل أن نستحق النصر على أعدائنا...!

((إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)).

(د/محمد راتب النابلسي).