نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



استكشاف الطريق نحو معجم رقمي


أخذ الأمور على ظاهرها من النظرة الأولى دون تمحيص أخطر ما يؤدي إلى فكرة مشوهة عن أي موضوع. عانيت ذلك في الرقمي حين أخذه كثيرون على أنه مجرد تغيير في رموز المقاطع والتفاعيل دون أيما فرق في المضمون. ومضى أغلبهم على ذك على ذلك إلى الآن.

ولهذا أبادر بالقول إن مجرد إعطاء رمز رقمي لكل حرف وبالتالي رمز رقمي لكل كلمة ويكون عبارة عن تتالي رموز حروفها أمر سهل لكل شخص، ويمكن الحصول عليه عمليا – في غاية السهولة – بتصنيع لوحة ظاهرها الحروف وناتجها الرمز الرقمي لكل حرف. وليس هذا هو موضوعنا وإن كان يتقاطع معه.


موضوعنا هو محاولة الإجابة على التساؤل التالي :

هل ثمة طريقة لترتيب الحروف المعبرة عن كلمات تغطي حقلا معينا حيث الرمز الرقمي لكل حرف هو ترتيبه. بحيث نتنبأ مسبقا من خلال معرفة خصائص الأرقام وترتيبها بمعنى الكلمة التي تنتج عن تجميع الأرقام في ذلك الحقل ؟ وما هو مدى سعة لك الحقل ؟


الجواب نعم بكل تأكيد بالنسبة للحقول الصغيرة جدا حيث نريد مسبقا أن نفضل اسما على آخر في الترتيب وفقا لمقياس معين كما في الرابطين :





أما بالنسبة للحقول الواسعة فالأمر مختلف، لتعدد المتغيرات والمعاني.


ثمة طريقة جديدة لترتيب الأرقام توصل لها المهندس المفكر عدنان الرفاعي حسب استقرأها من القرآن الكريم.


يرى المهندس عدنان أن القرآن يفسر ذاته على مستوى الآيات وعلى ضوء هذه الأبجدية وقدم لذك من الأدلة ما لا يمكن الضرب عنه صفحا حتى لمن يرى غير رأيه. فقلت ألا يمكن أن تكون هذه الأبجدية نورا ربما يحمل في طياته دليلا رقميا قائما بذاته لمعاني الألفاظ، كما يحمل دليلا على تفسير ذاته.

وحفزني لاستقصاء ذلك ما سيكون له من دور – في حال إثباته رغم ضآلة فرصه - من كشف لإعجازَي العربية والقرآن الكريم، ومن ذلك الرجوع للأدلة الرقمية للكلمات من أجل فهم أدق، بل تصورت معجما رقميا. ثم رحت أتأمل فيما تعنيه صحة هذا الموضوع – إن ثبتت - من كشف عن مكانة هذه اللغة وأسرارها كشفا سيولد الكثير من النتائج التي قد لا يحيط بها تصورنا فيه هذ المرحلة والتي لا بد أن تتواصل مع الأيام.


عندما بدأت في تناول العروض بالأرقام كان كل همّي أن أثبت صلاحية الأرقام للتعبير عن التفاعيل والأوزان. واستغرقني الأمر سنين لأصل بالرقمي في مجال العروض إلى شموليته التي أتصورها معبرة عن فكر الخليل. وشيئا فشيئا بدأت تتفتح أمامي وأما أهل الرقمي عموما أبواب جديدة تتعدى الشعر ووزنه، أبواب أنارها فكر الخليل فظهرت في حلل رقمية جليه. وثمة جانب من هذه الأبواب في موضوع ( العروض الرقمي – لماذ ؟) :



ثم خطر لي التعبير عن النحو رقميا، مع اختلاف دلالة الأرقام في النحو عنها في العروض فكل رقم في العروض يمثل حروفا تساويه في العدد، وأما في النحو فالعدد اصطلاحي يفيد ترتيب الأولويات . وأحجمت عن المضي فيه لما يتطلبه ذلك من جهد ومتابعة لتطويره، ولسلبية رد الفعل التي أتوقعها أو الإهمال على الأقل قياسا على ما ووجهت به في العروض. فنشرت متأخرا موضوعا يشير إلى ماهيته.



ومر وقت طويل، اطلعت بعده على موضوع " المعجزة الكبرى " للمهندس عدنان الرفاعي،

وهو يقدم تفسيرا للقرآن الكريم مأخوذا من نص القرآن ذاته، على ضوء ما يعتبره المفكر المعجزة الرقمي في القرآن الكريم القائمة على الرقمي 19 من خلال التعامل مع ترتيب للأبجدية العربية يعتمد على حروف القرآن الكريم بحيث يتم ترتيب الحروف على أساس كثرة ترردها بحيث يأخذ الحرف الأكثر ترددا الرقم 1 والأقل ترددا يكون آخر حرف.



هناك من هم مع هذا المنهج وهناك من هم ضده، ولكن لا يمكن نفي وجود منهجية ونتائج تترتب عليها، وللمحايد فإن الأمر يحتاج إلى دراسة وتثبت، لخطورة ما يترتب عليه نفيا أو إثباتا، وفي كل الحالات من خطإ أو صواب ينبغي أن نشجع المفكر الكريم، لما للفكر من أهمية في بناء الأمم ونهضتها، ومن حق المفكر أن يحظى بالحماية والتشجيع كائنة ما كانت نتيجة تفكيره فحتى لو أخطأ فإن تصويب خطئه بالدليل والحجة يثير حراكا فكريا مفيدا.

وخطرت ببالي الأيام الأولى من مشواري مع العروض الرقمي وكيف أن همي كان مقتصرا على تلمس آثار تلك الصلاحية، وكيف أنه بعد أن وجدت دلائل على ذلك رحت أنقل التفاعيل إلى الأرقام وأحسب القيم الرقمية للزحافات، وكنت أظن أن هذه نهاية المطاف ثم تبين لي أن كل ذلك كان تعاملا مع الشكل دون المضمون، هذا المضمون الذي استغرقت اكتشافاتي واكتشافات أهل الرقمي فيه سنين. ثم كيف تجاوز تطبيق الرقمي الشعر ووزنه حاملا نور الخليل إلى آفاق أخرى.

لماذا أكرر هذا ؟

لأن كل ما لدي الآن في صدد "الألفاظ رقميا" أو " المعجم رقميا " لا يعدو تلمس قرائن محدودة لا تقوم دليلا كافيا على صحة الموضوع ولكنها تكفي للتشجيع على بذل الجهد لتبين الحقيقة في هذا المجال. ومن الغني عن الذكر أن ثبوت مثل هذه العلاقة يعتبر تأييدا للأساس الذي اعتمدته وهو تريب الأستاذ الرفاعي للحروف، لكن انتفاء وجود مثل هذه العلاقة لا يعتبر دحضا لترتيبه.

طبعا هذه خطوات أولية استكشافية، لفرضية قد يغلب الخطأ فيها على الصواب، أقول هذا تذكيرا بضرورة التزام الموضوعية العلمية في البحث. والبحث في هذه المرحلة هو في الخطوة الأولى من مسيرة طويلة، وهذ الخطوة تتمثل في البحث عن علاقة ما بين الحروف وترتيبها من جهة والمعنى من جهة أخرى. أية علاقة، فوجود ما يؤيد مثل هذه العلاقة على مستوى معقول يبرر بذل المزيد من الجهد للمضي في الخطوة الثانية وانتفاء مثل هذه الخطوة يوقف المسير في الخطوة الثانية وما يتلوها من خطوات.


خطر ببالي أثناء هذا التفكير كتاب الأستاذ محمد عنبر " جدلية الحرف العربي "




وفيه يعرض أمثلة على تضاد المعنى بعكس الحروف. كل من كلمتي (سبح) و(حبس) متقابلتان في المبنى والمعنى.

سنستعمل فيما يلي عبارة الرمز الرقمي للكلمة بمعنى رقم كل حرف فيها بترتيبه يعني (سبح) وفق الأبجدية الأصلية ترتيب السين فيها 12 والباء2 والحاء 6 فيكون رمزها الرقمي 12 – 2 – 6 ، بينما (حبس) رمزها 6 – 2 - 12

في حال انعكاس المعنى بانعكاس ترتيب فإن الناتج البياني لتمثيل الكلمتين سيظهر انزياحا ...........

بقية الموضوع على الرابط التالي :



http://arood.com/vb/showthread.php?p=53865#post53865